وكالات قالت الحكومة السودانية إن السلطات السعودية منعت طائرة الرئيس البشير من العبور عبر أراضيها في طريقه إلي إيران، وذكر المتحدث باسم الرئاسة السودانية عماد سيد أحمد في تصريحات صحافية إن السلطات السعودية لم تعط إيضاحات لقرارها.
وحسب بيان للسكرتير الصحفي في رئاسة الجمهورية السودانية عماد سيد أحمد فإن البشير كان يستقل طائرة مستأجرة من إحدى شركات الطيران السعودية في طريقه لزيارة إيران وحضور مراسم تنصيب روحاني.
وقال البيان السوداني إن الطائرة عادت اضطراريا إلى الخرطوم بعد أن رفضت السلطات السعودية مرورها عبر أجوائها، وأشار إلى أن قائد الطائرة المستأجرة أوضح لرئاسة الجمهورية أن الرفض تم بالرغم من إبلاغ سلطات الطيران المدني السعودية بوجود الرئيس السوداني على متن الطائرة.
كما أشار إلى أن الطائرة حلقت مدة تقارب ساعة جرت خلالها اتصالات بين الشركة التي تملك الطائرة وسلطات الطيران المدني بجدة بشأن إذن العبور، وأنه تم قطع الاتصال دون التوصل إلى منح الطائرة الإذن مما جعلها تعود أدراجها إلى الخرطوم.
وهذه هي المرة الأولى التي تعترض فيها السعودية التي تربطها علاقات جيدة مع السودان طائرة الرئيس السوداني الذي تطالب المحكمة الجنائية الدولية بتسليمه لمحاكمته بتهم ارتكاب جرائم حرب في دارفور.
وآخر مرة سافر فيها البشير خارج السودان كانت الشهر الماضي عندما سافر الي نيجيريا للمشاركة في قمة إفريقية معنية بمكافحة الإيدز والملاريا، ورفضت الحكومة النيجيرية حينها دعوات منظمات مجتمع مدني نيجيرية بالقبض علي البشير وتسليمه للمحكمة حال وصوله الي نيجيريا.
وفي أول تعليق إيراني عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عرقجي عن أسفه لقرار عدم السماح لطائرة البشير بالمرور نحو إيران.
وتجنب المتحدث الإيراني ذكر اسم المملكة العربية السعودية تحديدا، مشيرا إلى أن السفارة السودانية في طهران أبلغت الجانب الإيراني بأن "واحدة من بلدان المرور لمسار الرحلة منعت الطائرة التي تقل البشير من المرور".
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن عرقجي قوله إن التصاريح اللازمة لمرور طائرة البشير تم الحصول عليها مسبقا.
وترتبط السعودية بعلاقات جيدة مع السودان، واعتاد الرئيس البشير زيارة المملكة بين الحين والآخر، وكانت طائرته تعبر أجواءها دون أي مشاكل رغم أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في عامي 2009 و2010 مذكرتي اعتقال بحق البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور المضطرب غرب السودان.
وفي حين يُنتظر أن تصدر السعودية تعقيبا رسميا بخصوص الموضوع، توقع مراقبون أن تكون أسباب لوجستية هي السبب وراء منع عبور الطائرة لأجواء المملكة وليس أسباب سياسية، رغم عدم رضا السعودية عن التقارب بين السودان وإيران.
