أدَّى الرئيس محمد مرسي يوم 30 يونيو عام 2012 اليمين الجمهوري أمام المحكمة الدستورية العُليا ليصبح رئيساً مدنياً منتخباً لجمهورية مصر العربية ، وبعد أشهر معدودة من فترة حكمه تعالت الأصوات المنادية برحيله ، وظهرت حملة "تمرد" الداعية لسحب الثقة من الرئيس مرسي وتحدد يوم 30 يونيو عام 2013 موعداً لرحيله.
وشهدت بداية رئاسته إلقاءه الخُطب الرنانة الممتلئة بالوعود وتمثل أبرزها في القضاء نهائياً على مشكلة القمامة في مصر في مئة يوم فقط ومن ثم إستجاب الكثير من المصريين لحملة "وطن نظيف" التى أطلقها الرئيس محمد مرسي ولم تقتصر المشاركة فى الحملة على حزب الحرية والعدالة فقط بل امتدت ليشارك بها أعضاء من حزب النور وحملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وفور انطلاق الحملة شعر المواطنون بأن مصر تسير نحو الأفضل وفى الاتجاه التقدمى لأن النظافة هى عنوان الشعوب.
وبالفعل رفعت الحملة العديد من أطنان القمامة من جميع شوارع مصر وتمت مشاركة الشركات الوطنية فى الحملة وعلى رأسها شركة المقاولون العرب، لينتهى زمن سيطرة الشركات الأجنبية على جمع القمامة فى مصر ومن بعدها شعر العديد من المواطنين بتغيير للافضل في مناطقهم بعد إزالة أطنان القمامة إلا إن فرحتهم لم تكتمل بعد توقف الحملة وعدم استمراها سوي لعدة أيام وعادت تلال القمامة لمحاصرة الشوارع والميادين مرة أخري.
وخلال خطاب الرئيس محمد مرسى فى احتفلات ذكرى حرب 6 أكتوبر العام الماضي أكد أن الحل الجذرى للتخلص من أزمة الزبالة هى معالجة المخلفات وتحويلها إلى طاقة وهناك جهود تبذل فى ذلك ونحن نستمر معاً فى حملة وطن نظيف ، وقال مرسى: 'لدينا تعاقد مع 3 شركات نظافة لتدوير 600 ألف طن قمامة تم إزالتها من القاهرة و200 ألف طن من الإسكندرية أما المحافظات فحوالى 300 ألف طن منها ، مشيراً إلى أن الحل الجذرى معالجة المخلفات وتحويلها إلى طاقة.
ولمطابقة هذا الكلام الذي جاء مخالفاً للصورة الواقعية ، تم سؤال المواطن محمود جابر القاطن بمنطقة الساحل بشبرا مصر عن أزمة القمامة في مصر ، وقال " أكوام الزبالة في تزايد مستمر ولقد زاد الوضع سوءاً بعد تولي الرئيس محمد مرسي الحكم وأنا أتذكر جيداً أن الوضع في وقت رئاسة الرئيس السابق محمد حسني مبارك كان أفضل بكثير ، على الأقل كانت أكوام الزبالة تظهر من فترة لآخرى أما الآن فقد باتت الشوارع غير نظيفة طوال الوقت.
وأوضح أن مندوبي النظافة كانوا يمرون في بداية ولاية الرئيس مرسي كل يوم وظلت فترات مرورهم تتباعد يوماً بعد يوم حتى أصبحوا يمرون كل 3 أيام وهى مدة كبيرة جداً ولا تكفى لإزالة أكوام الزبالة المتراصة على الشوارع والأرصفة ، وأشار أنه لكي يتم تنظيف الشوارع بشكل كامل يجب أن تقوم شركات النظافة بعملها بشكل أكثر جدية وإلتزاماً أن كانت حقاً تحرص على نظافة هذا الوطن.
وأما المواطن عبد الله أحمد أحد سكان منطقة الوراق فيرى أن مشكلة القمامة حلها يكمن في المواطنيين الذين يقومون بإلقاء القمامة في الشوارع غير عابئين بنظافة بلدهم قائلاً "هي الحكومة هتعمل إيه ولا إيه .. يعني تيجي تعلمنا إزاى نكون نضاف" ، الرئيس مرسي وحكومته لا يقع عليهم آي لوم أنا شاهدت بنفسي مواطن يلقي بأكياس ممتلئة بمخلفات الطعام في منتصف الشارع وكأن من يفعلون ذلك يعاندون أنفسهم أو يعاندون النظام الحاكم.
وقال "الناس بجد معندهاش وعي بنظافة بلدهم والمشكلة مش في الرئيس مرسي أو الرئيس مبارك المشكلة في الناس اللى مش فاهمة إن كيس الزبالة اللي بترميه في الشارع ممكن يزود الأزمة ويضاعفها " ، وأوضح أنه يتمنى أن تكون بلده نظيفة طوال الوقت إلا أنه يرى أن بعض الأشخاص لا تريد النهوض لهذا البلد وإظهاره بالمظهر الحضاري الملائم.
ومن جانبه ،، أكد المواطن أشرف السيد أحد سكان حي الدقي أن مسألة النظافة أمراً معقداً للغاية فهي تبدو وكأنها مشكلة أزلية بلا حلول ، وأن حكومة مرسي كانت تهتم بمسألة النظافة ومحاولة الحد من آثارها في بداية حكمه أكثر من تلك الأيام وأما حملة وطن نظيف فقد إستمرت أياماً معدودةً ولم تسفر عن النتائج المرجوة رغم أن العديد من المواطنيين كان معلق عليها آمالاً كبرى.
وأوضح أنه في إحدى شوارع المنطقة تسكن عائلات ذات صلة بالمحافظة وهذه الشوارع دائماً نظيفة تماماً وتبدو خاوية من آي مظهر من مظاهر القذارة أو القمامة ، وأما باقي الشوارع المجاورة في نفس الحي وغيره من الأحياء فهي دائماً مليئة بالقمامة كما أن الأماكن المخصصة لرمي القمامة على ناصية الشوارع تبدو ممتلئة للغاية وحولها أيضاً توجد بعض أكياس القمامة مما يدل على عدم الإهتمام بإزالتها.