الحاجة "سيدة" : أولادى هم الجائزة الكبري فى حياتى .. "عايشة ليهم وبيهم" إبنتها الكبرى الدكتورة "ولاء" : والدتى واجهت الكثير من لطمات الدنيا .. وجائزة الأم المثالية لقب قليل عليها وائل : من الصعب أن اتحدث عن "والدتى" فأى حديث لن يعطيها حقها
"الواحد يا إبنى فرحان ، وحاسس إن اللى عمله فى حياته لن يضيع هباء ، وربنا كرمنى فى أولادى أكبر كرم" .. "نجحت فى تربيتهم وتعليمهم أحسن تعليم والفضل فى ذلك يرجع إلى الله والقرآن الذى حفظوه فى صدورهم" .. "عايشة ليهم وبيهم" فهم أكبر نعمة فى حياتى فحكمة ربنا جعلتنا ننجب الأبناء الاربعة فى 6 سنوات فقط وبعدها توفى زوجى وترك لى أكبر جائزة فى حياتى".
بهذه الكلمات الممزوجه بدموع نشوة النجاح ، بدأت الحاجة "سيدة عبدالحميد" بقرية "بنى ماضى" بمركز ببا ببنى سويف ، التى تم إختيارها الأم المثالية الأولى بمحافظة بنى سويف ، والثالثة على مستوى الجمهورية حديثها ل "الفجر" عن قصة كفاحها مع أبنائها الأربعة ، والتى تكللت بإختيارها أماً "مثالية" من بين مئات الأمهات ، والعشرات من قصص الكفاح وقامت الدكتورة "نجوى خليل" وزيرة الشئون الإجتماعية بتكريمها أما الملايين عبر شاشات الفضائيات.
وأكدت "الأم" أنها واجهت الصعاب بالصبر والمجاهدة والتوجه إلى الله عندما تشتد عليها الأمور ، وفجرت الحاجة "سيدة" مفاجأة حينما قالت : أننى عندما كنت أقع فى ضيق كنت أتحدث مباشرة إلى الله ولا يمر يوم إلا وحل الله عز وجل لى هذه المشكلة وكنت أبيت ساجدةً شكراً له.
وفوجئت عندما سألتها ما الذى طلبتيه من الوزيرة أثناء تكريمك قالت لها لا أريد لنفسى شيئا ولكن إبحثوا لإبنى "وائل" عن فرصة عمل حتى يكتمل إطمئنانى على أبنائى جميعا ، وأنا لا أرغب الدنيا ولا أحتاج منها شىء فعندما كانت تحت قدمى لفظتها وأخترت أبنائى.
وألتقينا بالأبنة الكبرى للأم المثالية "د.ولاء محمد مبرك 27سنة طبيبة" وبدأت حديثها مع "الفجر" قائلة : توفى "بابا" منذ أكثر من 23 سنة وكان يبلغ من العمر وقتها 35 عام بعد أن أصابته الحمى الشوكية وكان يعمل مدرسا للرياضيات وترك ل "ماما" تركة ثقيلة فكنا وقتها ثلاثة انثى وذكران ولا يتعد الكبير فينا الخمس سنوات والطفلة الرابعة كانت فى بطن أمى ولم ترى والدها وخرجت للدنيا بعد وفاته بشهرين.
وأضافت "ولاء" وكنت وقتها قد بدأت أستوعب الامور وأفهما قليلا فعندما فقدنا الأب ونحن نعيش فى بلد ريفى بمنزل بسيط لا يزينه سوى الحب والدفىء الاسرى وتفاهم قطبى الاسرة وجدنا الام تعيش فى وسط مشكلات وصراعات لا قبل لأحد بها وجاء توزيع ميراث أبى ليقسم ظهر أمى للمرة الثانية فى أقل من 40 يوم فالمنزل الذى يأوينا ضاق علينا بعد أن إقتطف منه أعمامى نصيبهم فى الميراث دون رحمة بأبناء أخيهم الاربعة وأمنا الثكلى التى كانت صغيرة هى الاخرى فلم تكن والدتى تعدت ال 24 سنة عند وفاة زوجها .
وتابعت "الأبنه الكبرى" : جاءت الايام بلطمات متتالية يوما تلو الآخر على وجه أمى التى صمدت فالتقاليد حاولت أن تجبرها على تركنا لجدتنا والزواج حتى لا تعيش بدون رجل وعلى الرغم من إرتفاع تلك الموجه الشديد الا أنها نجحت فى اجتيازها هى الاخرى والتصميم على رعايتنا وعدم تركنا ننجرف لأى شاطىء لا نعرفه ونتوه عليه فكان ظلها الحنان.
وأكملت "ولاء" : شقيقى الذى يصغرنى مباشرة هو وائل 25 سنة خريج بكالوريوس تجارة ولا يعمل ويليه وليد بكالوريوس هندسة 24 سنة ويعمل فى السعودية وأخيرا وفاء بكالوريوس تربية رياضية 22 سنة والتى لم يصيبها الحظ فى رؤية والدى .
وأضافت الدكتورة "ولاء" قائلة : والدتى كانت لا تعمل بعد وفاة والدنا وكان معاشه صغير للغاية ولا يكفى مصاريفنا فقامت والدتى بالتصرف ببيع الذهب الخاص بها والكثير من متعلقات عفشها وأستطاعت أن تؤجر محلا صغيرا لبيع الادوات المكتبيه به ، بعد أن إنقطعت وجفت عروق العطاء وأقتصر دور "العم" و"الخال" على السؤال علينا فقط ، وبعدها تقدمت والدتنا إلى شغل وظيفة إدارية بمدرسة "بنى ماضى" الإبتدائية فى نفس القرية التى نعيش فيها وبتوفيق الله نجحت والدتى فى شغل الوظيفة ، وكانت تتركنا ساعات العمل الصباحية مع جدتى من ناحية الام ، وتأتى ساعة الرضاعة لتطعمنا وتطمأن علينا ، وفى آخر اليوم نذهب جميعا للنوم وتذهب الأم إلى الوقوف فى المكتبة ، وظلت سنوات وسنوات على هذا الحال لم تلتقط فيها أنفاسها حتى تنجح فى تربيتنا التى كان أساسها طاعة الله ، وكانت "ماما" على مستوى القرية معروفة بإنسانيتها وطيبتها وذوقها الرفيع وإاحترامها للجميع , وأنا وأشقائى نرى أن جائزة الأم المثالية لقب قليل عليها .
وتجاذب أطراف الحديث معنا فى إحترام وصوت خافت "وائل" شقيق الطبيبه ولاء قائلا : حاولت أن أقدم لوالدتى هدية مختلفة فى عيد الام هذا العام وعندما علمت بأن مسابقة الام المثالية بمديرية الشئون الاجتماعية تستقبل القصص الخاصة بالأمهات سارعت وكتبت قصة أمى وقدمتها ، وبالفعل فازت والدتى بالأم المثالية على مستوى المحافظة ، وبالمركز الثالث على مستوى الجمهورية ، وكرمتها وزيرة الشؤن الاجتماعية فى حفل كبير ، .
وأختتم "وائل" كلامه قائلاً : أنه من الصعب أن اتحدث عن "والدتى" فأى حديث لن يعطيها حقها ولكن احب ان اوجه رسالة لكل إبن بأن يبر وألديه من غير مقابل فهم الذين يعطون أغلى ما يملكون لأبنائهم بمتعة وحب وتفان دون كلل أو ملل كما أوصى الجميع بطاعتهم لأنها من طاعة الرب .