قصف حلف شمال الأطلسي (الناتو) أهدافا وسط العاصمة الليبية طرابلس، في حين صد الثوار هجوما للكتائب الأمنية التابعة للعقيد معمر القذافي في منطقة بئر عياد التي تبعد سبعين كيلومترا جنوب غرب العاصمة. وسمع دوي انفجارين في وسط طرابلس الذي هزته منذ مساء الأحد انفجارات عدة. كما سمع دوي انفجار ثالث في ضاحية تاجوراء شرق العاصمة الليبية وفق شهود عيان.
ومن جهته قال التلفزيون الليبي إن طائرات الحلف استهدفت حي الكرامة بالعاصمة، مشيرا إلى أن محطة للاتصالات أصيبت في القصف مما أدى لانقطاع خطوط الهاتف في مناطق عديدة.
وكان الناتو قد شن غارات فجر الاثنين على أهداف في طرابلس، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول ليبي أن الغارات استهدفت مقر الإذاعة والتلفزيون الليبيين في العاصمة.
لكن متحدثا باسم الناتو نفى استهداف الحلف مقر الإذاعة والتلفزيون، موضحا أن القصف استهدف مركزا للاستخبارات بجوار المقر المذكور.
ويقول الحلف إنه يستهدف أهدافا عسكرية ومراكز قيادة أمنية, لحماية المدنيين بعد أن شنت قوات القذافي حملة عسكرية لقمع ثورة شعبية تطالب بتنحيه عن الحكم.
من جهة أخرى قال مراسل الجزيرة في الزنتان غربي ليبيا إن كتائب القذافي شنّت صباح اليوم هجوما بدبابات وراجمات صواريخ على مواقع للثوار في منطقة بئر عياد التي تبعد سبعين كيلومترا جنوب غرب طرابلس.
وأضاف مراسل الجزيرة أن الثوار تصدّوْا للهجوم، مشيرا إلى أن الكتائب تحاول التجمع في مناطق سهلية لوقف زحف الثوار باتجاه العاصمة، ومدن الساحل الغربي.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد عمليات للثوار استطاعوا خلالها فك الحصار الذي تفرضه كتائب القذافي حول محيط مدينة الزنتان.
وكانت وكالة رويترز قد ذكرت أن الثوار دخلوا صباح الاثنين بلدة يفرن جنوب غرب طرابلس، وهي البلدة التي كانت تسيطر عليها الكتائب الأمنية التابعة للقذافي.
وقال مصور لرويترز إن الثوار دخلوا يفرن وأعلنوا السيطرة عليها، وأضاف "نحن داخل البلدة ولا أثر لقوات القذافي، أرى أعلام المعارضة، رأينا ملصقات وصورا للقذافي ممزقة".
وتتزامن التطورات العسكرية في الغرب الليبي مع تصعيد ميداني في الجبهة الشرقية خاصة في البريقة ومنطقتي الأربعين وأجدابيا، التي شهدت قصفا مكثفا للناتو ضد كتائب القذافي قابلته الكتائب بإطلاق صواريخ على الأحياء السكنية في هذه المناطق.