سمير فياض: لم تصبح عسكرية فقط ولكن هناك أيضا إلكترونية
فى بادئ الأمر, يجب أن نسأل, هل ستعود ميليشيات الإخوان للعمل مرة أخرى ؟, وهل هى موجودة من الأساس ؟, وهل أصبح الإخوان لا يعترفوا بمنطق السلاح ويعترفوا بمنطق الحشد؟
التنظيم الخاص بجماعة الإخوان المسلمين الذى أسسته الجماعة هو نظام عسكرى أسس فى عام 1940, أو كما يقول "مهدى عاكف", مرشد الإخوان السابق إن هدفه هو إعداد نخبة منتقاة للإخوان المسلمين للقيام بمهمات خاصة والتدريب على العمليات العسكرية وقد كان من أشهر أعضائه حسب كلام "محمود عبد الحليم", جمال عبد الناصر وخالد محى الدين .
إستمر هذا التنظيم الذى أسس عام 1940 لمدة ثمانى سنوات فى غموض واضح لا يعرف عنه شيئا سوى بعض الإشاعات التى تعلقت به وقام خلال تلك السنوات بالعديد من المهمات لعل أشهرها وأهمها إغتيال "الخازندار" و"محمود النقراشى", رئيس وزراء مصر ووضع القنابل فى ستة أقسام فى مصر وحرق إعلانات نادى الشرقية وحرق النادى البريطانى حتى تم إكتشاف هذا النظام فى قضية "السيارة الجيب" حيث عثر البوليس السياسى على سيارة جيب بها جميع أسرار النظام الخاص بجماعة الاخوان المسلمين ومن بين أوراقها التكوين والأهداف, يأتى هذا كما ذُكِرَ فى بعض كتب التاريخ السياسى .
ومن المثير للدهشة أن هذا التنظيم كما يقول "مهدى عاكف" لا تعرفه كل أعضاء الجماعة وهو ما تسبب فى أزمة بعد ذلك بين أعضاء الجماعة نفسها .
ويعتبر النظام الخاص الذى يشكل عبر مجموعات متسلسلة بحيث تتكون المجموعة القيادية من خمسة أفراد يتولى كل منهم تكوين الأفراد مجموعة خمسة اخرى وهكذا وكان أول التنظيم مكون من "عبد الرحمن السندى" و"مصطفى مشهور" و"محمود الصباغ" و"أحمد ذكى" و"أحمد حسنين" .
هكذا سار النظام حتى تم حل الجماعة فى عهد "عبد الناصر" وما حدث مع "السادات" حتى إتخذ الإخوان طريق آخر مع "مبارك" وهو نظام المفاوضات, حتى قيام الثورة التى ظهرت بعدها ما يسمى "بالمليشيات الإلكترونية" التى ظهرت بوضوح بل وهناك إشتباكات إعلامية تعمل من أجل ذلك وتشويه صورة معارضين الإخوان .
قال الدكتور "ثروت الخرباوى", القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين: أن هذه الميليشيات موجودة بالفعل حتى الآن, وأنها لم تكن مجرد كلمة أو فكرة وقتية, وإنما هى فكر وعقيدة لدى الإخوان, والدليل على ذلك هو أن شعارهم لم يتغير حتى الآن, لذلك مهما كثر الكلام عن إنتهائها, فهو موجود ويتربص بكل عدو لهم .
وأضاف "الخرباوى", على مسئوليتى الخاصة: أن الأمر إختلف كثيرا عن الماضى فالتكتيك يختلف كثيرا, حيث تجرى عمليات لم يكن لها ضجة وهو ما حدث للإخوانى "سيد فايز" ويؤكد أن الميليشيات مازالت تعمل وبكل قواها, حيث يُقْتل رجل بهذه الطريقة بل إن الأمر تطور ليصبح هناك ميليشيات عسكرية وميليشيات إلكترونية وتلك الميليشيات ستظهر بوضوح فى الوقت المناسب الذى يواجه فيه الإخوان ضغطا شعبيا كبيرا وهو ماسيحدث فى القريب العاجل مشيرا إلى انه بظهوره ستسقط كل الأقنعة .
أما "سمير فياض", القيادى بحزب التجمع قال: نعلم جيدا كيف يفكر الإخوان الذين يضعونا فى صف الكفار وكارهى الإسلام, وبالتالى فجهادهم ضدنا حلال ونحن غنيمة لهم, وهذا ما يؤكدوه لشبابهم الملئ بالحماس مع السمع والطاعة والبيعة بحيث يكون لديهم ألغام بشرية .
وأشار "فياض" إلى: هل يستطيع أحد أن ينكر أن هناك ميليشيات للإخوان بل إن الأخوان أنفسهم لا يقولون ذلك فهم يتغاضون عن التصريح فى هذا الشأن, ولكن أمامنا شيئان مهمان نستطيع من خلالهما أن نؤكد وجود تلك الميليشيات فالشئ الأول هو إغتيال "فرج فودة" المفكر الكبير, وكان السبب هى تلك الجماعة وسلوكها المتشدد تجاه الإبداع والشئ الثانى هو ما يرويه الدكتور "ثروت الخرباوى" فى كتابه "سر المعبد" الذى إحتوى كيف تفكر تلك الجماعة وكيف أن ميلشيات الإخوان جاهزة للفتك بكل شئ .
وأضاف "فياض": أن الميليشيات الإلكترونية وذلك الحشد من المحافظات يؤكد ذلك ولكن الأمر الآن إتخذ أسماء اخرى كالكشافة وفريق الحماسة وما إلى ذلك وهى فى الحقيقة مسميات جديدة لمصطلح التنظيم السرى, مشيرًا إلى انه مازال فى الجماعة "سندى" جديد .
بينما قال "ضياء رشوان" الكاتب الصحفى: إن ميليشيات الإخوان هو أمر موجود بإعترافهم وكان هذا فى الماضى قبل الحل, ولكن هل يعنى ذلك أنها ليست موجود الآن ونحن فى عام 2012, إن الأمر يحتاج إلى بعض الشواهد لكل من لديه بصيرة, فنحن نشاهد الهجوم الإلكترونى للإخوان ونشاهد كيفية الحشد بل والإعتصامات والإشتباكات وفى تنظيم مثل جماعة الإخوان المسلمين لا يمكن أن يكون الأمر بطريقة عشوائية أو حتى من خلال حزب أو جماعة ولكننا نرى فى لقاء جماهيرى أو ملتقى شباب من الإخوان المسلمين يقومون بالتنظيم وما إلى ذلك وهو ما يؤكد لنا وجودهم بقوة .
وتسائل "رشوان", عم ما إذا كان التنظيم قد تم حله فى 1948, فمن إذا ساعد فى قتل "السادات" وكيف قُتِلَ "فرج فودة", و"ما خفى كان أعظم", مضيفا أن الميليشيات ظهرت فعلا فى الإتحادية وستظهر كثيرا فى المرات القادمة فإن اللغة التى يتكلم بها الإخوان خير دليل على ذلك .
هذه هى بعض آراء المفكرين والمحللين للمشهد السياسى المصرى الحالى, والذى يمر بالعديد من التخبطات والأزمات المتكرةة والمتتالية, فهل من مفر ؟ .