أحد الخادمات بدول الخليج:كنا بنشوف الذل عشان فقرنا ومفيش دور لسفارات عزة العشماوى: معظم الضحايا تعرضوا لصدمات نفسية وأصيبوا بأمراض
مديرة مكتب الإتجار بالبشر:يجب تنشيط دور وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية لحماية المصرين
عزة العشماوى: شكاوى الخادمات المصريات ما بين اتهامات بالسرقة والتعرض لتعذيب والإهانات
أحد المتزوجات:وقعنا فى عملية نصب شوفت الويل وتطلقت بعد 3 شهور
شقيق أحد المتزوجات:الناس بتجرى ورا الفلوس ومحدش بيسمع النصيحة
أحد القاصرات: نهاية الزواج من العرب ..الحسرة والألم والندم
انتشرت مؤخرا ظاهرة عمل المصريات كخادمات فى السعودية وغيرها من الدول الخليجية،وذلك بتصريح من وزير القوى العاملة الحالى"خالد الأزهرى" الذى سمح بسفر المصريات للعمل فى 16 مهنة محظورة، بشرط موافقة الزوج، أو عمله معها فى المنزل ، مما تسبب فى إهانة كرامة المرأة المصرية، وتعريضها للتعذيب الجسىدى والنفسى ،بالإضافة لمعاملتها كشىء لا يستحق الحياة، يهدد بدخول مصر فى نطاق الدول المتاجرة للبشر، برغم من كونها من المهن المحظورة فى ظل النظام السابق .
كما تتعرض المصريات القاصرات للخداع وعملية الإتجار من خلال زواجهم بالعرب مقابل مبلغ من المال، وهذا الزواج يتم من خلال سمسار، بشكل غير رسمي تتدخل فيه الأساليب الملتوية والتزوير من أجل اتمام نجاح الصفقة بين البائع والمشترى ، وغالبا ما تكون الفتاة الضحية التي يجبرها الرجل على العمل سواء كخادمة فى المنازل، التسول، والدعارة ، وقد تهرب الفتاة من الجحيم لتعود إلى مصر ولكن تواجهها العراقيل لنيل حريتها والطلاق.
حيث أكدت"الدكتور عزة العشماوى"، مديرة مكتب مكافحة الإتجار بالبشر ، بالمجلس القومى للأمومة والطفولة، لنا، أن عمل المصريات كخادمات فى دول الخليج نوع من الإتجار بالبشر ، لأنها تندرج تحت بند العمالة الخفية غير اللائقة، والتى لا تحتوى على أى بيانات تنظمها، ولهذا يجرى استغلالها، حيث تنطبق عليها المادة 2 من قانون 64 لسنة 2010 لمكافحة الاتجار بالبشر الذى ينص على باب حماية الضحايا من خلال وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية وتوفير العودة السريعة لهم على نحو آمن، مؤكدة أن وحدة الاتجار بالبشر هدفها مقاومة الإتجار وتأهيل الضحايا من خلال دمجهم مع المجتمع لأنهم كانوا معرضين لصدمات النفسية ومصابيين بأمراض ، ولكن يجب تنشيط دور وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية للقيام بهذا الدور.
كما أوضحت أنه فى ظل الظروف السيئة والانفلات الأمنى يتعاون مكتب الإتجار بالبشر مع النيابة العامة، والأمن الوطنى بشكل متصل للتدريب على قانون الإتجار بالبشر من خلال دورات من أجل تفعيل القانون وقيام الدولة بحماية المصريات وتأهيليهم.
وأضافت أن السعودية من أكثر الدولة استخداما للعمالة المنزلية ، أن شكاوى المصريات تتراكم فى السفارات بالخارج ما بين اتهامات بالسرقة، والتعرض لتعذيب والإهانات، كما يجرى استغلال الفتيات فى عمل أى شىء، كما احتوت بعض الشكاوى الواردة للمجلس على إجبار الخادمات على الزواج من أشخاص كبار فى السن أو من لديهم عجز، مما تجعلهم معرضين لصدمات نفسية، داعية الحكومة إلى ضرورة التوقيع على صك 189 بموجب المادة 148 من الدستور، ليصبح تشريعاً وطنياً يمكن تطبيقه ، ومنها ألا يسمح بالعمل فى المهن المحظورة دون شروط واضحة تضمن الأمن والأمان لعمالة المنازل
وتابعت فى تصريحات للفجر :" أن زواج قاصرات مصريات من سعوتيين او خليجيين يعتبر نوع من الإتجار بالبشر لأنه يخضع تحت بند الاستغلال من خلال عملهم كخادمات، كوافيرات ،فى الدعارة، التسول فى الشارع، وقد يرجع ذلك إلى جهل الفتيات وصغر أعمارهن ، مع انتشار الفقر بين أسر الفتيات، وحرمان الفتاة من التعليم ، وكثره عدد الأبناء داخل الأسر ، إلى جانب استغلال الفتاة من خلال تزويجها من أحد "العرب" لرفع مستوى الأسرة المعيشي ، وقد تتراوح مدة الزواج ما بين أسبوع – أسبوعين – 3شهر -، غالباً ما يترك الزوج زوجته وهي حامل أو عندها أولاد ويسافر دون رجعة أو يتركها كالبيت الوقف أو يطلقها ومعها أولادها الصغار كما توضح الحالات.
كما توضح أن زواج القاصرات بعرب ينتشر فى محافظات الجيزة، فى منطقتى الحوامدية والبدرشين، وفى محافظات الفيوم، المنصورة ، الشرقية، بنى سويف، محافظات القاهرة الكبرى، بوجود ثقافة سائدة لزواج القاصرات من أثرياء مقابل مبلغ من المال ، ولكنه يضر بالبنت ويقضى على حياتها، مؤكدة أن هذا الزواج غير شرعى لأن هناك فتوى عام 2010 أن الأب الذى يزوج أبنته بهذه الطريقة لا يعتد بولايته، وفاسق، ومثل هذه الممارسات تعد دعارة تحت إطار شرعى، موضحة أن السفارات المصرية فى دول الخليج غير ناشطة ولا تحمى المصريات من العمل كخادمات او مهن تهين كرامتهم مثل السقارات الأخرى كأندونسيا والفلبيين فى مصر، ودور السفارة ان تتحرك لحماية المصريات.
وأشارت إلى أن الحالات من الخادمات التى قابلتهم كانوا يعانوا من الصدمات النفسية وقد تصل إلى التعذيب والشعور بالإهانة ، حيث قالت : قبلنا العديد من الحالات التى عادتت إلى مصر نتيجة تعرضها لتعذيب النفسى والجسدى لعملها خادمة ، او زوجها بعربى وقد تعود تاركة له أبنائها لمعانتها ورغبتها فى الطلاق ومن النماذج.
حيث قالت أحد الخادمات فى السعودية، اللذين عادوا إلى مصر، " تعرضت للأهانة والتعذيب من زوجى ، وأجبرنى على العمل كخادمة فى أحد المنازل، وكانت كرامتى تهان ومش عارفة أعمل ايه، لحد ما عرفت أبعت شكوى لسفارة وأرفع قضية خلع عليه وتم الاتفاق بينه وبين السفارة ، لحد ما رجعت مصر".
ومن جانبها أشتكت أحد العائدات إلى مصر والتى كانت تعمل خادمة من سوء المعاملة والإهانة، قائلة:" الفقر والجهل هو اللى بيخلينا نشتغل خدامات فى المنازل ، كنت بشتغل عند ناس منهم لله كانوا بيعملونى وحش ، وكانت كرامتى فى الأرض، كنت بشوف الذل، محدش بيسأل فينا لا سفارة ولا غيرة، مفيش اهتمام فيه ستات كتير بيعانوا فى السعودية ودول الخليج ، احنا بندفع الثمن وبنتعقد وبنفقد كرمتنا وحيانتا، الحمد الله عرفت أرجع مصر تانى .
ومن جانبه روى أحد أهالى قرية الحوامدية عن زواج البنات من عرب قائلا: :ايوة عندنا جواز عيال صغيرة من رجالة عرب من بلاد عربية و كبار فى السن ، دة جواز مشروط المدة و مش متوثق و كل خطواتة مش رسمية، لما باعترض و انصح الناس و اخرهم ابن عمى للاسف ما حدش بيسمع و بيفتكروا انى غيران منهم .
وتابع:" ابن عمى راجل فقير و رزقة يوم بيوم و مريض – عندة بنتين 14 و 16 سنة و امهم ميتة و من الجهل و الفقر ما دخلهمش مدارس و اشتغلوا شوية ، واحد سمسار من البلد عرض علية عريس سعودى أن يدفع مهر حسب الاتفاق 10000 جنية و دهب ب 5000 جنية ، ووافق وزوج بنته ، والبنت أطلقت بعد شهر ببلاش ورجت من غير ورقة الجواز وتعرضوا لعمية نصب .
ومن جانبه روت أحدى الفتيايات قصتها من زواجها من سعودى وهى فى 16 عام، وتم تطليقها ، قائلة: لما جابولي سيرة الجواز كان عندي 16 سنة أنا طلعت من سنة رابعة ما كنتش غاوية المدارس ، إحنا ناس علي أد الحال يعني لا عندنا ارض ولا حليتنا غيط وكل واحد ارزقي علي باب الله وزى غيرنا عاوز كل أب يستر بناته ، السمسار اللي هو بيلف في البلد أول حاجة يقوله أنت عندك عيلة مطلوب أيدها في جوازة كويسة وتعيش في شقة واسعة في مصر ويمكن كمان تسافر مع جوزها السعودية وتبعت لك عشان تعمل حج وتزور رسول الله (ص) وكلام يقول من ده.
وأضافت:" كل ده كان خديعة وبعد كدة شفت الويل، لما جه الراجل بينا والله لما شوفته أبويا اصبي منه، تزوجت منه لمدة 3 شهور شوفت الويل ثم طلقت الحمد الله.
كما يقول شقيق أحد الحالات : نهاية الزواج من العرب هي الحسرة والألم والندم ،وأن أي رجل عاقل لايفرط في ابنته، فهذه شقيقتي تعيش في بلاد الغربة وعيشتها من اسوء ما يمكن ، وكانت في السنوات الأولى من زواجها عندما تأتي لزيارتنا ،ترجع هي (محملة) ، وللاسف لم نسال عن زوجها وعن طبيعة عملة اودخله ،ولن السمسار اوقعنا في هذه الورطة – بالكلام الحلو –والان هي تعيش مع اولادها وزوجها منذ اكثر من 15 سنة ولا نعرف عنها شي سوى بالتليفون كل سنة مرة او اكثروالان والدي وقد اصبح كبيرا في السن واهلكه المرض ، يتمنى من الله ان يراها شقيقتي قبل وفاته ولو مرة واحدة .
وتطالب العديد من المنظمات الحقوقية الحكومة المصرية ووزير القوي العاملة بإيقاف العمل بهذا القرار فورًا ومراجعة التشريعات القانونية التي من شانها امتهان كرامة المصريين في الخارج، وذلك تفعيلًا لنص الدستور المصري، ، وطبقًا لنص المادة 31 من دستور 2012 بأن (الكرامة حق لكل إنسان، يكفل المجتمع والدولة احترامها وحمايتها، ولا يجوز بأي حال إهانة أي إنسان أو ازدراؤه) ، وأنه وبدلًا من الموافقة أو السماح للمصريات للخروج للعمل في أي مهنة أيًا كانت، مع الاحترام لجميع المهن الشريفة، دون ضمانات، وعلى الحكومة إيجاد ضمانات تحمي العمالة المصرية في الخارج.