نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان الرئيس المصري محمد مرسي يسافر إلى تركيا الاحد لتعزيز التحالف الناشئ بين الحكومتين الاسلاميتين المعتدلتين في المنطقة التي تعاني من الصراع وعدم الاستقرار. على الرغم من ان مرسي كان فقط في السلطة لمدة بضعة أشهر، وهناك بالفعل مؤشرات شراكة قوية تتشكيل مع تركيا ، يتضح جهد مشترك لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا من خلال الحث علي خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة.
في وقت سابق من هذا الشهر، زار وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو العاصمة المصرية القاهرة، وتعهد ب 2 مليار دولار كمساعدات لتعزيز الثقة لاقتصاد يعاني بشدة من تراجع السياحة، والإضرابات والاحتجاجات الجارية منذ سقوط الزعيم حسني مبارك في انتفاضة العام الماضي . وخلال الزيارة لمدة 12 ساعة، حاول مرسي تعزيز العلاقات الاقتصادية مع تركيا - وهي بلد تراها جماعة الإخوان المسلمين قصة نجاح للإسلاميين، و مزج الاقتصاد القوي مع العلاقات الغربية الإسلامية.
لقد كانت تركيا، عضو حلف شمال الاطلسي و معظم سكانها من المسلمين ، توصف بأنها نموذج ديمقراطي لمصر ودول عربية أخرى اكتسحتها الثورات الشعبية على مدى العامين الماضيين. بعد النظر في البداية إلى الحزب الحاكم التركي باعتباره نموذجا يحتذى به، راقت للأخوان المسلمين الأصوليين في مصر الفكرة بسبب الميول العلمانية القوية في تركيا. قد تعرض مرسي وجماعة الإخوان، على العكس، لانتقادات من قبل خصومهم لانتهاج خطا إسلاميا أكثر تحفظا ، ولا سيما في صياغة الدستور الجديد للبلاد.
قالت دينا زكريا، وهي عضو في لجنة العلاقات الخارجية في حزب الإخوان المسلمين الحرية و العدالة "قبل الثورة، رأينا نظام (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) اردوغان... كنموذج ناجح يمكن أن يحتذى. ولكن هل يمكن أن يلائم بكل تفاصيله كل المجتمع المصري ؟ بالطبع لا. " وعبر مسؤولون ووسائل الإعلام التركية عن الحماس للعلاقة مع القاهرة بعد الانتفاضة. وكان الرئيس التركي عبد الله جول أول زعيم أجنبي يزور مصر بعد تنحي مبارك يوم 11 فبراير 2011، و اجتمع بالمجموعات الشبابية الليبرالية والعلمانية التي قادت إلى حد كبير التمرد المؤيد للديمقراطية وكذلك مع جنرالات من المجلس العسكري الحاكم الذين استلموا السلطة من مبارك ثم نقلوها في نهاية المطاف إلى السلطة المنتخبة ديمقراطيا متمثلة في مرسي.
و قد لاقي أردوغان ترحيبا حارا في القاهرة العام الماضي، مع تجمع حشود من أنصار الإخوان بطريق المطار في انتظار وصوله، بعضهم يحمل لافتات كتب عليها: "أردوغان بطل." وقد شجع أردوغان مصر لمحاكاة النموذج التركي للحكم. لكن قالت دينا زكريا أنه بعد زيارات متكررة إلى تركيا وعقد اجتماعات مع مجموعات مختلفة هناك، اصبحت علي قناعة ان المجتمع المصري لن يقبل الدستور العلماني في تركيا.