تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمهمة باتت أقرب إلى «الفرصة الأخيرة» لتوضيح طبيعة البرنامج النووي الإيراني عبر إرسال بعثة جديدة تصل مساء اليوم إلى طهران؛ بينما رحبت واشنطن والاتحاد الأوروبي بالعرض الإيراني بشأن الاستعداد لاستئناف المفاوضات بخصوص الملف النووي؛ وحذرت الخارجية البريطانية من أن مشاريع إيران النووية قد تؤدي إلى «حربٍ باردةٍ» جديدة في منطقة الشرق الأوسط. وتصل إلى طهران مساء اليوم بعثة رفيعة المستوى برئاسة مساعد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وكبير المفتشين البلجيكي هرمان ناكيرتس، وستمكث في إيران حتى 21 فبراير. وخلافا لزيارتها السابقة يتوقع أن تطلب بعثة الوكالة هذه المرة زيارة مواقع نووية مثيرة للجدل خصوصا الموقع الذي تشتبه فيه الوكالة الأممية في قاعدة برشيم النووية. ورحبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون ونظيرتها الأميركية هيلاري كلينتون أول من أمس، بتوجيه إيران رسالة تبدي فيها استعدادها لاستئناف المفاوضات بشأن برنامجها النووي. وقالت اشتون: «من الجيد أن تكون هذه الرسالة قد وصلت» وذلك في مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، متحدثة عن تلقي رسالة من كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي تؤكد استعداد طهران للتباحث. وأضافت اشتون «من الممكن ان تكون إيران مستعدة لإجراء محادثات. سنواصل التباحث للتأكد مما إذا كان ما نراه صحيحا حقا»، وتابعت «أشعر بتفاؤل حذر في هذا الصدد». برقية جليلي وفي برقية بتاريخ 14 فبراير موجهة إلى اشتون موفدة مجموعة 5+1 «الولاياتالمتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا + ألمانيا» عرض جليلي استئناف المباحثات بشأن البرنامج النووي الإيراني «في أسرع وقت» وفي إطار «احترام حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية». وقالت كلينتون في حضور اشتون «انها بادرة مهمة»، في اشارة إلى رسالة جليلي. وأضافت «كما قالت رسالة كاثرين اشتون في اكتوبر، فإن اي تفاوض مع إيران ينبغي ان يبدأ بتشاور حول برنامجها النووي ويبدو أن الرد الإيراني على رسالة كاثرين اشتون يقر بذلك ويقبل به». حرب باردة من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مقابلة نشرت أمس، إن إيران تحاول بشكل واضح امتلاك قدرات لصنع أسلحة نووية، وانها اذا نجحت في ذلك فإنها ستثير موجة خطيرة من انتشار الأسلحة النووية في شتى انحاء الشرق الاوسط. وقال هيغ لصحيفة «ديلي تلغراف»: «ستبدأ اخطر جولة من الانتشار النووي منذ اختراع الاسلحة النووية مع كل الآثار المزعزعة للاستقرار في الشرق الاوسط وتهديد بنشوب حرب باردة في الشرق الأوسط دون آليات السلامة. هذه ستكون كارثة في الشؤون العالمية».