افاد مصدر لبناني رسمي، لوكالة فرانس برس اليوم الثلاثاء، أن لبنان لن يشارك في مؤتمر أصدقاء سوريا الدولي، المقرر عقده في تونس الجمعة، وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "لبنان لن يشارك في الاجتماع انسجامًا مع موقفه من الأمة السورية وهو النأي بالنفس". وتلتزم الحكومة اللبنانية سياسة "النأي بالنفس" تجاه القرارات العربية والدولية المنددة بالنظام السوري للحول دون حصول تداعيات للأزمة السورية على لبنان، ذي التركيبة السياسية والأمنية الهشة، والمنقسم بين مؤيد للنظام السوري ومناهض له. فقد امتنع لبنان عن التصويت على القرار الذي صدر أخيرًا عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي دان القمع في سوريا، وكان موقفه مماثلا في الاجتماعات الوزارية العربية التي أصدرت سلسلة قرارات خلال الأشهر الأخيرة، فرضت فيها عقوبات على سوريا، وطرحت خطة حل تقوم على تشكيل حكومة انتقالية، وتفويض الأسد صلاحياته إلى نائبه. وتتألف الأكثرية في الحكومة الحالية من حزب الله وحلفائه المؤيدين للنظام السوري، ومن أقلية تقدم نفسها على أنها وسطية، وتمتنع عن الإدلاء بموقف من الأحداث السورية، باستثناء الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الممثل بثلاثة وزراء، والذي شن هجومًا عنيفًا على الأسد، أمس الاثنين، معتبرًا أنه اسوأ من تشاوشيسكو وستالين وصدام حسين، وتؤكد المعارضة (قوى 14 آذار) وابرز أركانها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري دعمها للانتفاضة السورية.