بعدما كانت قلعة حامية للنظام تزين قراراته وتجمل صوره وتروج لأشخاصه، تسببت فى تضليل اجيال بأكملها، زرعت الجهل بأبشع صوره فى جذور الشعب المصرى على مدار عقود زمنية مديدة. عانى الإعلام التليفزيوني المصرى خلال السنوات الثلاثين الماضية كل أشكال الفساد، المهنى والمالى والأخلاقى، وفتح الباب على مصراعيه للجهل والتخلف والفساد المهنى والمالى والأخلاقى. فيبدو وكأنه قد حان الوقت المناسب التى انتفضت فيه قلعة التليفزيون المصرى"ماسبيرو" فى عهد الرئيس محمد مرسى ضد نظامه لتؤكد انها لن تكون حامية لنظام سياسى جديد مرة أخرى، وانها حريصة على أن تكون هى صوت الشعب وحدة تعبر عن آلامه وتنقل صورته وصوته كما هى دون مزايدة أو نقصان، دون تجميل أو تقبيح، تنقل الرأى والرأى الآخر. بداية انتفاضة ماسبيرو كانت منذ عدة شهور حينما تحدث احد المذيعين بحرية مطلقة.. وكالمعتاد لم نراه مجددا عبر شاشات التليفزيون
وفاجأتنا الإعلامية بثينة كامل متابعي نشرة أخبار التاسعة على الفضائية المصرية بقولها "نواليكم بتقديم نشرة الأخبار الإخوانية " وقالت بثينة خلال تعليقها على مظاهرات الإسلاميين لتأييد الإعلان الدستوري أمس: " وبينما لم نجد هتاف واحد لمصر نتابع نشرة أخبار الصوت الواحد" ثم أذاعت خبر نفي جماعة الإخوان المسلمين توجه أعضائها للدستورية. وختمت كامل النشرة ببيت شعر لحافظ إبراهيم : "مصر التي في خاطري وفي فمي احبها من كل روحي ودمي". من جانبه، حجب التليفزيون المصري النشرة من على الموقع الالكتروني، وترددت أنباء عن بدء التحقيق فيما حدث. كما قامت مذيعة التلفزيون المصري, هالة فهمي بحمل كفنها اثناء هجومها علي الرئيس محمد مرسي علي شاشة القناة الثانية بالتلفزيون المصري . وفور اسهاب المذيعة في هجومها, تم قطع البث المباشر عن برنامج الضمير الذي تقدمه " هالة فهمي " علي القناة الثانية بعد نصف ساعة فقط من الحلقة , وتم ضم القناة الاولي علي القناة الثانية وعرض نشرة الاخبار . وعن الإعلام الخاص وصل الأمر إلى مرحلة الجدية ففى عهد الرئيس محمد مرسى شنت التيارات الإسلامية حربا شرسه على الإعلام واصفينه بالفاسد الكافر المضلل فقد علق الكاتب الصحفى، عادل حمودة، على هجوم الإسلاميين على الإعلام الخاص قائلا " طالما الإعلام بيوت "دعارة" فلماذا يصر الإسلاميون على الظهور فيها"
لافتا ان التطهير يجب أن يهتم بالتليفزيون المصرى الذى يقوده شخص لم يعرف ما هو معنى التليفزيون ولم يقدم شيئ واحدا يرجحه لمنصب وزارة الإعلام، على حد قوله. ووجه الاعلامى عمرو اديب حديثه الي جماعة الإخوان المسلمين ، قائلا " انت تهاجمون الإعلام الفاسد ، وهذا الإعلام هو الذى جعلكم تفوزون بإنتخابات البرلمان والرئاسة واتاح لكم الفرص كاملة لتعريف الناس بكم ، فين مليونية الفقر ، فين مليونية العدل ، شيوخكم بتتجوز بنات عندها 17 سنة ، بلاش قلة أدب وسفالة ياخرفان " لقد عانى الشعب المصري على مدار عقود طويلة من إعلام القائد الواحد والرأي الواحد والحزب الواحد.. وتحولت وسائل اعلام الدولة من ادوات للتثقيف وزيادة الوعي من خلال المصداقية والموضوعية والنزاهة والشرف في نقل الحدث وتوجيه الرأي العام إلى أدوات للتضليل وتزييف الحقائق تطهير الإعلام المصري أصبح مطلباً ملحاً لن يتحقق بتفعيل ميثاق الشرف الصحفي والامانة المهنية فقط.. وإنما يحتاج إلى إنشاء جهاز قومي لتنظيم الإعلام على غرار كل الدول المتقدمة والمتحررة التي تنعم بإعلام حر وملتزم بالمهنية والاخلاق والأمانة والشرف.