ردود أفعال غاضبة أثيرت بعد اجتماع الرئيس محمد مرسي بالقوى السياسية لبحث أزمة سد النهضة في أثيوبيا ومياه النيل وكيفية مواجهتها على الهواء مباشرة، خاصة أن الاجتماع نوقش فيه حلول غير منطقية قد تتسبب في أزمة دبلوماسية جديدة بين مصر وأثيوبيا. أزمة هذا الاجتماع تابعها برنامج "جملة مفيدة" الذي تقدّمه الإعلامية منى الشاذلي على "MBCمصر"، من خلال إستضافة كل من اللواء أسامة الجريدلي –وكيل المخابرات العامة السابق- والدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، والقس صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجليزية، والمهندس إيهاب شيحة رئيس حزب الأصالة السلفي.
وحمل ضيوف البرنامج اللوم على الأجهزة الأمنية الخاصة بالرئاسة، وحذروا من الآثار السلبية نتيجة عرض الاجتماع مباشرة، ولكن اختلف معهم المهندس إيهاب شيحة الذي توقع أن تكون الرئاسة تقصد ذلك لنقل رسالة إلى الجانب الأثيوبي تفيد بأن هناك غضب شعبي شديد جراء بنائها لسد النهضة.
ومن جانبها وصفت الإعلامية منى الشاذلي نقل اجتماع الرئيس محمد مرسي بالقوى السياسية على الهواء مباشرة دون علم الحاضرين ب"الفضيحة"، موجهة لوما شديدا على المسؤول عن هذا الخطأ الفادح الذي قد يتسبب في تفاقم الأزمة بين مصر وأثيوبيا.
وقالت منى الشاذلي –خلال برنامج "جملة مفيدة"-: "سمعنا كلاما غريبا أثناء الاجتماع، كيف يقال على الهواء أننا يجب أن نسرب إشاعات أننا لدينا طائرات يمكن أن تهاجم أثيوبيا؟.. كيف نقول إننا يمكن أن نرد بفتح معبر رفح، ونهددهم اقتصاديا؟.. كيف نقول إننا يجب أن "نضرب أسافين" في القبائل الأثيوبية؟.. ما حدث هو مصيبة وفضيحة بكل المقاييس".
وأضافت: "الغريب أن أحد الضيوف وهو يكلم الرئيس بمنتهى الإخلاص ويقول لابد أن نقسم كلنا أن هذا الكلام سري.. كيف يكون سريا، والعالم كله كان يشاهد الاجتماع؟.. كل هذا التضليل السياسي كان يقال على الهواء، رغم أن مكانه هو الغرف المغلقة".
وتابعت:"ولكن اللوم ليس على القوى السياسية التي تكلمت، وعبرت عن وجهة نظرها، ولكن اللوم على المسؤول عن نقل الاجتماع على الهواء، ذلك الاجتماع الذي كان مدته ساعتين، ألم يتنبه أحد أن هناك كلام لو قيل لأثار أزمة؟".
ومن زاويتها إعتذرت الدكتورة باكينام الشرقاوي –مساعد رئيس الجمهورية للشؤون السياسية- للقوى السياسية عن إذاعة الاجتماع الوطني مع الرئيس محمد مرسي على الهواء مباشرة دون علمهم.
وقالت الدكتورة باكينام: "الاجتماع كان مرتبا له أن يذاع مسجلا كعادة هذه اللقاءت ولكن ارتؤي لأهمية موضوع الأمن المائي إذاعتها على الهواء قبل اللقاء مباشرة".
وأضافت: "أعتذر عن أي حرج غير مقصود لأي من القيادات السياسية سببه عدم الإشارة عن البث المباشر لاجتماع الوطني اليوم".
ومن المفارقات المماثلة أن الدكتور هشام قنديل –رئيس مجلس الوزراء- كان قد تعرض لموقف مشابه، حيث عرض حديث له على الهواء دون علمه، بينما أسهب في كلام لا يليق باجتماعات مجلس الوزراء، وسبب هذا الأمر له حرجا شديدا.
بينما أكد اللواء أسامة الجريدلي –وكيل المخابرات العامة السابق- أن اجتماع اليوم بين القوى السياسية والرئيس محمد مرسي في الرئاسة والذي عرض على الهواء مباشرة دون علم أحد، سيؤثر سلبيا على علاقة مصر بأثيوبيا، إن لم يكن على المستوى الرسمي، فسيكون التأثر على المستوى الشعبي والرأي العام.
وقال الجريدلي –خلال استضافته في برنامج "جملة مفيدة"-: "عرض اللقاء على الهواء خطأ تماما من الناحية الأمنية، والكثير من المناقشات لم يكن يجب أن تقال بشكل علني، خاصة أنها تقال في الرئاسة".
وأضاف: "بالقطع سيكون هناك تأثير سلبي على الجانب الأثيوبي، حتى لو لم يكن على المستوى الرسمي، سيؤثر على الرأي العام، هم يتكلمون في خطط وسيناريوهات، وكأنها هي الجهات المعنية المسؤولة عن تنفيذ هذه السيناريوهات، وهذا مرفوض تماما على الناحية الأمنية".
وانتقد الجريدلي غياب إستراتيجية لمواجهة الأزمة والتعامل معها، وقال: "إدارة الأزمات لها منهجية، كافة الدول التي تقابل هذا النوع من الأزمات تتبعها، واليوم نحن لدينا التقرير الفني الخاص باللجنة الثلاثية، وبناء عليها، يجب أن نبدأ في وضع السياسة العامة للتعامل مع هذه القضية، ويجب أن تشترك كافة الوزارات والجهات المعنية في وضع هذه السياسة".
ومن جانبه استنكر الدكتور محمد أبو الغار -رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي- عرض لقاء الرئيس محمد مرسي بالقوى السياسية على الهواء مباشرة دون أن يعلموا، الأمر الذي سبب لهم حرجا كبيرا.
وقال أبو الغار –خلال استضافته في برنامج "جملة مفيدة": "لو كنت حاضرا للاجتماع لطلبت إيقاف الجلسة فورا، في أول لحظة أعرف فيها أن الاجتماع يعرض على الهواء مباشرة، والمخطئ في هذه الحادثة ليس الحاضرين، ولكن هناك خطأ أمني فادح".
وأضاف: "الخيبة الأمنية من الجهاز الأمني الخاص بالرئاسة هي التي أوقعتنا في هذه الإشكالية، والحمد لله أنني لم أحضر، ربما كان كلامي كان سيتسبب في أزمة أكبر".
وأشار أبو الغار إلى أنه قبل حضور الاجتماع، ولكنه عدل عن رأيه بعد الاعتراض الشديد من أعضاء الحزب، وقال: "فوجئت بسيل منهمر من الرسائل من أعضاء الحزب يحتجون احتجاجا شديدا، يقولون إن حضوري سيكون خطأ فادح، لذلك قررت عدم المشاركة".
ومن جانبه رجح المهندس إيهاب شيحة -رئيس حزب الأصالة- أن عرض الرئاسة لاجتماع مختلف القوى السياسية مع الرئيس محمد مرسي حول سد النهضة هدفه توصيل رسالة إلى الجانب الأثيوبي بمدى الغضب الشعبي الذي قد يصل إلى الدعوة إلى شن الحرب.
وقال شيحة –خلال استضافته في برنامج "جملة مفيدة"-: "لم يكن لدينا معلومة أن الاجتماع على الهواء، وعرفناها حين طلب الدكتور مجدي حسين أن يكون الاجتماع سريا، ولكن الجانب الأثيوبي لعله وصلته رسالة أن هناك غضب شعبي".
وأضاف: "لا أظن أن عرض الاجتماع مباشرة سبب حرجا للقيادات السياسية، لأن الاجتماع كان عصفا ذهنيا، ولكن الملاحظة هو أن الناس كان يجب أن تعلم أن الكلام مذاعا وقتها سيكون هناك أسلوب حوار مختلف"