■ أصبحت كل اللعبة فى مصر سياسية.. كله دخل فى كله.. وغابت كل الملاح، وأصبحت الساحة خالية إلا من سياسة يتحدث فيها كل من «هب ودب»، تحت عنوان «الأونطة» ممكن تكسب. وبما أنها سياسة.. فإن معركة «دريم» هى واحدة من الألعاب السياسية التى أرادت بها الدولة، أو الحكومة فرض سيطرتها على الإعلام.. وبما أن «دريم» كانت رائدة، ولها بصمتها على الساحتين العربية والدولية، فقد كان التحدى الذى دخلته لتعود إلى مكانتها ضرورياً فى هذه المرحلة، لوضع النقاط فوق الحروف.. وكالعادة كان القضاء حاسما. وباختصار.. «دريم» بعد أن عاد بثها، أصبحت أقوى مما كانت عليه.. برافو د. أحمد بهجت وأسامة عز الدين ووائل الإبراشى.. مقاتلون لأجل حرية الإعلام.
كنت بين تونس والمغرب منذ أكثر من 10 أو 12 سنة.. وقد ترددت على البلدين كثيرا، وكم أدهشنى أن يستوقفنى بعض المواطنين ليسألونى: هل أنت مصرى، فأجيب نعم، فيكون تعليقهم المشترك.. نريد أن نزور مصر لأن «دريم» تجذبنا إليها.
.. والله.. هذا حدث.. ومثله بالضبط فى كل دول الخليج، والبلاد العربية.. وبصراحة كانوا يسألوننى عن أحمد شوبير الذى وضع بصمته، كأول من اخترع البرامج الرياضية، وهم بالطبع يعرفونه أكثر منى.. وكانت «دريم» بوابته للشهرة التى يحظى بها الآن.
الإعلام الصادق إذن.. يصل إلى الوجدان ليس فى الداخل فقط، وإنما فى الخارج أيضا..
■ اتحاد الكرة الموقر قرر أن يجعلها سياسة هو الآخر، طالما أنها هى «الرايجة»، فأعلن منذ أيام واحداً من قراراته التاريخية المكررة من منطلق الضحك على الدقون، وقال إن الدورى سيبدأ فى 15 ديسمبر.
وبعد «شوية» أبدع و«جاب التايهة» وخرج على لسان رئيسه جمال علام تصريح «جهنمى» يؤكد فيه أنه لا يمكن استئناف المسابقة إلا بموافقة وزير الداخلية.
«إيه الحلاوة دى»؟!
بالذمة «ده كلام».. الدنيا كلها عارفة إن الكلمة الأخير فى إقامة أى مباراة، حتى لو كانت فى «البلى»، لابد أن تكون بأمر الداخلية أولا.. فلماذا «الفذلكة» بتحديد موعد البطولة قبل سؤال أولى الأمر.
اتحاد السياسة.. عضو اتحاد الكرة «بيقول أى حاجة».. لكن الكل فاهم «الفولة»!.. شغل «أونطة»!.
■ من الأخبار السياسية الطريفة أن أحمد حسن وأبوتريكة اتفقا - كما فهمت - أنهما قررا إقامة مباراة خيرية.. كلاهما على رأس فريقه لأنصارهما، ويخصص دخلها لصالح أسر ضحايا قطار أسيوط.. من سيلعب، وأين تجرى المباراة، وهل بجمهور أو بدون جمهور، ومن سيرعاها.. كل هذه الأسئلة وغيرها، هى نفسها التى يطرحها رجل الشارع البسيط، ولن يجد لها إجابة.. تماما مثل اتحاد الكرة الذى يقرر استئناف الدورى.. سياسة.
سؤالى السياسى: أين الأهلى والزمالك والمنتخب الكروى الأول من المباريات الخيرية، لكسب ود «الغلابة» الذين مازال بعضهم غير قادر على الدخول فى اللعبة.. لعبة «قول زى ما انت عايز ومحدش حيسمع.. ومحدش واخد باله»!.