الأمين العام الجديد لمجمع البحوث الإسلامية يوجه رسالة للإمام الطيب    «سجل الآن» فتح باب التقديم على وظائف بنك مصر 2024 (تفاصيل)    محافظ الإسكندرية: استثمارات مشتركة بين مصر والسعودية لتحقيق تنمية متكاملة    ننشر أسعار اللحوم والدواجن اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024    شركة مياه الشرب بقنا ترد على الشائعات: «جميع العينات سليمة»    موعد صرف الدعم السكني لشهر سبتمبر    وزير الخارجية ونظيرته الكندية يبحثان إلغاء التأشيرات المسبقة    السعودية تتابع بقلقٍ بالغ تطورات أحداث لبنان وتجدد تحذيرها من خطورة اتساع العنف    جيش الاحتلال الإسرائيلي: صفارات الإنذار تدوى جنوب وشرق حيفا    جسر جوي وبري لنقل المساعدات والوقود من العراق إلى لبنان    جوتيريش يجدد دعوته إلى أطراف الصراع في لبنان وإسرائيل لحماية المدنيين    تضامن وتحذيرات.. تفاصيل اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن لبنان    مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة تُعارض غزوًا بريًا إسرائيليًا للبنان    ملف مصراوي.. قائمة الزمالك لمواجهة الأهلي.. أزمة أحمد فتوح بالسوبر الأفريقي.. وسرقة حسام غالي    أسامة عرابي: مباريات القمة مليئة بالضغوط ونسبة فوز الأهلي 70%    وكيل ميكالي: كان هناك سوء تفاهم مع اتحاد الكرة.. ومرتب المدرب لم يتضاعف    «ساعدني لإكمال الدراسة».. مهاجم الإسماعيلي يروي موقفًا مؤثرًا لإيهاب جلال    موتسيبي: زيادة مكافآت الأندية من المسابقات الإفريقية تغلق باب الفساد    "لم أقلل منه".. أحمد بلال يوضح حقيقة الإساءة للزمالك قبل مواجهة الأهلي في السوبر الأفريقي    محافظ الجيزة يعاين جهود السيطرة على حريق مدينة الإنتاج الإعلامي    بلاغ جديد ضد كروان مشاكل لقيامه ببث الرعب في نفوس المواطنين    عاجل - الثلاثاء يشهد طقسًا حارًا ورطبًا في معظم الأنحاء مع تحذيرات من التعرض للشمس    "هذا ما لم نسمع به من قبل".. كيف علق عمرو أديب على تقدم أحمد سعد ل"خطبة" طليقته؟    مؤسسة محمد حسنين هيكل تحتفل بميلاد «الأستاذ».. وتكرّم 18 صحفيا    مدين يكشف كواليس مكالمة عمرو مصطفى والصُلح بينهما    مسعد فودة: اتحاد الفنانين العرب يواصل رسالته في دعم القضايا العربية    أضف إلى معلوماتك الدينية| دار الإفتاء توضح كيفية إحسان الصلاة على النبي    دولة آسيوية عظمى تؤكد أول إصابة بمرض «جدري القرود»    الصحة اللبنانية: ارتفاع شهداء الغارات الإسرائيلية إلى 492 والمصابين إلى 1645    أحمد سعد: اتسرق مني 30 قيراط ألماظ في إيطاليا (فيديو)    إصابة 5 أشخاص في تصادم سيارتين بطريق أبو غالب في الجيزة    هل منع فتوح من السفر مع الزمالك إلى السعودية؟ (الأولمبية تجيب)    فرنسا تدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول لبنان    هبوط تجاوز ال700 جنيه.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024    أول تعليق من هند صبري بشأن الجزء الثاني ل«أحلى الأوقات»    تأثير القراءة على تنمية الفرد والمجتمع    وزير الأوقاف يستقبل شيخ الطريقة الرضوانية بحضور مصطفى بكري (تفاصيل)    مسؤول بمجلس الاحتياط الأمريكي يتوقع تخفيض الفائدة الأمريكية عدة مرات في العام المقبل    مصر للطيران تعلن تعليق رحلاتها إلى لبنان    الفوائد الصحية لممارسة الرياضة بانتظام    محارب الصهاينة والإنجليز .. شيخ المجاهدين محمد مهدي عاكف في ذكرى رحيله    تعرف على موعد ومكان عزاء رئيس حزب الحركة الوطنية    ارتفاع حصيلة مصابي حادث أسانسير فيصل ل5 سودانيين    اخماد حريق نشب بمخلفات في العمرانية الشرقية| صور    هيفاء وهبي جريئة وهدى الإتربي تخطف الأنظار.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    إبراهيم عيسى: تهويل الحالات المرضية بأسوان "نفخ إخواني"    حتحوت يكشف رسائل محمود الخطيب للاعبي الأهلي قبل السوبر الإفريقي    وزير البترول يؤكد استدامة الاستقرار الذى تحقق في توفير إمدادات البوتاجاز للسوق المحلي    الآن رابط نتيجة تقليل الاغتراب 2024 لطلاب المرحلة الثالثة والشهادات الفنية (استعلم مجانا)    أحمد موسى يناشد النائب العام بالتحقيق مع مروجي شائعات مياه أسوان    طريقة عمل الأرز باللبن، لتحلية مسائية غير مكلفة    عمرو أديب: حتى وقت قريب لم يكن هناك صرف صحي في القرى المصرية    الاقتصاد ينتصر| تركيا تتودد لأفريقيا عبر مصر.. والاستثمار والتجارة كلمة السر    جامعة عين شمس تستهل العام الدراسي الجديد بمهرجان لاستقبال الطلاب الجدد والقدامى    في إطار مبادرة (خُلُقٌ عَظِيمٌ).. إقبال كثيف على واعظات الأوقاف بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بالقاهرة    خالد الجندي: بعض الناس يحاولون التقرب إلى الله بالتقليل من مقام النبى    أستاذ فقه يوضح الحكم الشرعي لقراءة القرآن على أنغام الموسيقى    وكيل الأوقاف بالإسكندرية يشارك في ندوة علمية بمناسبة المولد النبوي الشريف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاستثمارات القطرية تهدد بعزل المرشد .. وإنقلابات داخل الجماعة
نشر في الفجر يوم 10 - 09 - 2012

رغم كثرة الأخبار الواردة بالعناوين الضخمة في الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد فإنني أرى أن أخطر ما نشر كان خبرا صغيرا جدا لم يلتفت إليه أحد - في الصفحة الثالثة من 'أخبار اليوم' يوم السبت عنوانه - شركات عالمية لإصلاح أعطال الكهرباء - ونصه هو: 'قررت وزارة الكهرباء والطاقة التعاقد مع عدد من الشركات العالمية لإنشاء مجموعات متخصصة تتولى صيانة محطات توليد الكهرباء في مصر، سواء المحطات الحرارية أو التي تعمل بنظام الدورة المركبة، وصرح محمود بلبع وزير الكهرباء والطاقة بأن هذا التوجه جاء نتيجة زيادة الأعطال الكهربائية التي شهدتها شبكة الكهرباء خلال الصيف الحالي'.
وأصدر من سموا أنفسهم مثقفين إسلاميين بيانا انتقدوا فيه اجتماع الرئيس مع المبدعين والفنانين ولم تتم دعوة أحد منهم واعتبروا ذلك انحيازا من الرئيس لإلهام شاهين ضد الدعاة الذين هاجموها وعلى رأسهم الدكتور الشيخ عبدالله بدر الذي وصفها بأنها زانية، وقيام التراس الأهلي باحتلال النادي والاعتراض على بدء المباريات لعدم أخذ حقوق شهداء استاد بور سعيد، وإصدار المحكمة حكماً ببراءة المتهمين الأربعة بالاعتداء على موكب الرئيس، ومؤتمر المتحدث العسكري العقيد احمد محمد علي ، وحديث الفريق شفيق مع زميلنا وصديقنا وائل الابراشي على قناة دريم، وتصريحات رئيس الوزراء ومدير الإدارة المحلية بأنه لا يمكن تطبيق برنامج المائة يوم للرئيس، وإضراب المضيفين في شركة مصر للطيران يكبدها خمسين مليون جنيه خسائر وحملة ضد البلطجة في بحيرة المنزلة، والاستعدادات للعام الدراسي الجديد.
وإلى بعض مما عندنا:

خطورة بيع شركات الكهرباء للأجانب

خطورة خبر فتح قطاع الكهرباء للاجانب انه ليس إلا تمهيدا لخصخصة قطاع الكهرباء وشركات الحكومة وهو ما فشلت فيه آخر حكومة في عهد مبارك، شلته، وكانت هذه هي خطته التي أحبطها وزير الكهرباء السابق الدكتور حسن يونس وبدعم من الجيش والمخابرات وجناح داخل النظام، وكان الحل البديل هو السماح للقطاع الخاص بإنشاء محطات توليد في المناطق الجديدة وبيع التيار للشركات الحكومية التي تتولى بيعه للجمهور لمنع الاستغلال، او ان تقوم المصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة بانشاء محطات كهربائية خاصة بها، أما الاتيان بمجموعات من شركات عالمية تتولى أعمال الصيانة بحجة الانقطاع في التيار، فهي إهانة وطنية ولكل مهندسي الكهرباء في مصر، لأنها اتهام لهم بأنهم لا يفهمون في إصلاح المحطات التي يديرونها، بالإضافة الى ان الأعطال المتكررة كما اعلن الوزير نفسه ومن سبقه عن ان سببها ضغط الاستهلاك على الشبكة الكهربائية، انما هي حجة لبدء عملية التخصيص، وكانت قد جرت محاولة فاشلة لبيع السكك الحديدية في وزارة أحمد نظيف عندما كان وزير النقل رجل الأعمال محمد منصور وهي تكليف شركات خاصة بعمليات صيانة القطارات وفي ورش الوزارة وبيعها لها ثم منح القطاع الخاص حق تسيير قطارات فاخرة من الاسكندرية الى أسوان،والملفت ان يأتي ذلك بعد أيام من الاتفاق مع قطر على منح ثمانية عشر الف مليون جنيه في مشروعات صناعية وسياحية، منها عشرة آلاف مليون لإنشاء تجمع سياحي في الساحل الشمالي، والباقي في مشروعات سيتم الاتفاق عليها.

طلائع الاستثمارات القطرية نحو بورسعيد

وكانت جريدة 'المال'- اليومية المستقلة - قد سبقت ذلك الإعلان بعدة أيام عندما نشرت تحقيقا يوم الاثنين الماضي لزميلينا السيد فؤاد وأحمد عاشور جاء فيه: 'قال أحمد المنيري رئيس لجنة الاستثمار بغرفة ملاحة الإسكندرية أحد كوادر حزب الحرية والعدالة ان الحكومة تبحث توقيع اتفاق مع دولة قطر يقضي بقيام الأخيرة بتمويل مشروعات البنية التحتية بميناء شرق بورسعيد بقيمة استثمارية قدرها نحو مائتي مليار جنيه تؤهل المنطقة لجذب استثمارات إضافية جراء ذلك بقيمة تصل إلى ثمانمائة مليار جنيه، ولم يتسن ل'المال' الحصول على تأكيد من مسؤول حكومي لكن عادل رحومة الأمين العام لمجلس الأعمال المصري القطري أكد عرض وزارة الاستثمار على الحكومة القطرية عددا من المشروعات من بينها مشروع تأهيل البنية التحتية في موانىء شرق بورسعيد.
أضاف المنيري: إن المنطقة لم تعمل فيها سوى شركة قناة السويس الدولية للحاويات التي تدير المرحلتين الأولى والثانية بمحطات الحاويات في شرق بورسعيد بالإضافة الى مشروع مشرق للبترول المتوقف والخاص بتموين السفن، ان الحكومة القطرية ستعمل على تمويل مشروعات البنية الأساسية بالمنطقة وفق نظام يشبه نظم المطورين العقاريين وبتأييد من القيادة السياسية. من جانبه قال محرم هلال رئيس مجلس الأعمال المصري القطري ان المجلس سيعقد اجتماعا الاسبوع المقبل يستعرض خلاله أبرز المشروعات التي ينتظر أن ينفذها الجانب القطري في مصر ومن بينها تنمية منطقة شرق بورسعيد والاستثمار في موانىء الإسكندرية،
في حين أكد محمد جودة المتحدث باسم اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة ان الحزب يرفض منح أي مزايا تفضيلية للاستثمار في مصر لدول دون أخرى، وأن المستثمر المحلي هو صاحب الاهتمام الأكبر من جانب الحزب'.
أي ان هناك صراعا بين اعضاء الجماعة على ما يعتبرونها كعكة قطرية، وتخوفا من اثارها، بينما الحقيقة ان كل ما أعلنته قطر كان متفقا عليه مع نظام مبارك.
أما ما لم يتم الاتفاق عليه وهو الجديد والمثير هنا، فهو الاستثمار في موانىء الإسكندرية، أما شرق بورسعيد، فقد كانت مساحتها خمسين كيلو متر مربع، اضاف إليها الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء السابق عشرين الف كيلو متر أخرى، والجديد هو الزج باسم رئيس الجمهورية في هذه العملية.

حراس مرسي يشلون
السيدة زينب اثناء صلاته الجمعة

ونشرت الصحف عن أداء الرئيس صلاة الجمعة في مسجد السيدة زينب، ولوحظ ان جريدة 'المصريون' ذات التوجه الديني، هاجمت الرئيس يوم السبت في تحقيق لزميلنا محمد ربيع جاء فيه: 'أدى رئيس جمهورية الدكتور محمد مرسي صلاة الجمعة أمس بمسجد السيدة زينب بالقاهرة وهي المرة الأولى التي يؤدي فيها الرئيس صلاة الجمعة التي باتت تشكل جزءا من نشاطه منذ مباشرة مهام منصبه في 30 يونيه بمسجد فيه ضريح فيما يحمل على ما يبدو إشارة إلى الصوفيين الذين صوت غالبيتهم لصالح منافسه الفريق أحمد شفيق في جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة، وتحول ميدان السيدة زينب إلى ثكنة عسكرية قبل حضور مرسي حيث حشرت ما يزيد عن خمسين سيارة أمن مركزي تمركزت بجوار المسجد من ناحية شارع السد وحتى بداية شارع 'المبتديان'، مما جعلهم يغلقون ميدان السيدة تماما لمدة أربع ساعات وحشر الرئيس قبل الصلاة بقرابة ربع الساعة وكان بصحبته الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف وقد استقبله المصلون بهتافات 'مرسي' و'الله أكبر' وقاموا بالتصفيق له لحظة دخوله المسجد الأمر الذي اثار استياء الرئيس لتنافي ذلك مع قداسة المسجد.
وغادر مرسي المسجد سريعاً عقب الصلاة دون أن يتوقف لإلقاء كلمة على المصلين كما اعتاد في مواقف مماثلة'.
أما الذي القى الخطبة فكان مفتي جماعة الإخوان المسلمين الدكتور عبدالرحمن البر، بينما اخبرنا في اليوم التالي زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم بأنه رأى إعلانا عجيبا، رسمه في 'الشروق' أمس، وكان عن عضو من الجماعة يحمل مسجدا، اطلق عليه - الجامع المحمول -
بشرى للرئيس مرسي - ومن مزاياه:
- سهل الحمل والاستعمال
- يغنيك عن الاستعانة بالحرس الجمهوري والأمن المركزي
- يحميك من مخاطر الصلاة بين شعبك الذي انتخبك.

لماذا اذاع التلفزيون صلاة مرسي كخبر اول؟

والى استمرار المعارك الدائرة حول الرئيس بدون أن تظهر في الأفق أي بوادر لنهايتها، وحتى إذا هدأت يوما أو اثنين سرعان ما يعيدها حدث ما إلى الاشتعال والاتساع من جديد، ومنها قيامه بصلاة الجمعة قبل الماضية في مسجد أبو بكر الصديق في مصر الجديدة، وأذاعته في التليفزيون كخبر أول، قالت عنه زميلتنا بمجلة 'آخر ساعة' القومية، سلمى قاسم جودة: 'هل يرضى الرئيس مرسي أن تستهل نشرة أخبار التليفزيون المصري بأنه صلى في الجامع!، أعتقد أن د. مرسي لا يقبل، فهل صلاة الرئيس خبر استثناء أم تعتبر من أولويات الشعب المصري؟ طبعاً الإجابة لا، وخاصة في عدم وجود مناسبة دينية، هل على سبيل المثال تبدأ نشرة الأخبار الأمريكية بأن الرئيس أوباما صلى في الكنيسة! مهمة نشرة الأخبار هي تلبية أولويات المواطن، أهم ما يدور في الوطن والعالم، مده بالمعرفة، أما ما حدث يوم الجمعة من خلال الشاشة المصرية فهو غير مقبول وأول من سيرفضه هو الرئيس ذاته، تابعت حوار وزير العلام مع الاستاذ عمرو الليثي ولقد أغدق الوزير بالتحدث عن المهنية فهل هذه مهنية؟ أم مجرد مزايدات خطيرة لترسيخ الدولة الدينية وخلط الدين بالسياسة والخاص بالعام وتوريط رئيس الدولة في دوامة من يشتاقون دوما للصعود عن طريق الولاء الفج لا الكفاءة، ولقد كرر كثيراً، كثيرا، على المهنية وأيضا أن الرئيس هو الرمز الأصيل لمصر، نحن في عهد الرئيس المواطن قد يصيب أو يخطىء ونحن لسنا في عصر الرئيس الزعيم الديكتاتور أو الإله المتوحد مع الأنبياء والصحابة فلقد توفاهم الله'.

كتائب المخبرين والأمن والقناصة
والبصاصين يرافقون مرسي كما مبارك

ونفس الموضوع ركزت عليه زميلتها منى ثابت التي تصادف أنها تسكن بالقرب من المسجد، قالت: 'يوم الجمعة اللي فات، حصل ما تصورت أننا تحررنا منه وزال من حياتنا نحن سكان مصر الجديدة بعد ثلاثين سنة من قهر الحجز خلف مواكب التشريفات، لم أصدق عيني وكتائب المخبرين والأمن والقناصة والبصاصين ومختلف أنواع الحراسات تنتشر في أسطح ومداخل منطقة الشيراتون من الفجر قبل الشمس ما تنور للعباد أو عربية الفول تغازل زباين الجمعة، حركة سريعة خافتة ونشطة، سيارات أنزلت عشرات من رجال شركة وجيش ولوريات أخرجت مصدات حديدية، وقفل يا جدع المداخل والمخارج حول جامع أبو بكر الصديق، وأتوبيسات وقفت بعييييد لا نزال مواطنين اصطفوا بخبرة اتنين اتنين في طوابير طويلة عالرصيف يتقدمون ببطء اتجاه الجامع وانتشر الخبر، د. مرسي سيصلي الجمعة هنا، 'أخبار اليوم' كتبت أن الرئيس شارك في صلاة الجنازة على اتنين متوفين من سكان الشيراتون وأنه لما لاحظ العدد الكبير من أهالي المنطقة الذين احتشدوا داخل وخارج المسجد نزل من سيارته وصافح عددا كبيرا وشكرهم على تحيته بهتاف الله أكبر ولله الحمد، وأكدت كلامها بنشر صورة لتجمهر رجال الأمن حول الرئيس، أما جريدة 'الأهرام'، فكتبت إن المصلين بالمسجد وعددهم نحو خمسة آلاف من سكان الشيراتون فوجئوا بحضور الرئيس فتعالت هتافات الفرحة، وتوقف القارىء الشيخ الطبلاوي دقيقتين من المفاجأة، وخرج الرئيس من المسجد وترجل في جولة بالشوارع المحيطة صافح فيها المارة واستمع لمقترحاتهم وشكاواهم وأن ستات مصر الجديدة 'زغردت' من الشبابيك، كنت هناك بالصدفة، وبعد فشلي في اختراق المنطقة المحيطة بالمسجد ونجاحي في العودة للميدان المواجه لشارعنا، لم أجد الشاويش صاحبي، فسرحت، أكيد كان هناك في الشيراتون يتمرن لأن ميداننا به جامع كبير ممكن ييجي عليه الدور'.

امريكي مصري يغرر بالإعلام

أما 'المصريون'، فنشرت في يوم الأربعاء مقالا لحسام فتحي، اندهش فيه جدا، مما يلي: 'قبل أيام فاجأتنا وكالة الأنباء الرسمية بخبر من واشنطن أن الدكتور أسامة الشرباصي رئيس منظمة السلام العالمية بأمريكا، والله أول مرة أسمع باسمه واسم منظمته العالمية، أعلن ان مجلس أمناء المنظمة قرر منح الرئيس المصري د. محمد مرسي جائزة السلام العالمي لعام 2012 نظرا لمبادرته بإحلال السلام وإنهاء العنف في سورية وأيضا 'للانجاز الكبير' الذي حققه خلال المائة يوم الأولى من حكمه 'علماً بأنها لم تنته بعد؟!' من إرساء لدعائم الدولة الديمقراطية الحديثة في مصر، وسارعت جميع الصحف إلى نشر الخبر الجلل على صدر صفحاتها بعضها مجرداً وبعضها مع ايحاءات بأن المنظمة الأمريكية تغازل الرئيس. وبالبحث عن 'المنظمة' ورئيسها لم أجد أي معلومات سوى أن الجائزة نفسها ولأسباب مشابهة قد ذهبت العام الماضي الى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله آل سعود، ولم أطلع على أي رد من مؤسسة الرئاسة، هل يستوجب ذهاب الرئيس إلى أمريكا لاستلام الجائزة مثلا؟ أم ستشرف مصر المحروسة باستقبال فضيلة الدكتور أسامة الشرباصي لتسليم فخامة الرئيس الجائزة، ولا أدري لماذا قفزت أمامي فجأة صورة جائزة الكوكب الذهبي، هل تذكرونها؟'.
وهل هذا سؤال؟ طبعا نذكرها، ومعها جائزة أخرى اسمها الدين الذهبي، تم منحها للرئيس الراحل أنور السادات.

'الاهرام': اذا اراد مرسي ألا يفشل

أما المقال الملفت فكان لزميلنا ب'الأهرام' محمود معوض، يوم الخميس لأنه طالب الرئيس بأشياء بديعة مثل: 'إذا أراد مرسي ألا يفشل عليه أولاً أن يتعامل مع خصومه على أنهم خصوم شرفاء حتى لو كان بعضهم غير ذلك ولا يصح بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أن يقاضي الرئيس مواطنيه أمام المحاكم حتى ولو أجرموا في حقه، الشعب لن يقبل تكميم الأفواه إلا في حالة واحدة فقط، وهي منع المرشد بديع من إعلان بيانات سياسية أسبوعية باسم الجماعة لا طائل من ورائها سوى أنها مشروع لغم قابل للانفجار في وجه مرسي، بيانات الجماعة الاسبوعية يجب أن تكون دعوية تبغي وجه الله، على الأقل أسوة بالرئيس مرسي الذي اتهمه البعض بأنه داعية إسلامي اكثر منه رجل دولة.
كان من المنتظر أن يكون الشغل الشاغل للجماعة والجهابذة الجدد في حزبها من محدثي النعمة أن يضعوا في اعتبارهم أن أي كلمة أو إشارة تصدر عنهم سوف تفسر تلقائيا على انها لسان حال الرئيس مرسي الابن الضال المولود من رحم الجماعة، لكنهم للأسف انزلقوا وخاضوا مع الخائفين ليدفع مرسي وحده الثمن وليس مهماً عندهم أن تتوقف مسيرة المصالحة في بلد تحول إلى بلد يتقاتل فيه الجميع ضد الجميع، لم تكتمل منظومة التغيير بعد الثورة لنبدأ مشوار البناء بعد إزالة الانقاض، لم يبق سوى المرشد الضلع الثالث في المنظومة بعد رحيل مبارك ورحيل الجيل القديم للعسكر، ومثلما شهدنا مرسي وهو يسلم المسؤولية العسكرية إلى أصغر ضابط في المجلس العسكري وهو الفريق أول السيسي، نتمنى أن نرى مرسي وهو يسلم المسؤولية الإخوانية إلى شباب الإخوان الذين كانوا طليعة الثورة منذ اليوم الأول وقبل وصول قياداتهم الى الميدان، والانصاف يقتضي ألا نغمط الإخوان العواجيز حقهم ونحن نقوم بوداعهم فهم يتميزون بأنهم جيل غير ملطخ إلا أنهم لا يصلحون للقيادة في زمن محمد مرسي'.

التقرير المرئي الثاني لنشاط الرئيس

هذا وكانت رئاسة الجمهورية قد أصدرت بيانا عن نشاطات الرئيس وزياراته وقراراته في شهر، وقد علقت جريدة 'الوطن' يوم الأربعاء في صفحتها الرابعة في تحقيق لزميلنا هاني الوزيري عليه بقوله: 'أصدرت رئاسة الجمهورية التقرير الثاني المرئي لنشاط الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية خلال الشهر الثاني منذ توليه رئاسة البلاد، وشمل التقرير سبع نقاط هي حقوق الإنسان والشهداء وخطة المائة يوم والانتماء الوطني وتحقيق الأعباء والاقتصاد والسياسة الداخلية والعلاقات الخارجية وكان من اللافت ان يشتمل التقرير على أداء الرئيس لصلاة الجمعة باعتبارها نشاطا رئاسيا، حيث أكد التقرير ان الرئيس شارك في ثماني مناسبات داخلية بينها أربع صلوات جمعة'.
أما 'اليوم السابع' اليومية المستقلة التي يرأسها زميلنا وصديقنا خالد صلاح فقد نشرت الموضوع في صفحتها الثانية على نصف مساحتها لزميلتنا إحسان السيد، لم تذكر فيه الصلوات الأربع.

الإخوان وصهر رئيس الجمهورية والاعلام

وإلى الإخوان المسلمين، وما يتعرضون له بسبب قيام مجلس الشورى الذي يسيطرون عليه ويرأسه صهر رئيس الجمهورية الدكتور أحمد فهمي، بعد أن أعاد تشكيل المجلس الأعلى للصحافة والمجلس القومي لحقوق الإنسان، وضم إلى المجلس الأعلى للصحافة نادر بكار المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي، الذي أعلن عدم قبوله المنصب بعد الهجوم الذي تعرض له وبعد ان قام بصلاة استخارة كما قال.
وكان مجلس الشورى قد قام قبلها بتعيين رؤساء جدد لمجالس إدارات المؤسسات الصحافية القومية، قال عنه يوم الأربعاء زميلنا وصديقنا ب'الأهرام' أحمد موسى أحد مديري تحريرها: 'تنازل مجلس الشورى برئاسة د. أحمد فهمي عن أبسط القواعد في اختيار أحد رؤساء مجالس الإدارات الذين تم تعيينهم بالأمس فلم يحترموا تاريخ مؤسسة دار الهلال وأبناءها فوضعوا فوق رؤوسهم زميلا يحاكم حاليا في قضية التمويل الأجنبي، لست ضد اختيار الزميل على الإطلاق في أي موقع من قبل، أما في هذه المرحلة فهو أمر يثير الريبة والشكوك فلم تصدر الجنايات حكماً بالبراءة حتى يتم تعيينه، وسوف يذهب الجلسات القادمة ليقف داخل القفص وهو ما ينتقص من موقعه فكيف يحاكم في الصباح ويذهب مساء ليدير وحدة من أعرق المؤسسات الصحافية المصرية ذات التاريخ والتي أسست في عام 1892 وبها نخبة هائلة من الصحافيين والكتاب فهذا لا يليق على الإطلاق بالمنصب وللدار المملوكة للشعب أو بالعاملين فيها، الزميل عمل مراسلا في جنوب افريقيا وعاد للقاهرة ليقوم بأعمال جليلة وخدمات أقل ما توصف انها وطنية بحكم علاقات وتربيطاته مع أطراف في الداخل والخارج وهو ما جعل اسمه يطرح بعد الثورة مرات عدة، لكن كانت قضية التمويل الأجنبي والاتهام الموجه إليه ومحاكمته أمام الجنايات أمراً كاشفاً لمجلس الشورى ولأجهزة الدولة والتي يبدو أنها تعمل وتكتب التقارير حسبما يطلب منها وكأن الدولة لم تتغير'.

اسرار اختيار رئيس تحرير صحيفة 'اليوم السابع'

أما زميلنا جمال سلطان رئيس تحرير 'المصريون' فكان غاضباً بشدة في نفس اليوم - الأربعاء - من تشكيل المجلس الأعلى للصحافة فقال: 'الرأي العام من حقه أن يعرف ما هي المعايير التي تم على أساسها اختيار الصحافي خالد صلاح رئيس تحرير صحيفة 'اليوم السابع' عضوا في المجلس الأعلى للصحافة من بين آلاف الصحافيين أو رؤساء الصحف الحزبية أو المستقلة على الرغم من الجدل الشهير حول تلك الصحيفة والقائمين عليها وهو حديث لا يخفى على الإخوان قادة وقواعد، أليس من حق الرأي العام أن يعرف أسباب اختيار 'خالد' وتفضيله على مئات او آلاف غيره من الصحافيين ورؤساء تحرير الصحف، أتصور أيضا ان اختيار الشاب 'نادر بكار' القيادي بحزب النور عضوا في المجلس وهو الذي لا صلة له بالصحافة من بابه، أيضا لم يكن من المناسب الزج بكل هذا العدد من الأسماء من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في تشكيل المجلس سواء كانوا زملاء صحافيين أو سياسيين، فالملاءمة في تلك الفترة المبكرة تقتضي الحذر والتعامل بحكمة وعدم إعطاء الانطباع بحضور شهوة الهيمنة على مؤسسات الدولة، كذلك عدد كبير من اعضاء المجلس الذين تم اختيارهم هم من المعادين لحرية الرأي والتعبير ومشهور عنهم مواقفهم وبعضهم متورطون في رفع قضايا ضد إعلاميين وصحافيين لسجنهم واسكاتهم، كما ان عددا منهم لا معنى لوجودهم سوى انهم اعضاء في جماعة الإخوان'.

احزان تشكيل المجلس الاعلى للصحافيين

وإلى جمال آخر - ولكنه مختلف عن جمال السابق، وهو زميلنا وصديقنا ب'الأخبار' والأديب الكبير جمال الغيطاني وقوله في اليوم التالي - الخميس - عن تشكيل المجلس وهو يتنهد بحسرة: 'المجلس السابق كان يضم أمينة شفيق وصلاح منتصر وصلاح عيسى ومكرم محمد أحمد وجلال عارف وفاروق جويدة والمفكر السيد يسن ومحمد سلماوي الى جانب رؤساء التحرير، وكان بينهم أساتذة في المهنة بحق تم إقصاء هؤلاء جميعاً ودخل البعض منهم، نادر بكار المتحدث السلفي خريج تجارة ولم يمارس الصحافة في حياته، الملاحظ أن نفس الأساليب القديمة استخدمت في الإقصاء والتعيين ولكن الإخونة هي الهدف في الوضع الجديد. أذكر انني في أول جلسة العام الماضي للمجلس الأعلى للصحافة جلست بجوار السيد يسن وعندما دخل الدكتور أحمد فهمي رئيس الشورى والأعلى للصحافة مال علي وسألني، من هذا؟ قلت انه رئيس المجلس، سألني يعني من هو؟
قلت إنه استاذ صيدلة وصهر الرئيس، عاد ليتطلع إليه مرة أخرى وطوى أوراقه خارجاً من القاعة'.

قرار صادر عن مجلس فاقد للشرعية

وفي نفس العدد كان رأي زميلنا وصديقنا ونقيب الصحافيين الاسبق جلال عارف عن تشكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان والمجلس الأعلى للصحافة هو: 'القرار صدر عن مجلس الشورى الفاقد للشرعية أصلاً والذي ينتظر الحكم بحله بعد أيام، التشكيل الجديد لحقوق الإنسان خلا من أسماء حافظ أبو سعيدة ومنى ذو الفقار وعمرو الشوبكي وعمرو حمزاوي وجورج اسحق، والتشكيل الجديد للمجلس الأعلى للصحافة يخلو من أسماء صلاح منتصر وصلاح عيسى وأمينة شفيق ووحيد عبدالمجيد وضياء رشوان ومحمد سلماوي وجمال الغيطاني وكلها كما ترى، اسماء تستحق الاستبعاد '!!' بعد أن تمسكت بالدفاع عن الحريات ورفضت منطق الهيمنة والاستحواذ و'الأخونة'، ولأن من أصدروا القرارات كانوا يريدون أن تكون الرسالة واضحة فقد تم في نفس اليوم تعيين عشرة محافظين جدد كان ثلاثة منهم من العسكريين لتولي المسؤولية في المحافظات الحدودية في هذه الظروف الصعبة، بينما كانت أغلبية الباقين من الأعضاء العاملين بجماعة الإخوان المسلمين، وسط هذا كله كان لا بد من لمسة كوميدية حتى ولو كانت من الكوميديا السوداء، وقد حدث ذلك في البرنامج الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب وكان يشاركه الدكتور ضياء رشوان حين اتصل الاثنان هاتفيا بوزير التنمية المحلية يسألانه عن المحافظين الجدد، فإذا بالرجل يقسم على الهواء أنه لا يعرف معظمهم بمن فيهم محافظ القاهرة وأنه لم يقابلهم ولا يعرف تخصصاتهم ولا خبراتهم'.

معارك الإسلاميين والظرفاء والهام شاهين

وإلى المعارك الناشبة بين الإسلاميين وخصومهم، وتجمعهم دائرة واحدة، هي الظرف، ومن ظرفاء الإسلاميين لواء الشرطة السابق عادل عفيفي رئيس حزب الأصالة السلفي، الذي قام يوم الاثنين قبل الماضي في 'المصريون' بمهاجمة الفنانة إلهام شاهين وغيرها من الفنانين والفنانات - لتصديهم للألفاظ الخادشة للحياء التي استخدمها زميله الداعية السلفي الشيخ عبدالله بدر عندما وصفها بأنها زانية، وسألها، كم رجلا اعتلاك، قال عفيفي وهو رجل يتمتع بقدر لا بأس به من خفة الظل والميل لاستخدام عبارات وتشبيهات فيها شبهة ميل لكل ما هو جميل ومثير، ويخفيها بالهجوم، قال يوم الاثنين في 'المصريون': 'يشترك التومرجي مع الطبيب الكبير في أن كلا منهما يرتدي بالطو أبيض وربما يستطيع التومرجي أن يعطي حقنة مثل الطبيب فهل يعني ذلك أن التومرجي 'مع احترامنا' قد أصبح طبيباً ويتحدث في الطب باسم الأطباء؟ هذا هو ما حدث ويحدث في مصر الآن، فقد شاهدنا الكثير من تومرجية الفن من فئة الحيزبون 'وهي المرأة سيئة الخلق يلحق بها من يشابهها من الذكور مع الاعتذار للغة العربية'.
وسمعناهم في القنوات سيئة السمعة يتحدثون باسم الفن والفنانين ويتباكون على الإبداع وما سيؤول إليه من مصير أسود بعد الثورة بسبب الإسلاميين أو بصراحة بسبب غلبة الوجوه الإسلامية على المجتمع وخاصة بعد انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية وهددوا، لبسوا ثوب الإبداع بالمقلوب وتحدثوا باسم المبدعين ويحاولون إلباس الناس العمة بأن ما يقدموه من أعمال إباحية هو الإبداع ويشاركهم في ذلك من هم على شاكلتهم من الإعلاميين والكتاب وتطاولوا على الشرفاء المخلصين الذين يذكرونهم بالحلال والحرام وضرورة الحفاظ على القيم الأخلاقية المنبثقة عن الشريعة الإسلامية'.

فترة حكم مولانا بتاع كفر مصيلحة!

أما زميلنا كاتب 'صوت الأمة' الساخر محمد الرفاعي فقال عنهم في العدد قبل الماضي: 'طوال ثلاثين عاما هي فترة حكم مولانا بتاع كفر مصيلحة كله أدب ومساحة، علشان كده إحنا اخترناه الى ما شاء الله على رأي المغنيين والطبالين والزمارين جواري العرش ونحن نطالب بإلغاء قانون الطوارىء لكن مولانا وسيدنا كان يصر على بقاء القانون من أجل مصلحة العرش وقلوظة عمة الرياسة على دماغ يا جمال يا حبيب الملايين حتى تصبح سوزان ملكة البرين والبحرين والشطين كمان، ويشارك السميع العليم ان تقوم ثورة 25 يناير ويخرج مولانا بتاع كفر مصيلحة الذي كان يلعب في قفانا من قصر الرياسة الى قفص الاتهام ليلعب في مناخيره ومعاه جميل جمال ملوش مثال وتصبح السيدة سوزان زوجة متهم وأم متهمين، يعني ممكن تأخذ لقب الأم المثالية للمجرمين وكان من أهم الأهداف التي قامت من أجلها الثورة، الحرية، وعندما صعد المشايخ الى السلطة التشريعية والتنفيذية وأعلنوا صراحة أن المحروقة اللي اسمها حرية بداية الكفر والزندقة فهي تدعو للقوضى ومحاولة الانقلاب على نظام الحكم ورفعوا شعار، رأي الجماعة صواب لا يحتمل الخطأ ورأي الآخرين خطأ لا يحتمل الصواب ومن تمطع وتنطع وأعلن انه حر يتم جلده بشباشب زنوبة على جتته في ميدان التحرير ويجوز للمشايخ أن يركبوه ركوب البغال والحمير، بدأت الناس تهتف على المقاهي وبينها وبين نفسها وفي أي ميدان على قد حاله، يا حرية فينك فينك، العمة بينا وبينك، حتى كانت الصدمة المروعة والكارثة التي ستدفعنا الى عصر المماليك الجراكسة وباعت دم الشهداء على الأرصفة، وعلى عربات الكارو وهي قانون الطوارىء الجديد الذي أعلن عنه المستشار أحمد مكي وزير العدل فلا أحد كان يتصور أن تصل بنا الثورة الى حيطة سد نخبط دماغنا فيها لحد ما نتكوم تكويمة البهايم لا مؤاخذة، الكارثة ان هذا القانون يأتي في ظل الظروف السياسية المرتبكة لزيدها ارتباكا ويدخلنا في معركة نحن في غنى عنها وعلى رأي الشاعر النحرير اللي يبيع كرشه في التحرير ليس بالثورة وحدها يحيا الإنسان ولكن بالثورة والعمة'.

من يدعون حسن الإسلام

وبسبب خوف وهلع زميلنا وصديقنا بمجلة 'روزاليوسف' عاصم حنفي من اصحاب العمائم واللحى، فانه رفع يديه للسماء يوم الأربعاء ودموعه تنهمر كالسيل من عينيه وجسده يرتجف وقال في 'المصري اليوم': 'يارب، ونحن في هذه الايام المفترجة، نتوجه إليك بالدعاء أن تنصر شعب مصر التي ذكرتها في كتابك الكريم وتزيح عنه الغمة التي حطت عليه، وقد تكاتف عليه من يدعون حسن الإسلام، أكثرهم بأبعد ما يكون عن الدين الحنيف، يا رب إن الدين يحرضنا على العمل والتقوى والزهد والسماحة والتجرد، والإخوة لا هم لهم سوى الاستحواذ والسيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها بغرض التحكم في المصائر والأرزاق، يارب انهم يدعون الرغبة في تطبيب الحدود والعودة لأيام السلف الصالح، والسلف الصالح يارب كان اكثر رحمة، والحدود لم تطبق أبدا في الدولة الإسلامية سوى في عهدي أبو بكر وعمر بن الخطاب، الذي أكد بصريح العبارة، انه لا يجوز تطبيق الحدود في بلاد الفقر والمجاعة، يارب، لقد تعرضنا نحن المصريين لأكبر عملية غش تجاري في التاريخ الحديث، عندما روجوا ان الاخوان يمثلون تيار الاعتدال في مواجهة التطرف السلفي، فإذا بالحكاية تطرف في تطرف، ولو تأملنا المسألة بتعقل وهدوء، فسوف نجد أن أحمد مثل الحاج أحمد، يارب أزح الغمة عنا وحقق الجلاء لشعب مصر وادحر العدوان الغاشم الذي نتعرض له، اللهم انصرنا على القوم الجاهلين، اللهم أزغ ابصارهم عنا فهم لا يبصرون، اللهم اكشف لنا خططهم ومؤامراتهم اجعلهم عصفاً مأكولا، اللهم اجعلهم أسرى لنا اللهم بث الفرقة بين صفوفهم فلا يتوحدون علينا، اللهم أجعل كبراءهم أذلة لنا، اللهم نكس راياتهم واجعل راياتنا الأعلى وكلمتنا الفيصل، اللهم شتت شملهم، اللهم فرق جمعهم، اللهم انت مولانا ونصيرنا فانصرنا على القوم الظالمين'. آمين، آمين، يارب العالمين، لكني لا استريح لمثل هذا الدعاء على الإخوان، لانني اتذكر انه قبل انتخابات نوفمبر سنة 2010 قام احمد عز رجل الأعمال وأمين تنظيم الحزب الوطني بجولات في المحافظات، وفي الأقصر، طلب من أعضاء الحزب أن يدعوا وراءه ضد الإخوان قائلا: - اللهم اجعل مقاعدهم في مجلس الشعب غنيمة لنا.
فقالوا وراءه، آمين، ثم ضحكوا، وكان ما كان لأحمد عز.

يا سفينة عدي بناسك بشويش

ثم نتحول الى ظريف آخر هو زميلنا ب'الأخبار' محمد أبو ذكرى الذي قال في نفس اليوم: 'يا سفينة عدي بناسك بشويش، لأحسن تغرق ما تعوم، دا الإخوان صبحوا القاضي والسجان، قاعدين فوق جنب السلطان، واحنا لسه في المخزن وشوية في البدروم، والدستور مستور لابس حشمة على مقاسهم، وهمنا بقى بالكوم، كل مراكب الدنيا ماشية لقدام، واحنا بنرجع مليون يوم، وفضا السما فتح ليهم دراعاته وملوا الأرض بهندسة وعلوم، واحنا ولا على بالنا والبطن تكركب م الجوع، ونقول يارب تدوم، ومشايخ يلعبوا في دماغنا على الشاشة وجوه أود النوم، ونازلين طالعين بفتاوى وكلام صادم صارخ مش مفهوم، والبهوات زودوا بهارات العفة بخفة، والمسطول بيقرمش دوم، وفضلوا يقولوا احنا مع محدودي الدخل ومهدود الحيل والمعدوم، صدقنا كلامهم وسلامهم يتقال بالليل، ونهارنا ضباب كله غيوم، لا علام نافع ولا شافع والصحة والستر بنفتش عنهم في أصغر كوم، والساقية أهي دارت بينا والأيام سودة علينا'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.