تبدأ اليوم اعمال مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمناقشة ملفات نووية عدة ابرزها الملفان النوويان في كل من ايران وسوريا اضافة الى تطبيق نظام الضمانات الذي تطبقه الوكالة مع الدول الاعضاء ويستمر خمسة ايام. وسيناقش المدير العام للوكالة يوكيا امانو مع الدول الاعضاء في المجلس تطورات البرنامج النووي الايراني ونتائج المفاوضات حول "الدراسات المزعومة" ومدى تعاون طهران بشان حل القضايا العالقة بشان برنامجها النووي المثير للجدل. وكان امانو اشار في احدث تقرير له حول ايران الى امكانية وجود ابعاد عسكرية في البرنامج النووي الايراني مؤكدا انه على الرغم من العقوبات الدولية المفروضة على ايران الا انها زادت من مخزونها من اليورانيوم ولم توقف انشطتها النووية الحساسة بل هي مستمرة في هذه الانشطة بعد عام 2004 وعلى خلاف الاستنتاجات السابقة. وطالب طهران بالسماح لمفتشي الوكالة بالدخول الى المواقع المشتبه بها وفحص المعدات والوثائق والاتصال بالعاملين في هذه المواقع لتوضيح القضايا العالقة. وقال انه لم يتلق ردا على الرسالة التي وجهها الى رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية في السادس من مايو التي اشار فيها الى قلق الوكالة بشان وجود ابعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الايراني. يذكر ان مجلس محافظي الوكالة ينظر ابتداء من اليوم في مشروع قرار امريكي يدعو الى احالة سوريا الى مجلس الامن الدولي للاشتباه في قيامها بنشاط نووي سري. وطالبت بعثة الولاياتالمتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا رسميا وبدعم من كندا والمانيا بنقل الملف النووي السوري الى مجلس الامن مثلما حصل مع ايران عام 2006 وذلك اعتمادا على تقرير المدير العام للوكالة الذي رجح فيه كون موقع (دير الزور) منشأة نووية بنيت سرا بالتعاون مع كوريا الشمالية. وتحتاج واشنطن الى دعم اغلبية بسيطة داخل مجلس محافظي الوكالة الذرية الذي يضم 35 دولة لاحالة ملف سوريا الى مجلس الامن بسبب عرقلتها تحقيقا تجريه الوكالة منذ ثلاث سنوات بشأن طبيعة موقع (دير الزور) الذي دمرته اسرائيل عام 2007 . غير ان مصادر الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترى وجود صعوبة في اعتماد مشروع القرار الامريكي في ظل معارضة دول عدم الانحياز والدول العربية وروسيا والصين اذ طالب ممثلو هذه الدول بمنح دمشق فرصة جديدة لحل القضايا المتصلة بهذا الموقع بعد ان اعلنت استعدادها للتعاون التام مع مفتشي الوكالة. وكان امانو اتهم في تقريره الجديد الذي سيبحثه مجلس محافظي الوكالة اليوم سوريا باخفاء معلومات عنها مؤكدا وجود احتمالات كبيرة بان موقع (دير الزور) الذي دمرته اسرائيل كان مفاعلا نوويا. ويؤكد الدبلوماسيون هنا ان الاتهامات التي وردت في التقرير الجديد من شانها ان تمهد السبيل لنقل الملف النووي السوري الى مجلس الامن الدولي مثلما حصل مع ايران في اغسطس عام 2006 . وفي محاولة للحيلولة دون احالة سوريا الى مجلس الامن تسعى المجموعة العربية في فيينا الى حل دبلوماسي يقضي بالبناء على اعلان الحكومة السورية الاسبوع الماضي استعدادها للتعاون التام مع مفتشي الوكالة لكشف القضايا العالقة بموقع (دير الزور).