■ قائمة «عاشور» سحقت قائمة «صبحى صالح» فى الإسكندرية ■ الجماعة التى كانت تحتكر مقاعد النقيب ومجالس النقابات الفرعية فى معظم المحافظات تفوز بمقعدين فقط للنقيب بينما كانت النقابة العامة للمحامين مقسمة بالعدل، ما بين القوى الناصرية، التى فازت بمقعد النقيب لسنوات، وجماعة الإخوان المسلمين التى حرصت على الفوز بأغلبية مقاعد مجلس النقابة، كانت جماعة الإخوان وحدها تحتكر مقاعد النقيب والمجلس فى النقابة الفرعية فى الإسكندرية، التى أصبحت على مدار السنوات الماضية، أكبر معاقل الإخوان فى النقابات، لكن يبدو أن «قلعة الإخوان» فى الإسكندرية أصابتها الشروخ، فقد جاءت انتخابات النقابة الفرعية لتطيح بالقيادى الإخوانى البارز صبحى صالح، وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشعب، وأحد أبرز المشاركين فى إجراء التعديلات الدستورية العام الماضى. لا يمكن التعامل مع الفشل المدوى ل«صالح» فى السباق إلى مقعد النقيب، أمام عبدالحليم علام المحسوب على جبهة النقيب العام سامح عاشور، باعتباره خسارة لمعركة انتخابية صغيرة، فطوال السنوات الماضية كانت المعارك النقابية معارك حياة أو موت بالنسبة للإخوان، باعتبارها الطريق الوحيد المفتوح للعمل السياسى أمامها، وهو ما أكسبها مساحة كبيرة فى الشارع دفعها عقب الثورة إلى الفوز بأغلبية مقاعد البرلمان. بالتأكيد كان سقوط صالح أمام علام سياسيا بجدارة، فالمعركة هذه المرة كان طرفا فيها أحد أبرز الوجوه الإخوانية، كما أنها تأتى بعد فوز فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى، وصف بالكاسح، حيث اعتبرتها الجماعة استفتاء حقيقيا على شعبيتها، وعندما جاءت المرحلة الأولى من انتخابات النقابات الفرعية للمحامين، لم يحصل الإخوان إلا على مقعدين للنقيب، وكانت المفاجأة الأكبر فى المرحلة الثانية، التى لم تحصل فيها قائمة الإخوان على أى مقعد للنقيب، فى 8 نقابات فرعية شملتها المرحلة، يوم الأحد الماضى. وتأتى الصفعة الأخيرة للإخوان، فى معقلها الرئيسى بالإسكندرية، لتعيد ذكرى انتخابات نقابة الأطباء فى المحافظة، التى جرت منذ نحو خمسة أشهر، وأطاحت بمعظم مرشحى الجماعة خارج مجلس النقابة، التى ظلوا يسيطرون عليها لما يقرب من 25 عاما، وهو نفس السيناريو الذى تكرر الأسبوع الماضى فى نقابة المحامين الفرعية، التى شهدت منافسة شرسة بين الجبهتين التقليديتين داخل النقابة، جبهتى سامح عاشور والإخوان، فقد نجحت قائمة عبد الحليم علام مرشح النقيب الفرعى، والمدعومة من عاشور، فى الفوز بأغلبية مقاعد المجلس، بالإضافة إلى مقعد النقيب، محققة 12 مقعدا من إجمالى 16 مقعداً، فيما فشلت قائمة لجنة «الشريعة الإسلامية»، التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، والتى كان رأسها صالح. ومن المفاجآت التى ظهرت فى الانتخابات، الفارق الكبير فى الأصوات ما بين علام وصالح، والذى تجاوز ألفى صوت، ممثلا بذلك فارقاً غير مسبوق بين المرشحين على مقعد النقيب الفرعى، فى تاريخ النقابة، والذى لم يكن فى الماضى يتجاوز ال500 صوت، وهو ما وصفه كبار المحامين فى الإسكندرية بأنه هزيمة قاسية لصالح وجماعته، ورسالة ذات مغزى واضح من المحامين للإخوان، خاصة ان الفارق فى الأصوات جاء أيضا لحساب قائمة علام، التى لم تترك سوى 4 مقاعد للإخوان، لتفقد الجماعة بذلك الأغلبية داخل المجلس لأول مرة منذ سنوات طويلة، ويصبح أعضاؤها أشبه بضيوف الشرف، فى مجلس يدين بالولاء للنقيب العام، مع ما تتمتع به النقابة الفرعية فى الإسكندرية باستقلال مالى تام عن النقابة العامة. وربما يكون من الصعب على أعضاء النقابة الفرعية، نسيان مشهد صبحى صالح وهو يغادر لجان فرز الأصوات بنادى جليم غاضبا، مع بداية عمليات الفرز، وقبل إعلان النتيجة النهائية، بسبب الفارق الشاسع فى الأصوات مع علام، الذى حصل على 4275 صوتا، مقابل 2416 صوتا ل«صالح»، فيما اعتبره المحامون سقوطا لا يقل عن سقوط جمال حنفى القيادى الإخوانى والنائب فى مجلس الشعب، والذى كان مرشحا على مقعد النقيب فى نقابة جنوبالقاهرة، خلال المرحلة الأولى من الانتخابات. وبعد النتائج الكاسحة التى حققتها القوائم المحسوبة على عاشور، فى مواجهة قائمة الشريعة، تتبقى المعركة الفاصلة بين الجبهتين فى المرحلة الثالثة للانتخابات، والمقرر إجراؤها فى 18 مارس الجارى، فى النقابات الفرعية بمحافظات بنى سويف وأسيوط وسوهاج وقنا، الأقصر وأسوان والبحر الأحمر، وشمال وجنوبسيناء. وعن أسباب هزيمة الإخوان فى الانتخابات الفرعية للمحامين، يقول محمد عثمان الفائز بمنصب نقيب المحامين فى نقابة شمال القاهرة، التى تضم أكبر عدد من أعضاء الجمعية العمومية، إن المحامين أدركوا فشل الإخوان فى قيادة النقابة على مدار الأعوام الماضية، وهو ما أدى إلى تراجع دور المحامين فى الشأن العام، وهو ما دفعهم إلى التصويت ضد مرشحى الجماعة. وكشفت مصادر داخل النقابة الفرعية فى الإسكندرية ل«الفجر»، أن أول قرار للمجلس الفرعى الجديد، عقب قرار تشكيل هيئة المكتب، فى الأسبوع المقبل، سيكون مراجعة جميع الأعمال المالية والإدارية التى جرت داخل النقابة، طوال فترة المجلس السابق، خاصة أن كلاً من النقيب عبد الحليم علام، ومحمد حمدون وأحمد زكى عبد المطلب عضوى المجلس، توجهوا إلى مقر النقابة صباح الاثنين الماضى، للاستفسار عن الموقف المالى لها، وهو ما تسبب فى حدوث مشادة كلامية مع المسئول المالى فيها، بعدما تبين احتفاظه بمبلغ 140 ألف جنيه فى خزينة النقابة، وعدم إيداعها فى البنك يوميا، بالمخالفة للائحة المالية للنقابة، بناء على تعليمات أعضاء المجلس السابق من الإخوان، بالصرف بالأمر المباشر، وهو ما رفضه علام وحمدون وعبد المطلب. وفى محاولة من جانب جماعة الإخوان المسلمين لتبرير الهزيمة التى لحقت بهم، يقول خلف بيومى، عضو لجنة الشريعة، والفائز بمقعد فى مجلس النقابة الفرعية فى الإسكندرية عن محكمة الجمرك الجزئية، إن سبب الهزيمة هو التحالف القوى بين عاشور وأعضاء الحزب الوطنى «المنحل» فى النقابة، مضيفا أن «الحديث عن علاقات عاشور بالحزب الوطنى ليس جديدا، وهو ما كان أحد أسباب هزيمته أمام حمدى خليفة، فى انتخابات النقابة فى عام 2005». ويرى محامون أن من الأسباب القوية التى أدت إلى هزيمة صبحى صالح فى مواجهة علام، هو التعالى الذى تعامل به مع النقابة، خاصة بعد تصريحه المثير للجدل، الذى أطلقه فى أحد المؤتمرات الانتخابية قبل انتخابات النقابة الفرعية، وقال فيه إنه عضو فى البرلمان وليس فى حاجة إلى منصب النقيب، وإنما منصب النقيب هو الذى يحتاجه. ولم تكن هزيمة الإخوان مقصورة على النقابة الفرعية فى الإسكندرية، فقد فاز المرشح المستقل محمد الغمرى بمنصب نقيب المحامين فى الدقهلية، فى مواجهة مرشح الإخوان المسلمين فوزى نصر، بفارق 550 صوتا، بجانب فوز المستقل أحمد العسال على مقعد الشباب، بفارق 2500 صوت، وفى دمياط فاز هشام يوسف المستقل فى مواجهة مرشح الإخوان المسلمين السيد العنانى، بفارق 25 صوتا، وفاز المستقل رشاد وهبة بمقعد الشباب فى المحافظة. أما فى المنوفية، ففاز المستقل خالد راشد على مرشح الإخوان المسلمين، عاطف شهاب، بمنصب نقيب المحامين، بفارق 57 صوتا، وفى الشرقية فاز محمد عاكف ممثل التيار القومى بمنصب النقيب، فيما حصل المستقل عبدالله محمد على منصب الشباب، وفى كفر الشيخ فاز مدحت عاشور المنتمى لحزب الوفد بمنصب نقيب المحامين، بفارق 1822 صوتا عن التالى له، وفى البحيرة فاز سعيد نوار، المنتمى للحزب الوطنى «المنحل» بمقعد النقيب، مع فوز المستقل محمد أبو حسين بمقعد الشباب، وفى الغربية، أعاد المحامون اختيار النقيب السابق جلال شلبى.