بدأ الائتلاف السوري الجديد المعارض الذي تشكل بعد جهود مضنية تحت ضغط عربي وغربي يسعى يوم الاثنين لنيل اعتراف ومساندة أوسع للنضال من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد والسيطرة على البلاد. وتوجه رجل الدين الإصلاحي معاذ الخطيب إلى القاهرة لطلب دعم جامعة الدول العربية للائتلاف الجديد الذي انتخبه بالإجماع رئيسا له يوم الأحد. وقال في مؤتمر صحفي إن الخطوة الأولى نحو الاعتراف ستكون في الجامعة العربية. وسيسعى الائتلاف بعد ذلك إلى الحصول على التأييد من الدول العربية والغربية المعارضة للأسد فيما يعرف بمجموعة "أصدقاء سوريا" ومن الجمعية العامة للأمم المتحدة. وحثت روسيا التي تعتبر معارضي الأسد أتباعا للغرب الائتلاف الجديد على التفاوض مع دمشق ورفض التدخل الخارجي. وقال الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية إن موسكو ستظل على اتصال مع الحكومة السورية و"القوى المعارضة بكل أطيافها" وتشجيعها على اتباع نهج بناء. وفي بكين التي حالت مع موسكو دون قيام مجلس الامن الدولي بأي اجراء بشأن سوريا لم يرد هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بشكل مباشر عندما سئل عما إذا كانت الصين تعترف بالائتلاف الجديد ودعا بدلا من ذلك كل الأطراف إلى بدء "عملية تحول سياسي يوجهها الشعب السوري". وهاجمت مقاتلات وطائرات هليكوبتر سورية بلدة رأس العين التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وسقطت بعض قنابلها على بعد أمتار من الحدود التركية ودفع القصف عشرات المدنيين إلى الفرار الى تركيا. وقال مراسل لرويترز على الحدود إن طائرة حربية طارت فوق الحدود مباشرة وبدا في نقطة ما أنها دخلت المجال الجوي التركي في الوقت الذي تسببت فيه القنابل في تصاعد أعمدة من الدخان الأسود. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 شخصا من بينهم سبعة مقاتلين إسلاميين لاقوا حتفهم في الغارات الجوية على رأس العين التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة يوم الخميس خلال تقدمهم إلى شمال شرق البلاد الذي يسكنه عرب وأكراد. وقال المرصد إن 140 شخصا قتلوا في سوريا يوم الأحد. وقالت جماعة معارضة أخرى إن عدد القتلى 16. وقتل أكثر من 38 ألف شخص منذ مارس اذار العام الماضي. وتشاورت تركيا مع أعضاء حلف شمال الأطلسي بشأن إمكان نشر صواريخ باتريوت للدفاع الجوي لردع القوات الجوية السورية. ومن الممكن أن تكون مثل هذه الخطوة تمهيدا لفرض منطقة حظر للطيران في سوريا برغم أن القوى الغربية لم تبد حماسا لمثل هذه الخطوة. وقال المعارض السوري البارز رياض سيف الذي اقترح تشكيل الكيان المعارض الجديد إنه لا حاجة لمثل هذا التدخل العسكري. وأضاف "سنحمي نفسنا بامتلاكنا أسلحة متطورة ونشر شبكات صواريخ دفاعية" مستشهدا بما قال انه وعد من "أصدقاء سوريا" بتوفير "السبل" اللازمة لمواجهة القصف والغارات الجوية التي تشنها قوات الأسد. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن إن الحلف سيقوم "بما يلزم للدفاع عن تركيا" دون أن يشير إلى الصواريخ باتريوت بشكل محدد. وأضاف متحدثا في براج "لدينا كل الخطط جاهزة لضمان أن يكون بمقدورنا حماية تركيا والدفاع عنها ونأمل أن يكون ذلك رادعا أيضا حتى لا تتعرض تركيا لهجمات." ورحب راسموسن بالائتلاف الجديد الذي شكل بعد سجال استمر أياما في قطر خلال اجتماع ضم معارضين وساسة ومقاتلين وأقليات عرقية ودينية. واتفقوا جميعا في النهاية على الانضمام إلى هيئة أطلق عليها الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة يمكن أن تشكل حكومة في الخارج. ودعا الخطيب الذي كان إمام المسجد الأموي في دمشق جنود الجيش النظامي الى تركه وكل الطوائف الدينية إلى الوحدة. وقال للصحفيين في الدوحة "اننا نطالب بالحرية لكل سني وعلوي واسماعيلي ومسيحي ودرزي وسرياني وبحق كل مكونات شعبنا المتآلف." ولم يتبين بعد ما إذا كان الائتلاف سيستطيع التغلب على الشكوك المتبادلة والخلافات التي أضعفت مساعي المعارضة على مدى قرابة 20 شهرا لوضع حد لحكم الأسد. وقال مايكل ستيفنز وهو باحث في المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية ومقيم في الدوحة "ما زالت هناك مسألة الشرعية." وأقر بأن الائتلاف الجديد أكثر شمولا من المجلس الوطني السوري الذي تعرض لكثير من الانتقادات. ومضى يقول "لكن عليهم إظهار أن لديهم الروابط اللازمة على الأرض وأنهم قادرون على توصيل المساعدات لمن يستحقها. عليهم إظهار أنهم قادرون على تجميع كل الجماعات المتشرذمة." لكن بالنسبة للحلفاء الذين يعتبرون الائتلاف الجديد أخذا بتجربة المجلس الوطني الانتقالي الليبي كان هذا الاتفاق موضع ترحيب. وقالت قطر التي وعدت بالاعتراف بالائتلاف إنه ما أن تنال حكومة سورية مؤقتة الاعتراف لن يمنعها عائق عن طلب إمدادات سلاح من الخارج. وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية لقناة الجزيرة "عندما يحصلون على الشرعية من الساحة الدولية يمكنهم أن يذهبوا ويتعاقدوا بأنفسهم على ما يريدونه لأنهم سيكونون معترفا بهم كحكومة كاملة الشرعية." وأشادت الولاياتالمتحدة التي دعمت محادثات الدوحة بالنتيجة ووعدت بدعم الائتلاف الوطني "وهو يخط مسارا نحو إنهاء حكم الأسد الدموي وبدء المستقبل السلمي والعادل والديمقراطي." ومع وصول الصراع في سوريا الى حالة من الجمود العسكري تهرق فيها الدماء بغزارة بعد مرور قرابة 20 شهرا على بدء الانتفاضة يبدى معارضو الأسد أملهم في أن تكون المعارضة إذا صارت أكثر تماسكا قادرة على قلب الموازين والحصول على مزيد من الدعم العسكري والدبلوماسي من حلفائها الذين يثير قلقهم تزايد دور الإسلاميين المتشددين بما في ذلك بعض المرتبطين بالقاعدة في صفوفها. وبعد جدال استمر أياما حول تشكيل الائتلاف الجديد توصل المشاركون في قطر بسرعة نسبية الى اجماع على رئاسة الخطيب للائتلاف. ونائبا الخطيب هما سيف (66 عاما) وسهير الأتاسي وهي واحدة من النساء القليلات اللاتي يقمن بدور قيادي. وسجن الخطيب (50 عاما) عدة مرات لانتقاده الأسد وفر إلى الخارج هذا العام. وهو يدعو منذ فترة طويلة إلى التسامح والوئام مع الأقليات المسيحية والعلوية والدرزية وغيرها.