أشهر جزمة سياسية فى العالم كانت جزمة الرئيس السوفيتى السابق خرتشوف.. وكان الرئيس قد خلع حذاءه من شدة الغضب وضرب منصة الأممالمتحدة بالحذاء فى إشارة إلى أن الخطوة القادمة ستكون ضرب الخصم اللدود أمريكا وسياساتها الاستعمارية بالجزمة. ولكن الصحفى العربى العراقى منتظر الزيدى قد حول المشهد الرمزى لخرتشوف إلى حقيقة، وخلع الزيدى حذاءه فى مؤتمر صحفى وألقاه فى وجه الرئيس الأمريكى بوش، وتحول حذاء الزيدى إلى لعبة على الإنترنت لضرب الرؤساء، وإلى موجة فى العالم حتى أن طلاب واحدة من أهم وأعرق الجامعات البريطانية قد قذفوا مسئولاً إسرائيليًا بالحذاء.
ولكن الجزمة لعبت دورا مهمًا فى تاريخ مجلس الشعب المصرى. من جزمة النائب الراحل طلعت السادات الموجهة لأحمد عز إلى جزمة نائب الإخوان أشرف بدر الدين الموجهة لنواب حزب الأغلبية فى ذلك الوقت الحزب الوطنى. ومرورا بحذاء نائب الإخوان السابق على لبن فى مجلس الشعب.
للإخوان إذن علاقات مع الحزمة السياسية، ولهم تاريخ فى استخدام الحذاء استخداماً مزدوجاً، واستعمال الجزمة كرمز للاعتراض على إقصاء الحزب الوطنى المنحل للمعارضة. وكشعار لرفض تجاهل المطالب الشعبية والاستهانة بمشاعر ومطالب المواطنين.
ولذلك لا يستطيع الإخوان الآن أن يعترضوا على رفع شباب الثورة الأحذية فى مواجهة منصة الإخوان فى ميدان التحرير. فالجزمة تكون أحيانا هى الحل الوحيد أو الرمز الموحى والمعبر للتعبير عن الموقف.
الجزمة الإخوانية رفعت فى مجلس الشعب اعتراضا على تجاهل الدم الفلسطينى خلال أزمة عدوان إسرائيل على غزة، والجزمة الثورية رفعت اعتراضا على تجاهل الإخوان للدم المصرى. دم شهداء ثورة 25 يناير، فقد كان احتفال الإخوان بالثورة تجاهلا لحق الدم.
وقد جاءت مواقف الإخوان فى البرلمان استكمالا لموقف الإخوان فى الميدان. تجاهل الإخوان وحزبهم فضحية استمرار الطوارئ. ولم نسمع لهم لا حسًا ولا خبرًا حول إعلان المشير طنطاوى استمرار الطوارئ فى حالة البلطجة، لحس الإخوان مواقفهم المعلنة فى برلمان 2000، و2005. تجاه تمديد نظام مبارك للطوارئ.
ولم ينزعج الإخوان الجالسون تحت القبة حينما بدأت تحرشات شباب.الإخوان بمسيرة سلمية نظمها شباب الثورة أمام البرلمان.
ولأن المقدمات توحى بالنتائج فأنا متأكدة أن مظاهرات الأحذية ستستمر طويلا. ولذلك اقترح على الثوار أن يستعدوا لمظاهرات الجزم القادمة، وأن يحتفظ كل ثورى وربما كل مواطن بحذاء إضافى للاعتراض. لأن شعار المرحلة القادمة سيكون الجزمة لاتزال فى يدى.