"مساكن ومبانى على حافة الصخور ومعرضة للسقوط فى أى لحظة ,يسكنها مواطنيين بسطاء ,عجزت الحكومة عن توفير الحاجات الأساسية من الأمن والمأوى لهم ,وكل نهار بالنسبة لهم هو رحلة معاناة من أجل الحصول على على لقمة العيش ,وكل ليل هو هو رحلة خوف من قطاع الطريق والبلطجية الذين يقتحمون المساكن.". يعانى سكان الدويقة منذ سنوات من حياة غير آدمية لم تختلف كثيرا فى عهد مرسى ,فمازالت الدويقة كتلة سكنية على حافة الخطر بسبب الصخور التى تقام المبانى عليها ,فضلا عن كونها منطقة خالية من المرافق من المياه والكهرباء والخبر ومسلتزمات الحياة الأساسية ,وكذلك الغياب التام للأمن. أمام أحد مدارس الدويقة تقف "أم إسلام" يوميا فى إنتظار خروج إبنتها من المدرسة خوفا عليها من (بلطجية الشوارع ),وتوضح أنها إعتادت على توصيل إبنتها لأى مكان لأن شوارع الدويقة مليئة بالبلطجية الذين يخطفون البنات ويغتصبوهم ,وأضافت أنها أبلغت الشرطة أكثر من مرة عن محاولات إعتداء على بناتها فى الشارع وكان الرد (إسكتى ,إرضوا بالأمر الواقع). وتوضح أم إسلام أن الطالبات أحيانا يتعرضن لإعتداء جنسى من قبل المدرسين بمدارس البنات ,ولكنها لا تعرف لمن تشتكى؟ ,فالمشكلات تتراكم من الفقر والجوع وغياب الأمن ولا يوجد من يستمع لمشكلات الأهالى أو يحاول وضع حلول لها. "الحكومة تتعامل معنا على إننا حيوانات "تعبر أم إسلام بهذه الكلمات عن إهمال الحكومة وحزب الحرية والعدالة لهم ,مؤكدة أن الحزب الحاكم لا يتذكرهم إلا فى أيام الإنتخابات ,وعدا ذلك لا يجدوا مياه صالحة للشرب ولا كهرباء لإنارة المنازل والشوارع ولا حتى الخبز الذى يضطر الأهالى إلى الذهاب لمنطقة أخرى لشراء الخبر المدعم لأنه غير متوافر بالدويقة على الرغم من فقرها. وتضيف "ناهد" أحد سكان مساكن سوزان مبارك ,أن الحكومة تسعى لطردهم من المساكن التى حصلوا عليها بمقتضى عقد ضيافة بعد سقوط صخرة الدويقة فى 2008 ,وتطالبنا بتسديد مستحقات مالية تزيد عن عشرة ألالاف جنيه وإلا يتم طردهم وهو ما يعنى تشريدهم فى الشارع لأنهم لا يملكوا هذا المبلغ موضحة أن أهالى الدويقة "ناقص يبيعوا هدومهم عشان يأكلوا أولادهم" ,وعبرت ناهد عن معاناة الأهالى التى وصلت إلى حد عدم قدرتهم على الحصول على قوت يوميهم وبقائهم بدون طعام لمدة قد تمتد لأكثر من ثلاثة أيام . ورغم الفقر والبؤس الشديد ,إلا أن الحاج خالد أحد سكان الدويقة فؤجى بفاتورة كهرباء هذا الشهر قدرها خمسمائة جنيه ,وذلك على الرغم من إنقطاع الكهرباء معظم الوقت ,فالمنطقة تغرق فى ظلام تام بعد غروب الشمس ,ويؤكد الحاج خالد ان فاتورة الكهرباء ليست المشكلة الوحيدة ,موضحا ان اطفال الدويقة أصيبوا بالأمراض لإنقطاع المياه بشكل دائم لمدد تمتد ل ثلاثة وأربعة أيام متواصلة ,ويضطر السكان للنزول لشركة المياه حتى تعود المياه مرة أخرى . ويضيف أن الأمن مشكلة أخرى لا حل لها ,فالأهالى أغلقو بيوتهم بأبواب حديدية وكهربوها حتى يمنعوا اللصوص والبلطجية من الإقتراب ,وما يزيد المشكلة خطورة هو إستحالة السير فى شوارع الدويقة ليلا بسبب البلطجية وقطاعين الطرق.