قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، إن ملامح مصر الجديدة بدأت تتشكل وسط تحديات اقتصادية صعبة. ولفتت الصحيفة - تعليق أوردته على موقعها الإلكترونى الجمعة- إلى أن 30 مليون مصرى من أصل 80 مليونا يتقاضون دولارين أو أقل فى اليوم، معتمدين بشكل كبير على دعم الحكومة التى أنفقت 3 مليارات دولار العام الماضى فقط على برنامج دعم رغيف الخبز، معتبرة أنه فى ظل تراجع قطاعات السياحة والاستثمار المحلى والأجنبى، تبدو قدرة الحكومة على التعاطى مع احتياجات المواطنين الأكثر إلحاحا متواضعة.
وأشارت إلى تراجع مخزون الدولة من الاحتياطى النقدى الأجنبى من 36 مليار دولار فى بداية 2011 إلى حوالى 15 مليار دولار اليوم، وإلى تراجع الجنيه المصرى أمام الدولار تراجعا لم يسجله منذ ثمانى سنوات.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه رغم صعوبة الأزمة الاقتصادية التى تعانيها مصر، إلا أن المشهد السياسى فى البلاد لا يوحى بأن الخصوم السياسيين يولون ذلك كثيرا من الاهتمام، فى ظل ائتلاف معارضة يتعهد بالنضال ضد أجندة "الحزب الحاكم" (الحرية والعدالة) التى يرى فيها تهديدا للحريات الفردية، على جانب، وحزب حاكم يتشبث بورقته الرابحة دائما بالرهان على صندوق الانتخابات على الجانب الآخر.
ولفتت إلى قرب إجراء الانتخابات البرلمانية المصرية، بعد حوالى شهرين، قائلة إن المعطيات الحالية ترجح أن تنكأ هذه الانتخابات الجروح السياسية التى تعانيها , البلاد بدلا من أن تساعد على دملها، مرجحة أن يشهد الشارع السياسى مزيدا من التظاهرات والتخبط الإدارى فى ظل غياب إسعافات أولية لاقتصاد يعانى ضعفا ورث الكثير منه من العهد السابق ثم ساعدت حالة الاضطراب التى أعقبت سقوط هذا النظام فى مزيد من التردى لهذا الاقتصاد.
