ركز موقع "الجزيرة نت" علي الأحداث التي وقعت خلال اليومين الماضيين أمام سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية ببعض الدول العربية والإسلامية, اعتراضا علي عرض فيلم أمريكي مسيء للرسول محمد صلي الله عليه وسلم, كما ركز الموقع علي أهم ردود الأفعال علي هذه الاحتجاجات. في البداية قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الخميس أنه "بالنسبة لنا وبالنسبة لي أنا شخصيا فإن هذا الفيديو مقرف ومدان. ويبدو أن هدفه السخرية الشديدة والإساءة إلى دين عظيم وإثارة الغضب, ولكنني قلت بالأمس إنه لا مبرر مطلقا للرد على هذا الفيديو بالعنف"، وأكدت أن الحكومة الأميركية لا علاقة لها بهذا الفيلم مطلقا". وطالبت "إطلاق الحوار الإستراتيجي بين الولاياتالمتحدة والمغرب جميع قادة الحكومات وقادة المجتمع المدني والقادة الدينيين رفض العنف، وأكدت أنه "من الخطأ الكبير أن يوجه العنف ضد البعثات الدبلوماسية، وهي الأماكن التي هدفها الرئيسي تحسين التفاهم بين البلدان والثقافات". وفي موسكو، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن خشية بلاده من أن تعم "الفوضى" في الشرق الأوسط في أعقاب الهجوم الدامي في ليبيا ضد القنصلية الأميركية وغير ذلك من الحوادث في مصر واليمن.وقال بوتين في تصريحات أوردها التلفزيون الروسي العام "نخشى أن تقع هذه المنطقة في الفوضى، وهذه هي الحال السائدة عمليا الآن". من جانبها، أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها للفيلم، ونددت في الوقت نفسه بالاحتجاجات العنيفة المعادية للولايات المتحدة في بعض دول الشرق الأوسط, ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مسؤول رفيع أن "المملكة أعربت عن عزائها ومواساتها للولايات المتحدة في ضحايا أعمال العنف في ليبيا التي استهدفت القنصلية في بنغازي"، كما استنكرت المملكة ما وصفته "بقيام مجموعة غير مسؤولة في الولاياتالمتحدة بإنتاج فيلم مسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم". في السياق، اعتبر الأردن الفيلم المسيء "فعلا شنيعا ساقطا يصدر عن نفسيات حاقدة تحرص على إثارة الفتنة والإساءة للمبادئ والأخلاق والقيم بكل استهتار وصلف وغرور". وعبر وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عبد السلام العبادي عن إدانته الشديدة للفيلم، ودعا إلى معاقبة كل من ساهم به. وفي السودان، أدان مجلس الوزراء الفيلم المسيء ووصفه بالعمل العدائي الذي يستفز مشاعر المسلمين ويؤجج الصراع غير المبرر بين معتنقي الديانات السماوية.ودعا المجلس في اجتماعه الخميس برئاسة الرئيس عمر البشير الحكومات الغربية إلى محاربة هذه الظاهرة وإدانتها، حتى لا تصبح سببا لتهديد الأمن والسلم الدوليين. وفي لبنان، أدان بطريرك الموارنة بشارة الراعي الفيلم وطالب الأممالمتحدة باتخاذ موقف من مثل هذه التصرفات التي قال إنها تسيء إلى المسيحيين. وقال الراعي في مؤتمر صحفي بمناسبة زيارة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر للبنان غدا الجمعة "ندين بشدة الإساءة للإسلام ونبيه في الفيلم المخزي ونعتبره إساءة لكل الأديان". لكنه طالب أيضا بأن تكون الوسائل الاحتجاجية أفضل، "فالموضوع يجب أن يعالج على مستوى الأسرة الدولية وعلى الأممالمتحدة اتخاذ موقف، وهناك إساءات يومية للمسيحية والكنيسة، واليوم للإسلام ولنبيه", كما أعرب رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري عن أدانته للفيلم، واعتبر أن الهدف هو إثارة الفتن والكراهية بين الديانات والشعوب. وفي غزة، دان إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة الفيلم، وطالب الولاياتالمتحدة ب"الاعتذار للأمة الإسلامية"، وحذر الإدارة الأميركية من أن هذا الفيلم يمكن أن يفجر ثورة في العالم العربي والإسلامي نصرة للرسول صلى الله وعليه وسلم. وقال هنية أثناء استقباله لوفد من لجنة الإغاثة الإنسانية في نقابة الأطباء المصريين في مكتبه بغزة إنه "يستنكر الفيلم المسيء للرسول الذي قام بتمثيله ممثل أميركي"، معتبرا أن "الهدف من الفيلم هو الإساءة لرسولنا الكريم والنيل من الإسلام". وفي إيران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبراست إن "إيران تدين بشدة هذا الفيلم المثير للاشمئزاز والإساءة للمقدسات الإسلامية". وألقى المتحدث باللوم على "الصمت الأميركي الممنهج والمتواصل" تجاه تلك الأفلام المسيئة باعتبارها سبب الخوف من الإسلام في الغرب.