قال الكاتب الصحافي طارق الحميد، إن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، جاء برجل دولي مرموق، وهو محمود شريف بسيوني، ليرأس لجنة تحقيق لها كامل الصلاحيات، بينما قبّل بشار الأسد برجل المخابرات الفريق الدابي ، الذي أعد تقريراً مخزياً ساوى القاتل بالقتيل. وأكد الحميد في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط أول أمس، ألا وجود لملك أو أمير أو شيخ في العالم العربي يقتل 7 آلاف من مواطنيه ليبقى في الحكم، في إشارة إلى حديث نصر الله إن “ما أقدم عليه الأسد والقيادة السورية من إصلاحات، لا يمكن أن يقدم عليه ملك أو أمير أو شيخ في أي نظام عربي حالي”. وأضاف أن”الشبيح نصر الله غير مطلع على التاريخ العربي، نظراً لاهتمامه بالتاريخ الفارسي، وتاريخ الخميني، مخاطباً إياه إن “الملك فاروق، ملك مصر، خرج من الحكم بلا دماء، وفي التاريخ السعودي استسلم الإمام عبدالله بن سعود لقوات إبراهيم باشا التركية عام 1817م حين حاصرت الدرعية، العاصمة السعودية وقتها، وذلك حماية لأرواح المدنيين، واقتاده الأتراك للآستانة وأعدموه، ولم يكن الإمام عبدالله الحالة الوحيدة، حيث فعلها أيضاً الإمام فيصل بن تركي حين استسلم لقوات خورشيد باشا عندما حاصرت الدلم حصاراً قاسياً، فآثر الاستسلام حقناً لدماء أبناء بلدته، واقتيد هو وأبناؤه وأخوه، ووضعوه قيد الإقامة الجبرية”. وقال الحميد إن “الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، هو أول من رفع صوته في خطاب الإصلاح، وقبل ما يسمى ب«الربيع العربي”، بل ومنذ أواخر عام 1998 م، فتحدث عن المرأة والأقليات، ودشن الحوار الوطني، والأهم أنه الزعيم الذي التف حوله شعبه يوم ثارت الشعوب المحكومة من العسكر، مضيفاً “ما يتجاهله الشبيح نصر الله هو أن الملوك والأمراء والشيوخ لم يقلدوا جمهورية الأسد، بل إن الطاغية الابن هو من حوّل سوريا إلى “جيمولكية” تحكم بديكتاتورية العسكر، وليس برعاية الملوك”. ولفت الكاتب إلى أن دفاع الشبيح نصر الله عما يسميه بإصلاحات الأسد، ويقصد بها مسرحية الدستور الجديد، فهو يقصد بذلك تضليل الرأي العام، فالدستور الأسدي الجديد، أو المسرحية، يقول إنه “يحق للرئيس الترشح لفترتين رئاسيتين، ومدة كل فترة 7 سنوات”، وهذا يعني أن “الأسد يريد أن يحكم سوريا مدة 25 سنة، فهو لم يعلن أنه لن يترشح للانتخابات المقبلة، بل يريد تصفير العداد، بحسب تعبير الرئيس اليمني “الطائر” علي عبدالله صالح”. ومن هنا يرى الكاتب “عندما يتحدث الشبيح نصر الله فهو لا يناقض الحقائق وحسب، بل إنه يتجنى عليها، ويقدم خطاباً شبيحياً بامتياز، يشبه خطب الجعفري في نيويورك، والأحمد في الجامعة العربية، فأخلاق وشيم الملوك ليست كما يقول الشبيح نصر الله، فها هو ملك الأردن يقول: “لو كنت مكان الأسد لتنحيت”، وها هو ملك المغرب يقول لخصومه عملياً، “هاكم الحكم تفضلوا وكونوا شركاء”. وختم الحميد مقاله “هذه أخلاق الملوك والأمراء والشيوخ، فهم لا يقتلون شعوبهم مثل الأسد، ولا يسكنون الكهوف مثل الشبيح حسن نصر الله”.