بسم الله الرحمن الرحيم أيها الشعب العظيم لقد أثبت في هذه الأيام كما أثبت على مر العصور أنك أنت المعلم ، منك نأخذ القدوة وبك نستمد العزم ، وعلى هدي خطاك نستلهم الطريق ، وبمعدنك الأصيل نتخطى أعتى الصعاب ونحقق المستحيل . أيها الشعب المعلم قلت بالأمس واليوم كلمتك مدوية ، وعبرت عن رأيك بكل إصرار بوحي من حضارة عريقة بنيتها على ضفاف النيل من قبل أن يولد التاريخ .. قلت كلمتك في أكبر إستفتاء جماهيري بطول البلاد وعرضها . قلت : نعم للعمل في سبيل مصر وجماهير شعبها المناضل من أجل الحرية والمكافح من أجل لقمة عيش هانئة ، تتهيأ له بكرامة موفورة ويكسبها بعرق سواعد أبنائه السمراء . قلتها بالعمل ومواصلة الإنتاج ، لا للعودة إلى الوراء ، لا للرجوع عن المسيرة ، لا للرهانات الخاسرة على مستقبل هذا الوطن والمغامرات غير المحسوبة بمصير أبنائه . قال الفلاح كلمته في الحقل وهو يبذر ويغرس ويرجو الحصاد .. قال الصانع أمام آلات تدور وماكينات تنتج . قالها العامل والموظف في المرافق والمصالح العامة وفي منشآت العمل الخاصة .. قالها الطبيب في مستشفاه والمعلم في مدرسته ( والطالب في جامعته ) ، ورجل القانون في صروح العدالة .. قالها الإنسان المصري في كل مكان على أرض مصر . ياشعب مصر العظيم إننا لا نستطيع مهما قلنا أن نوفيك حقك ، ولا نقدر مهما فعلنا أن نعبر لك عما يجيش في صدورنا من إمتنان ، وما يجول في خاطرنا من تقدير وعرفان . غير أننا كما تعهدنا معاً على عبور الهزيمة وتحقيق النصر وتحرير التراب الوطني ، فإننا نعدكم بكل شرف وإخلاص على العبور بالبلاد إلى بر الأمان وتحقيق النصر لثورتنا المجيدة في مسيرتها نحو الديمقراطية وحكم الشعب ، حينما نسلم أمانة الحكم إلى رئيس الجمهورية المنتخب قبل نهاية يونيو . أيها المواطنون الأحرار إن قواتكم المسلحة لا تفرق بين مصري وآخر ، ولا توزع صك وطنية على مصري وتنزعه من آخر .. إننا كلنا مصريون وطنيون نعشق تراب هذا البلد ونفتديه بكل غالٍ ونفيس ، هدفنا كلنا واحد هو عزة مصر ورفعة أبنائها ، إذا اختلفنا فإننا نختلف على الوسيلة ولكنها أبداً لا تقدح في نبل الغاية وشرف المقصد وإخلاص النوايا . إنا أيدينا ممدودة لكل مصري دون إستثناء وصدورنا متسعة للجميع دون إنتقاء وعقولنا مفتوحة لكل الأفكار والآراء والإتجاهات دون إقصاء . إننا أيها الأحرار ندعو الجميع على أرض وطننا الغالي إلى الإحتشاد والتكاتف والإعتصام بوحدتنا في مواجهة المخاطر والتحديات كي نجتاز ما تبقى لنا من خطوات على طريق الديمقراطية وحكم الشعب ، ونحقق نصر الحرية معاً كما حققنا نصر التحرير . عاشت مصر حرة أبية مرفوعة الرأس والهامة .. وعاشت وحدة الجيش والشعب .