أعلن قائد قوات حرس الحدود الأردنية العميد حسين الزيود أن 2053 عسكريا سوريا من مختلف الرتب لجأوا إلى الأردن منذ بدء الأحداث في سورية في شهر مارس 2011.
وقال الزيود - في تصريح لصحيفة "الدستور" الأردنية اليوم "الاثنين" - إن عدد اللاجئين الذين عبروا الحدود من خارج المعابر الحدودية الرسمية حتى يوم الأربعاء الماضي بلغ أكثر من 74 ألف مواطن سوري معظمهم دخلوا خلال الليل وتعاملت معهم القوات المسلحة الأردنية على مدار الساعة منهم 2053 عسكريا من كافة الرتب".
وأضاف أن وجود عسكريين منشقين أو فارين بأسلحتهم من مختلف الرتب شكل مسئولية أخرى تجاه هؤلاء الذين يتم التعامل معهم وفق الإجراءات الخاصة بالتعامل مع العسكريين في مثل هذه الظروف ونقلهم لاماكن خاصة وتوفير الحماية لهم خاصة وأن بعضهم كان يتعرض لإطلاق نار خلال محاولته اجتياز الحدود وفي بعض الأحيان كانت النيران تتجاوز الحدود الدولية".
وأشار إلى تعرض الأراضي الأردنية وعلى امتداد الحدود وفي أوقات مختلفة إلى رمايات نارية نتيجة ملاحقة هؤلاء اللاجئين خلال محاولتهم عبور الحدود مما دفع القوات المسلحة الأردنية للقيام بإجراءات وقائية واتخاذ كافة الاحتياطات بما يتناسب مع تطورات الموقف داخل الأراضي السورية وتحسبا لأية احتمالات قد تؤثر على أمن الوطن والمواطن.
وأوضح أن أعداد اللاجئين في بعض الأيام وصلت إلى حوالي خمسة آلاف لاجئ في اليوم الواحد وخصوصا خلال شهر رمضان الماضي وأيام العيد.
وأشار إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة تقوم بمتابعة كافة الإجراءات وبالتنسيق مع مختلف المؤسسات والهيئات والجمعيات الدولية والعربية والمحلية لتأمين أفضل الخدمات الإنسانية للاجئين السوريين وخصوصا ما يتعلق بالمستشفيات الميدانية العسكرية وإجراءات دخولها ووصولها إلى موقع المخيم وتوفير المواقع الملائمة والدعم اللوجستي والفني والإداري لها وإدارة وإدامة بعضها بشكل كامل من قبل الخدمات الطبية الملكية التي استقبلت مستشفياتها عددا كبيرا من الإصابات البالغة التي تحتاج إلى عناية طبية فائقة وإجراء عمليات ومداخلات وجراحية دقيقة لها.
وقال قائد قوات حرس الحدود الأردنية العميد حسين الزيود إن القوات المسلحة الأردنية وفرت كافة أشكال الإسناد والدعم اللوجستي من أجل التجهيز لبناء عدد من المخيمات وتخصيص مساحات كبيرة من أراضي القوات المسلحة لهذه الغاية والقيام بإعمال التسييج والتجهيز لبناء محطات طبية ميدانية ومراكز إيواء متقدمة حيث بلغت مجمل هذه التكاليف المترتبة عن هذه الأزمة منذ بدايتها ما يزيد على 186 مليون دينار أردني حتى نهاية أغسطس الماضي ومن المتوقع أن يتضاعف هذا المبلغ عدة مرات خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء مما يحمل موازنة القوات المسلحة أعباء مالية إضافية خارج مخصصاتها التدريبية والأمنية والعملياتية.(الدولار الأمريكي يساوي 708ر0 دينار أردني).
من ناحية أخرى ، اجتاز 4 من اللاجئين السوريين السياج الحدودي من منطقة "تل شهاب" السورية المحاذية لبلدة "الذنيبة" الأردنية فجر أمس هربا من الأحداث التي تشهدها بلادهم وفق مدير مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين في محافظة المفرق محمود العموش.
وأشار العموش في تصريح صحفي اليوم إلى تأمينهم في مخيم "الزعتري" (75 كم شمال شرق عمان) والذي بات يضم حوالي 33 ألف لاجئ سوري، مؤكدا أنه تم تأمين الخيام لهم وتقديم المساعدات الغذائية لهم فور وصولهم إلى المخيم.
بدوره ، أشار مصدر أمني أردني إلى تراجع أعداد اللاجئين السوريين الداخلين إلى الأردن عبر السياج الحدودي بعدما استعادت القوات السورية النظامية سيطرتها على بلدة "تل شهاب" السورية المحاذية لبلدة "الذنيبة" الأردنية والتي كانت تعتبر المنفذ الوحيد لمرور اللاجئين الهاربين من الأحداث في بلادهم.
على صعيد آخر ، قدر وزير التربية والتعليم الأردني فايز السعودي في تصريح صحفي اليوم عدد الطلبة السوريين في جميع مدارس المملكة بنحو 20 ألف طالب وطالبة، مشيرا إلى أن عدد الطلبة السوريين داخل مخيم "الزعتري" يتراوح ما بين 4-5 آلاف طالب وطالبة.
وأوضح أن الوزارة ستسعى إلى توفير بيئة تعليمية للطلبة السوريين داخل المخيم من خلال الاستعانة بالتعليم الإضافي. وتشير السلطات الأردنية إلى أن عدد اللاجئين السوريين داخل أراضي المملكة يتجاوز 200 ألف منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف شهر مارس 2011 فيما يبلغ عدد المسجلين منهم أو من هم بانتظار التسجيل لدى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بأكثر من 92 ألفا .