تشهد مصر الأن فى ظل الأحداث السياسية المتوترة التى تمر بها البلاد ، غلاء فاحش فى الأسعار وخاصة أسعار الخضروات و الفاكهة ، من قبل التجار دون رادع لهم ، أو رقيب يمنعهم من ذلك.
فإن المواطن المصرى البسيط يعيش فترة صعبة من تاريخ حياته، حيث أن مرتب الفرد لايكفى حاجة أسرة مكونة من 4 أفراد من الطعام ، حيث بلغ سعر الطماطم 4 جنيهات للكيلو ومثلها الخيار، والبصل 3,50 للكيلو والبسلة 7 جنيهات، والفاصوليا 8 جنيهات لهذا الموسم، أما البطاطس فوصلت ل 3,50 جنيه بعدما شهدت انخفاضا سجلت خلاله جنيهان للكيلو، الفلفل وصل سعره إلى 4 جنيهات للكيلو، البامية البلدي ب 10 جنيهات، فيما وصل سعر كيلو الثوم ل 10 جنيهات، والباذنجان ل 3 ، الكوسة ل 6 جنيهات.
ومن الخضراوات إلى الفاكهة حيث التفاح الأمريكاني، ارتفع سعره ليصل 20 جنيه، والتفاح الأخضر 22 بعد 16 جنيه، أما الموز المستورد ب9 جنيهات بدلاً من 7 جنيهات للكيلو.
ومن خلال البحث وراء الأزمة وجدنا أنها تسير بالتدريج بداية من الفلاح وحتي أن تصل إلى تاجر التجزئة ،
وعندما ذهبنا إلى المتجر الأساسي الذي يقوم التاجر الصغير بالشراء منه والذي يعرف ب"سوق الساحل" قمنا بسؤال التجار أصحاب الخضروات عن الأزمة .
حيث قال المعلم"سعودي الضبع" من محافظة "سوهاج" تاجر بسوق الساحل ، أن السبب الأكبر في إرتفاع أسعار الخضروات هو السولار حيث أنه مكلف بشكل كبير في عملية نقل الخضروات وهذا يجعلنا نزيد في سعر الكيلو 50 قرش ع الأقل وتأتي بعدها أزمة "السماد" الذي يباع في السوق السوداء بضعف الثمن وهذا يرهق الفلاح كثيراً ويليها مشكلة المبيدات وكل ماهو خاص بالمزارع أرتفع سعره وكل هذا يرجع إليه أرتفاع سعر الخضروات في السوق المصري.
كماأشارالمعلم "فارس حسين" أن الأزمة ترجع لتجاهل الدولة لهم بشكل كبير واعتبار الفلاح أنه ليس له وجود, وإهمال مشاكله وليس فقط إهمالها وإنما زيادتها بأزمة السولار مشيراً إلى أن بالرغم من أرتفاع أسعار الخضروات إلا أن ربحهم يتقلص يوماً بعد يوم , كما أضاف أن من الأسباب التي تساعد علي أرتفاع الخضروات هوانحدار الجنيه المصري أمام الدولار الذي نستورد بيه الأسمده والمبيدات وكل شئ.
وأضاف أن سبب عدم إرتفاع سعر الطماطم هو أنه الموسم المخصص لوجودها ، و حدث بها أزمة في العام الماضي وهذا جعل الفلاح يزيد في زراعتها ليخرج بها في وقت الأزمة .
وقال المعلم "ياسرمحمد" أن الحكومة لا تري ولا تفعل شيء ولا تقف بجانب الفلاح فيكون الفلاح مضطر إلى الرجوع للسوق السوداء التي تأكل رزقهم وتوقف حالهم وأنهم لايرفعون أسعار الخضروات من فراغ بينما هذا يرجع إلى منظومة فساد كبيرة تدمر في الفلاح المصري.
ولكن لم تتوقف الأزمة عند ذلك فطريقة البيع بهذا السوق "غريبة" تقوم علي المزادات بين التجار ولا تقوم علي وجود سعر محدد فمن الممكن أن تكون سعر الخضروات اليوم شيء وغداً شيء أخر ، ويأخذها التاجر ويبيعها كما رسيت عليه بالمزاد ويقوم هو بتحديد سعرها.
وعندما ذهبنا إلى أسواق التجزئة التي يشتري منها المستهلك العادي وجدنا عدم وجود تسعيرة محددة للخضروات وعندما سألنا بعض البائعين قال"أحمد أبراهيم"ا ننا لا نضع التسعيرة حتي لا يهرب الذبون من غلو الأسعار فمن الممكن ان أخفض له فى الثمن وأضاف أن أرتفاع الأسعار بسبب التجار الذين يشترون منهم من الأسواق وأنهم ليس لديهم مصلحة لرفع الأسعار خاصة أن مع أرتفاع الأسعار يتقلص عدد الزبائن,ويتمني أن تنتهي الأزمة وتعود الخضروات لأسعارها مرة أخرى.
كما أشار"هارون الصعيدي" أن الأزمة بعيدة عنهم تماما وأن أرتفاع الأسعار ليس من مصلحتهم تماما حتي يقوموا برفع الأسعار وأنهم مواطنون عاديون يتأثرون برفع الأسعار مثل بقية الناس وهذه الأزمة جعلتنا نبيع بالخسارة أحيانا فنحن لا نبيع بنفس السعر في كل الوقت من اليوم فمن الممكن تغيير سعر السلعة3 مرات علي مدار اليوم.
ولكن معاناة المواطن البسيط أصعب كثيرا من التاجر والبائع فهو الذي يدفع الثمن في أرتفاع الأسعارفهو من يقع عليه السلبيات ولا يستطيع ان يعيش وسط كل هذه الأزماتوعندما.
سألنا المواطنين عن غلاء أسعار الخضروات و الفاكهة ، قالت "رضا علي " أنها زوجة رجل موظف وليس لديهم دخل أخر وارتفاع الأسعار يجعلها تعيش في حالة من التقشف فهي من أسرة مكونة من خمسة أفراد تحتاج إلى 30 جنيه ع الأقل دون لحوم أو دواجن ، فماذا تفعل وسط ارتفاع أسعار الخضروات والدواجن واللحوم مشيرة إلى أن الحكومة جعلت الخضروات من أكلات الملوك قائلة "سوف نترك هذا البلد ليعيشون هم بها كما يريدون".
و قال "عادل حسين" أن أسعار الخضروات أرتفعت بشكل كبير جداً ، وهو لا يعرف ماذا يفعل في هذه الدولة من أزمة إلى أزمة ولا نجد من يسمعنا, فنحن ليس لدينا مكان هنا فأنا رجل أعمل "أعمال حرة" ، أصارع طوال اليوم للحصول من أجل أن أجلب لأبنائي سوي لقمة العيش ، فلو سائت الأحوال ماذا سنفعل أرجو من الحكومة أن ترعي حالنا وأن تقوم علي الحلول من أجل هذا الشعب البسيط.
ويبقي الحائر بين الفلاح والتاجر وبائع الخضروات هو المستهلك فإن كان يحتاج الفرد يومياً علي الأقل 50 جنيهاً ليطعم 5 أفراد ليصبح المجموع بالشهر 1500 جنية للطعام فقط فماذا يفعل الحد الأدنى للأجور ، وهو 1200 جنيها في الشهر.