أعلنت كوريا الشمالية أمس أنها قطعت الخط الساخن وهو الخط العسكري المباشر مع الجارة الجنوبية، ما يعني أن كل الاتصالات بين حكومتي وجيشي البلدين علقت، في آخر فصول التوتر الشديد الذي تشهده شبه الجزيرة الكورية. وقبل ذلك أعلنت كوريا الشمالية عن عقد اجتماع على أعلى مستوى لقادتها قبل نهاية مارس الجاري، لاتخاذ قرار حول مسائل وصفتها ب«المهمة»، مشيرة إلى أن الاجتماع سيشكل «منعطفا محوريا» في تحقيق عقيدتها التي تقوم بصورة خاصة على الاكتفاء الذاتي الاقتصادي.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية عن مسؤول عسكري قوله «اعتبارا من الآن، ستقطع الاتصالات العسكرية بين الشمال والجنوب».
وقال المسؤول لنظيره الكوري الجنوبي قبل قطع الخط «نظرا للوضع الحالي حيث يمكن أن تندلع حرب في أي لحظة، لا حاجة لإبقاء الاتصالات العسكرية بين الشمال والجنوب». وأضاف أن الخط سيبقى مقطوعا طالما أن أعمال كوريا الجنوبية «العدائية التي عفا عليها الزمن مستمرة».
وفي منتصف مارس الجاري، قطعت كوريا الشمالية الخط المباشر بين بيونغ يانغ وسيؤول، خط الاتصال الوحيد بين الحكومتين في حال الطوارئ، والذي يعود إلى العام 1971.
وهذا الخط كان علق العمل به سابقا خمس مرات من قبل كوريا الشمالية، في حين الخط العسكري الذي أوقفته بيونغ يانغ كان يستخدم خصوصا لتنظيم حركة النقل في مجمع كايسونغ الصناعي، الوحيد الذي يديره البلدان وانشئ في 1984 كرمز للتعاون بين الجانبين.
ومنذ مطلع مارس الجاري وفرض الأممالمتحدة عقوبات جديدة على بيونغ يانغ، زادت كوريا الشمالية من تصريحاتها الحربية، وهددت بانتظام سيؤول وواشنطن ب «ضربات استراتيجية» و«حرب شاملة».
في غضون ذلك، دعت بيونغ يانغ، رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه، إلى التفكير بتصريحاتها قبل الإدلاء بها، كما حذّرت من ضربة نووية استباقية كجزء من خياراتها العسكرية للدفاع عن نفسها.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» أن الناطق باسم لجنة السلام والوحدة الوطنية في الجانب الكوري الشمالي صرّح لوكالة الأنباء الكورية الشمالية المركزية بأن كلمة التأبين التي ألقتها الرئيسة الكورية الجنوبية بمناسبة الذكرى الثالثة على حادث إغراق سفينة «تشونان» الحربية الكورية الجنوبية، «تشكّل استفزازاً وتحدياً صارخاً لها».