وافقت منظمة الصحة العالمية على إجراء تحقيق دولى حول شكوى السعودية من قيام أوساط علمية بالتنسيق مع شركات أدوية استغلال فيروس "كورونا" في جنى ارباح مادية. وقال نائب وزير الصحة السعودي، زياد ميمش، في كلمته أمام الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للمنظمة في جنيف نشرت اليوم في الرياض: "إن السعودية تعرب عن أسفها لقيام أوساط علمية من خارج المملكة كانت قد تلقت عينات ومعلومات عن الفيروس من السعودية بهدف فحصه إلى تقديم براءة اختراع حول الفيروس، وتوقيعها عقودا مع شركات الأدوية لتمنع بذلك الأوساط العلمية الأخرى من إجراء البحوث على الفيروس".
وقال ميمش إن التأخر في تقدم الاختبارات، وإجراءات التشخيص بسبب براءة الاختراع على الفيروس "ما كان ينبغي أن يحصل مطلقاً".
وأثارت كلمة نائب وزير الصحة السعودي غضب المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، مارجريت جان، التي خاطبت الدول الأعضاء ال 194 بالقول: "لا ينبغي لأي براءة اختراع أن تكون، أو تطرح نفسها، كعائق أمامكم، ولا كعائق أمام بلدان العالم، لحماية صحة شعوبكم".
وتعهّدت مارجريت جان بإجراء تحقيق دولي حول القضية التي أثارها المندوب السعودي.
وناشدت المديرة العامة للمنظمة، الدول الأعضاء بالقول: "لا ينبغي أن تكون ردة فعلكم فردية أو ثنائية، بل ينبغي العمل بطريقة جماعية مع المختبرات العلمية التي أعلنت منظمة الصحة اعتمادها".
من جانبه أعرب كيجي فوكودا نائب المدير العام للمنظمة، عن امتعاضه الشديد قائلا: "للأسف ما تم الكشف عنه من معلومات عن فيروس كورونا، دفع مختبرات علمية بالتعاون مع مؤسسات صناعة الأدوية إلى تقديم براءة اختراع حول الفيروس".
واعتبر فوكودا - الذي رأس وفد خبراء منظمة الصحة في زيارة للسعودية مؤخرا - أن قيام شركات الأدوية بتقديم براءة اختراع حول الفيروس "أمرٌ يُعقِّد كثيراً من إمكانية تقدم البحوث في هذا الميدان، في وقت يحوم فيه قلق كبير إزاء إمكانية انتقال الفيروس من الإنسان إلى الإنسان. وقال: "لم نكن ننتظر هذا"، في إشارة إلى المختبرات وشركات الأدوية.
وأضاف "نحن قلقون جداً إزاء إمكانية انتقال الفيروس من الإنسان إلى الإنسان.
كانت هناك بعض الأدلة عن انتقال محدود بين البشر بعد إصابة اثنين من العاملين في القطاع الصحي السعودي الأسبوع الماضي من مريض كانا يعالجانه".
لكن فوكودا نبَّه إلى القول: إنها أول حالة مؤكَّدة لانتقال العدوى في مستشفى.
وأكد أن الخبراء ما زالوا يتابعون بدقة تطور الفيروس وتحوله النهائي إلى شكل جديد قد ينتقل فيه بسهولة من إنسان إلى إنسان.
