نجح وبجدارة القيادى الإخوانى عصام العريان فى استفزاز جموع المصريين الحزينة على الحادث البشع فى منفلوط بأسيوط، حيث ناله وابل من السباب على المنتديات الاجتماعية وفى المناقشات الحية. بعد مجموعة من التصريحات المتوالية التى أصابت المتابعين بالدهشة كتصريحه بأن أوباما يجب أن يكسب فى الانتخابات الأمريكية لينقذ العالم.. ولا نعرف مما سينقذه على وجه التحديد!، العريان لا يراعى أبسط قواعد الإنسانية فى لحظة أحزنت مصر ويطالب بعودة البرلمان حتى نستطيع معاقبة المسئولين الذين قصروا فى حقوق أطفالنا فى أسيوط فى استغلال رخيص وواضح للأزمة.
حيث قال العريان فى إحدى تغريداته على تويتر إنه فى عصر الديكتاتورية ﻻ يوجد وزير يستقيل، أما زمن الديمقراطية فالمسئولية تجبر الوزراء على اﻻستقالة، أى مسئولية يتحدث عنها العريان ويتناسى المذكرات التى أرسلها خفير المزلقان لوزير النقل ولم يقم بدوره تجاهها فهل يحاول خداعنا بأن الوزير أجبر على الاستقالة لشعوره بالمسئولية وينكر أن الرئيس حاول الحفاظ على ماء وجهه بهذه الخطوة وتهدئة الشارع؟!.
بدأ الاستفزاز العريانى - كما أحب أن أسميه- بسؤال عما يمنع الرئيس من الاستفتاء على عودة المجلس عندما بدأت أحداث العدوان على غزة، وذلك بحجة مواجهة هذا العدوان فى خلط عجيب ما بين الأحداث الخارجية وأحكام القضاء، حتى إن المصريين اعتادوا على مطالبته المتكررة بعودة البرلمان مما جعل نشطاء تويتر والفيس بوك يتندرون بإصابته بحالة من الهوس نتيجة حل البرلمان.
العريان وغيره من قياديى الاخوان والتيارات الاسلامية يلعبون على فكرة أن الشعب مصدر السلطات وان هذا البرلمان أتى معبرا عن ارادة ملايين المصريين الانتخابية، ولكن الجميع يعرف أن هذا البرلمان هو فى الواقع معبرا عن فقر وجوع الشعب المصرى وجهله.
هنا لا أقلل من اختيارات المصريين ولكن أشير إلى مأساة 30 عاماً من الجهل والتجهيل المتعمد وحالة الافقار التى طالما استغلها الإخوان فى كل موسم انتخابى سابق حتى يظهرون للشعب مدى فشل النظام المباركى الساقط بتلبية احتياجات الناس من الزيت والسكر وغيرها.
هذه الإرادة الشعبية التى يتمسك بها الإخوان ستنقلب قريبا جدا عليهم فى وقت قياسى استطاعوا فيه أن يكفروا غالبية الشعب حيث الفشل الذريع لحكومتهم الضعيفة، بل إن المواطن المصرى أصبح مترحما على أيام مبارك فالأسعار زادت والضرائب تزيد والكهرباء والبطالة والاستثمارات تهرب فهل إذا ما عاد البرلمان سنجد أعضاء الاخوان الاغلبية يقومون بدورهم نحو تلك الإرادة الشعبية التى جاءت بهم ويسائلون الحكومة التى اختار أعضاءها حزبهم؟!.
والسؤال الذى يدور فى الأذهان ماهى الإنجازات الحقيقية للبرلمان المنحل فى الفترة التى استمر العمل بها حتى نكرر المطالبات بعودته؟ أم إن القيادى الإخوانى متخوف من فكرة تراجع شعبيتهم الواضحة فى الشارع؟
كلمة للقيادى الإخوانى: ياترى هيكون ايه رأيك فى عودة المنحل لو كان أحد أطفالك فى أتوبيس المعهد الأزهرى وذهبت لجمع أشلاء جسده الصغير.. اتقى الله.. واعترف انت وقياداتك بالمسئولية مرة وكونوا رجالاً ولا تعلقوا كل الكوارث على شماعة مبارك.