إن أنصار ثورة 14 فبراير يعلنون عن تضامنهم مع الأستاذ الكبير الحقوقي عبد الهادي الخواجة الذي لا زال يواصل إضرابه عن الطعام وتدهور صحته وأخذه للمستشفى ، وإننا قلقون على صحته وسلامته ، فهو أحد أبرز قادة المعارضة والمطالبين بحقوق الشعب وقد كان له دور تاريخي ونضالي وجهادي ضد الحكم الديكتاتوري الخليفي ، كما نطالب بإطلاق سراح إبنته زينب الخواجة التي تم إعتقالها في يوم 14 فبراير بعد إقترابها من دوار اللؤلؤة ضمن مسيرات الزحف للعودة إلى ميدان الشهداء. كما أننا ندعو جماهير شعبنا المؤمن وشبابنا الثوري الحاضر في الساحات والمقاوم والمستمر في الدفاع المقدس والمقاومة ضد الإحتلال الخليفي والإحتلال السعودي أن يعلنوا عن الزحف مرة أخرى هذا اليوم الجمعة 17 فبراير 2012م إلى ميدان الشهداء ، ولتكن هذه الجمعة هي جمعة التحرير ، وأن يكون زحفنا هذا اليوم بمثابة إستفتاء آخر لرفض شرعية السلطة الخليفية والحوار معها والتعايش تحت مظلتها ، وليكون زحفنا هذا اليوم إستفتاء آخر لرفض ميثاق العمل الوطني والدستور المنحة وأي حوار مع القتلة والمجرمين والسفاحين ، وليكون زحفنا إيضا إستفتاءً لرفض الوصاية والهيمنة الأمريكية السعودية ، ورفض أي مشروع حوار وإصلاح أمريكي يفضي إلى الإبقاء على السلطة الجائرة والساقط حمد ورموز حكمه ، وإفلاتهم من العقاب والمحاكمة جراء إرتكابهم جرائم حرب ومجازر إبادة جماعية بحق شعبنا في البحرين. إن السلطة الخليفية لا تزال تمارس أبشع أنواع جرائم الحرب والإبادة بإستباحتها للقرى والأحياء والمدن وغرقها بالغازات السامة والقاتلة والخانقة ، وترويع الأهالي وإعتقال المئات من أبناء شعبنا في جزيرة سترة وقرية بني جمرة والدراز والمعامير والنويدرات وبلاد القديم والمنامة وسماهيج والدير وسائر القرى الصامدة والثورية في البحرين ، وإن المداهمات الليلية المستمرة هدفها توجيه ضربات إستباقية للمجاهدين والمناضلين والشباب الرساليين في القرى والمدن والأحياء لكي لا تخرج الجماهير مرة أخرى هذا اليوم والأيام القادمة وتزحف بإتجاه دوار اللؤلؤة. لقد بدأت السلطة الخليفية المجرمة بالتفنن في أساليب القتل وعمليات الإجرام والإبادة الجماعية ، فبعد أن كانت تختطف الناس والشباب الثوري وتعذبهم وتعرضهم للصعقات الكهربائية وتغلق الأبواب عليهم بعدما تلقي عليهم القنابل السامة والصوتية ومسيلات الدموع ، بدأت هذه الأيام بإلقاء الشباب الثوري من الطوابق العليا للبنايات والبيوت ، من الطابق الثالث والرابع إلى الشوارع ، وهذه ممارسات جديدة تمارسها السلطة الدموية والقمعية في البحرين ، وهذه الممارسات جديدة على شعب البحرين وقد مارسها النظام الصدامي الديكتاتوري الفاشي في العراق ، ويبدو أن مرتزقة آل خليفة من فدائيي صدام وسائر المرتزقة الخليفيين يمارسون مثل هذه الممارسات ، بالإضافة إلى الطعن بالأسلحة البيضاء في بطون الشباب الثوار وإلقائهم في البحر وغيرها من جرائم الحرب التي ترتكبها السلطة بحق شعبنا المقاوم والصامد. إننا ندعو جماهير شعبنا بالتوجه إلى ميدان الشهداء وتحريره من قوات المرتزقة وقوات الإحتلال السعودي ، لأن تحريره يمثل إستراتيجية هامة للإطاحة بالسلطة الخليفية الديكتاتورية وتحرير العاصمة المنامة تمهيدا لتحرير كل البحرين من آل خليفة والقوات السعودية الغازية. يا جماهير شعبنا البطل في البحرين يا شباب ثورة 14 فبراير الصامدين إننا في الذكرى السنوية لمجزرة فجر الخميس الدامي نطالب بإنهاء الإحتلال السعودي لبلادنا ، ونرفض دعوات الإتحاد بين البلدين بدواعي أمنية وحفظ عروش الطغاة الخليفيين ، وإن شعبنا يرفض هذا الإتحاد البغيض الذي يراد منه الإبقاء على الحكم الخليفي وإستمرار الإرهاب والقمع والحكم البوليسي الديكتاتوري وإستعباد شعبنا وإبقائه رازحا تحت وطأة الإحتلال السعودي والديكتاتورية الخليفية والهيمنة الأمريكية البريطانية والغربية. في مثل أمس قام جيش الإحتلال السعودي وبتوطئة خليفية بهجوم غادر على المعتصمين المسالمين رجالا ونساءً وصغارا وكبارا في دوار اللؤلؤة (ميدان الشهداء) أسفر عن مجزرة مروعة أستشهد على أثرها العديد من أبناء شعبنا برصاص الغدر والإستبداد المناهض للحرية ، وكذا سقط جرحى وعمت حالات الإختناق بعد أن قررت جحافل الإحتلال السعودي والخليفي أن تنهي الإعتصام التاريخي الكبير الذي إحتشدت فيه مئات الآلاف من أبناء شعبنا تطالب برفع قيود الظلم والإستعباد عنها وأن تستعيد كرامتها وإستقلالها الوطني وتعيش في وطن تبنيه بأياديها لا بيد أجنبي مرتزق ، كما أن تلك الآلاف المحتشدة في الدوار كانت تطالب بإنهاء حالة الإستغلال والإقطاعية ومنطق السيد والعبد التي حكمت البحرين لأكثر من قرنين من الزمن. وجزيرة سترة التي قدمت في باكورة الثورة ثلاثة شهداء من أبنائها على مذبح الحرية والإنعتاق من ربقة الظلم والإستعباد وكان شبابها بعد أن هتف قبل عشر سنوات بشعار:"عاش عاش بوسلمان" يهتف بشعار:"الشعب يريد إسقاط النظام" و"يسقط حمد .. يسقط حمد" "والموت لآل خليفة" "وعلى آل خليفة أن يرحلوا" و"إرحل إرحل" و"إنتهت الزيارة عودوا إلى الزبارة"، كانت هذه الجزيرة الثورية الصامدة والتي أصبح يطلق عليها بعد ذلك "سترة عاصمة الثورة" على موعد هي الأخرى في الذكرى السنوية الأولى لمجزرة الخميس الدامي بعد أن إجتاحت قوى التحالف العنصري للديكتاتورية القبلية الجزيرة وإعتقلت مجموعة من شبابها بهمجية وأسالت دماءهم كما فعلت قبل عام. وكما هو دأبها تخرج السلطة الخليفية لتهدد بسفك الدماء وإستباحة القرى والأحياء والمدن وهتك الأعراض والحرمات كلما قرر الشعب الحر أن يعود لساحة الحرية والعزة والكرامة ، كما قال مشيرهم مجرم الحرب: إن عدتم عدنا. وفي العام الماضي وبعد فجر الخميس الدامي الذي تجلى لشعبنا مدى الغدر والخيانة التي يكنه الطاغية حمد وسلطته لشعبنا ، ولكن وبعد أن فتك وغدر الساقط حمد بنا ، وبالدماء السائلات مرة أخرى حرر الشباب الثوري في البحرين دوار اللؤلؤة وعادت الألوف زحفا نحو الكرامة والعزة والضمير الوطني الواحد لتعلن لكل العالم وبأعلى صوت عن وجودها وعن إصرارها الأكيد لإسقاط النظام ونيل الحرية والإنعتاق من الديكتاتورية والإستبداد. لقد كان بحوزة شبابنا وجماهيرنا المؤمنة الرسالية خيمة وسجادة صلاة ووردة حمراء وبيضاء وصوت يصل إلى عنان السماء يؤكد الإنتماء إلى الدين والقيم الإلهية والرسالية والإنتماء إلى الأرض والوطن ويفدي شعبنا دينه وقيمه ومبادئه وأرضه ووطنه بدمه. مرة أخرى لم يتحمل التحالف العنصري القبلي الجاهلي الأموي المتمثل في آل خليفة وآل سعود المشهد المعبر عن إرادة وحيوية شعب العزة فجاءت الجنود والقوات المرتزقة مدعومة بقوات الإحتلال والمتعطشة لسفك الدماء (لتطهر) الدوار وتخليه عن بكرة أبيه نرى أنها أسفت كل الأسف أنها لم تشف غليلها بشاب هنا أو هناك ترديه قتيلا وصريعا مضرجا بدمائه!. إن الهجمة المنطلقة من سعير طائفي (ممنهج ومدروس ومقصود) عندما عجزت أن تقتل معتصما أو معتصمة في هذه الزاوية أو تلك على إمتداد الدوار فعمدت إلى أن تمحوا على الفور ذلك النصب التذكاري المسمى ب(لؤلؤة الخليج) و(دوار مجلس التعاون الخليجي) لأن أضلعه الستة كانت قد شيدت لتحفظ عروشا قبلية مستكينة راغمة أمام سيدها الأجنبي الأمريكي والغربي ولتبق عصية قاسية على العنصر الوطني بهدم النصب كما قلنا قبل عام هدمت نظرية الوحدة الكاذبة بين العروش ، وبهدمها هدمت أيضا أية خطوط تلاق بين قوم هنا يسمون ب (شعب البحرين) وبين نظام ملكي ديكتاتوري شمولي مطلق وفاسد ، قام بهدم المساجد والحسينيات والمظائف وقبور الأولياء والصالحين وحرق المصاحف وسحق كل مظهر للوجود الشعبي المتأصل في ثرى البحرين ، وبذلك تجذرت القطيعة وإتسعت الهوة بين الفريقين ، بين فريق يريد أن (يطهر) و(يمحو) و(يهدم) وبين فريق يريد أن (يسمو) و(يعلوا) ويرنو) ويجاهد من أجل الإنعتاق وتحطيم أغلال العبودية التي تمد اليوم نحوه بأساليب مستحدثة. لقد إدعى آل خليفة زورا وبهتانا بأنهم جاؤا ليبنون لا ليهدمون ، ولكن الفعل على الأرض والواقع كان غير ما قالوا ، وقالوا وإدعوا بأن قواتهم قوات أمن وسلام ولكن ما شهدناه ونشهده اليوم غير ما قالوا وغير ما أدعوه ، فالمطلب الجماهيري اليوم وفي الذكرى السنوية لتفجر ثورة 14 فبراير هو خروج قوات الإحتلال السعودي وحق شعبنا في تقرير المصير وإقامة نظامه السياسي الجديد بإرادة حرة. إن الذكرى السنوية لتفجر الثورة والذكرى السنوية الأولى لفجر الخميس الدامي في 17 فبراير 2011م ، هي إستفتاء شعبي بخروج شعبنا في هذا اليوم ليقول كلمته الفصل بأنه يرفض البقاء تحت سلطة عصابات وميليشيات مسلحة ، ويرفض البقاء تحت حكم عنصري شوفيني طائفي ، كما يرفض الحوار مع القتلة والسفاحين ، ولذلك فإن الجمعيات السياسية المعارضة بين خيارين إما الإصطفاف مع الثورة أو مراقبة ما يجري ، فإن الشعب قال كلمته ومطالبته بسقوط الطاغية حمد وحكم الأسرة الخليفية الفاسدة والمفسدة ، ويرفض كلمات التملق التي تطلق من حناجر وأفواه بعض قادة ورموز الجمعيات السياسية ومنها (صاحب الجلالة وسمو ولي العهد). إن الذكرى السنوية الأولى لإنطلاق الثورة وبعده غزو قوات الإحتلال السعودي للبحرين قد فرز لشعبنا قياداته الحقيقية التي تم إعتقالهم وتغييبهم في قعر السجون من قبل قوات المرتزقة الخليفية المدعومة بقوات الإحتلال بإعتقال قادة المعارضة وفي طليعتهم الشيخ حسن مشيمع والإستاذ عبد الوهاب حسين والمهندس عبد الجليل السنكيس والأستاذ عبد الهادي الخواجة ، والشيخ محمد حبيب المقداد والشيخ عبد الجليل المقداد وأكثر من أربعين من كبار العلماء والشخصيات العلمائية ، إضافة إلى العلامة الشيخ محمد علي المحفوظ وأكثر من 250 كادر من كوادر جمعية العمل الإسلامي "أمل". إن الساحة السياسية في البحرين قد أفرزت القيادات السياسية الثورية الحقيقية المطالبة بإسقاط النظام والمتوائمين مع حركة الشارع والجماهير الثورية المطالبة بإسقاط النظام وسقوط الطاغية حمد ، ولذلك فإن شعبنا أخذ بالإلتفاف حول هذه القيادات الثورية ويلتف حول "إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير" ، وإن حركة شعبنا وزحفه في الذكرى السنوية لإنطلاق الثورة في 14 فبراير 2012م ، دللت على أن مؤامرة السلطة الخليفية بأن تجعل من ميدان المقشع بديلا عن ميدان الشهداء ودوار اللؤلؤة قد فشلت فشلا ذريعا وأن بعض الجمعيات السياسية المعارضة التي لم تشارك في مسيرات ومظاهرات الزحف قد تكشفت مواقفها السياسية ظنا منها بأنها تستطيع أن تحاور السلطة التي إتخذتها جسر عبور نحو تحقيق مآرب شق الصف بثنيها عن المشاركة في المسيرات التي إنطلقت إلى دوار اللؤلؤة. إن أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين يثنون على مواقف بعض الجمعيات السياسية المعارضة ومنها جمعية العمل الإسلامي "أمل" ومواقف المناضل الأستاذ فاضل عباس أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي القومي الوحدوي، كما أن سائر الجمعيات السياسية المعارضة قد وعت بأن إتحاد الجمعيات السياسية المعارضة لا يراد منه إلا أن تكون هذه الجمعيات مرهونة بقرار بعض الجمعيات السياسية المعارضة التي حاورت ولا تزال تحاور السلطة الخليفية بصورة منفردة ظنا منها بأن بإستطاعتها الإستحواذ على الكيكة ، هذه الكيكة التي هي مجهولة ، وكل شعبنا يعرف بأن أوهام الحوار والإصلاح كلها لعب على الذقون ومحاولة من السلطة الخليفية لشق الصف الوطني والشعبي بسياسة فرق تسد البريطانية. إننا اليوم الجمعة وفي يوم الزحف الآخر للعودة إلى ميدان الشهداء (دوار اللؤلؤة) وفي ذكرى فجر الخميس الدامي ، نطالب الجماهير بأن تكون على مستوى عالي من الوعي والحذر من المؤامرات الأمريكية الخليفية التي تريد أن تشق صف المعارضة ، وإننا نرى بأن دوار اللؤلؤة (ميدان الشهداء) هو المعلم الرئيسي لحركة الثورة المطالبة بإسقاط النظام والرافضة للحلول الترقيعية والملكية الدستورية والملكية الشمولية المطلقة. كما أننا نرى بأن بقاء السلطة الخليفية وبقاء الديكتاتور حمد وولي عهده في السلطة يعني بقاء الحكم الملكي الشمولي المطلق ، وإن شعبنا يطالب بمحاكمة الطاغية حمد ورموز حكمه والمتورطين من قوات الإحتلال في محاكمات جنائية دولية ، ويرفض القبول ببقاء الساقط حمد في السلطة ، كما أننا نطالب الإلتفاف حول "ميثاق اللؤلؤة" الذي دعى إليه إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير،ووحدة المعارضة السياسية ومنها التحالف من أجل الجمهورية وتيار العمل الإسلامي ، ومواصلة النضال والعمل والجهاد والصمود والثبات حتى إسقاط النظام الخليفي النازي في البحرين.