قال رئيس لجنة الوساطة الافريقية رئيس جنوب افريقيا السابق تابو مبيكي ان وفدي التفاوض لكل من السودان وجنوب السودان احرزا تقدما بشأن ترتيبات اقامة منطقة حدودية آمنة منزوعة السلاح بين البلدين، وذلك على الرغم من انتهاء المفاوضات دون اتفاق او التزامات محددة. وأشار مبيكي في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء المباحثات الليلة الماضية بأديس أبابا الى أن "هذه المباحثات شهدت تقدما بشأن ترتيبات اقامة منطقة حدودية منزوعة السلاح بين الجانبين" موضحا ان "المناقشات شهدت اتفاقا بين الجانبين على مكان هذه المنطقة واتفقا على ان تنسحب اي قوات من جنوب السودان تكون شمال هذه المنطقة الى مسافة 10 كيلومترات من خط وسط المنطقة العازلة فيما تنسحب القوات السودانية الى مسافة 10 كيلومترات من الخط الحدودي".
وقال مبيكي إن "وفدي البلدين لم يقدما موعدا محددا لتنفيذ هذه الانسحابات ولكنهما اتفقا على ان تكون خلال أيام، لكن واقع الامر يشير الى انها قد تستغرق وقتا اطول نظرا لان بعض المناطق التي سوف تنتقل اليها هذه القوات بعد الانسحاب من المواقع الحالية، لا يوجد بها مياه وسيتطلب الامر وقتا لاتخاذ اجراءات لضمان توفير المياه بالمناطق الجديدة التي سوف تنتقل اليها هذه القوات".
وأضاف مبيكي انه كان هناك اتفاقا ببين وفدي السودان والجنوب على اهمية تطبيق الترتيبات الامنية المشتركة وانه تمت مناقشة كل المسائل الامنية خلال هذه المفاوضات.
وحول اتفاقات أمن الحدود وتصدير نفط الجنوب عبر الشمال والتي وقعها الجانبان بأديس ابابا في سبتمبر الماضي ولم يحرز تقدم أو اتفاق بشأن تطبيقها خلال هذه المباحثات، قال مبيكي إن الجانبين سيلتقيان مرة أخرى في اطار اجتماعات الالية السياسية والامنية المشتركة بين البلدين، لبحث هذه المسائل في 13 يناير المقبل.
ومن جانبه قال وزير الدفاع في جنوب السودان جون كونج في تصريحات للصحفيين عقب المباحثات ان الوفدين اتفقا على احالة اي خلافات بين الجانبين بشأن اقامة المنطقة العازلة إلى لجنة فرعية للتحقق منها ورفع تقرير بشأنها الى رئيسي الآلية السياسية والامنية المشتركة وهما وزيرا دفاع البلدين بحيث يتخذان قرارا بشأن هذه المسألة واذا تطلب الضرورة رفعه الى رئيسي البلدين.
ومن جانبه حمل باقان أموم رئيس وفد التفاوض لجنوب السودان، الحكومة السودانية مسؤولية عدم حدوث تقدم بشأن المفاوضات المتعلقة بأمن الحدود بين البلدين والتي قد تؤدي الى اطالة امد توقف صادرات نفط جنوب السودان عبر الشمال وجعل اقتصاد البلدين اقرب الى الانهيار.
وعزا أموم في تصريحاته للصحفيين هذا المأزق في المحادثات الى "موقف السودان الذي يتعارض مع تطوير علاقات التعاون بين البلدين".
وكان الرئيسان البشير وكير قد وقعا اتفاقيات بأديس أبابا في 27 سبتمبر الماضي تقضي باستئناف صادرات نفط الجنوب عبر الشمال والتي توقفت في اوائل العام الجاري إلى موانىء البحر الأحمر، ولكن لم يحدث اي تقدم في تطبيق هذه الاتفاقات حتى الان، واخفقت مفاوضات الامس في الاتفاق على تطبيق هذه الاتفاقيات.
ومن المتوقع ان يلتقي الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كبير خلال شهر يناير المقبل لبحث هذه المسائل.