رويترز قالت كاثرين اشتون، مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبى، إنه يتعين على الحكومات الأوروبية ممارسة نفوذها ومهاراتها الهندسية بشكل أكثر كفاءة لمنع الصراعات بشأن إمدادات المياه التى يمكن أن تهدد الأمن العالمى. ولدى الاتحاد الأوروبى مصلحة إستراتيجية فى ضمان الاستقرار فى المناطق التى بها بعض من أكبر مشكلات المياه فى العالم ومن بينها شمال أفريقيا بعد ثورات الربيع العربى وآسيا الوسطى التى تملك احتياطيات مهمة من الطاقة. وقالت اشتون فى ردود خطية تم تسلمها فى ساعة متأخرة على أسئلة لرويترز،" إذا تمت إدارته بشكل جيد فإن النيل يملك إمكانية تحفيز التكامل الإقليمى والمساعدة فى تحقيق الازدهار والاستقرار لمنطقة واسعة. "وإذا أدير بشكل سىء فإن كل دول النيل يمكن أن تشعر بالعواقب السلبية فى اقتصادياتها وتنميتها الاجتماعية". وعلى امتداد نهر النيل يؤدى تزايد الطلب على المياه نتيجة النمو السكانى والاستثمارات الخارجية والتغير المناخى إلى وضع نظام الحكم الجديد فى مصر فى مواجهة مع دول المنبع مثل إثيوبيا ورواندا والتى تشعر بإحباط بسبب ما تعتبره نصيب القاهرة غير المتناسب من مياه النيل. وفى آسيا الوسطى وهى واحدة من أكثر مناطق العالم جفافاً، أدى سوء التخطيط الذى يعود للعهد السوفيتى إلى ترك دول تعتمد اعتماداً كبيراً على محاصيل تحتاج مياها كثيرة مثل القطن والحبوب مما أدى إلى توترات بشأن استخدام المياه وبناء السدود. وقال رئيس أوزبكستان إسلام كريموف، الجمعة الماضى، إن أى خلاف بشأن موارد المياه يخاطر بإثارة صراع عسكرى فى المنطقة السوفيتية السابقة. وقالت اشتون التى تستضيف اجتماعاً لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى فى قبرص، حيث نوقش أمن المياه إن الاتحاد سيعرض خبرته من أجل المساعدة فى تهدئة التوترات فى آسيا الوسطى. وأضافت أن" طلب آسيا الوسطى المتزايد على مورد محدود ومشترك يحمل المخاطر ولكن يحمل فرصا للتعاون فى المنطقة كلها وسنواصل جهودنا لمساعدة المنطقة فى هذه الاتجاه". وتشير توقعات الأممالمتحدة إلى أنه مع توقع زيادة عدد سكان العالم لأكثر من تسعة مليارات نسمة فى 2050 من سبعة مليارات نسمة حاليا، فإن من المتوقع أن يزيد الطلب على الغذاء بنسبة 70 فى المائة خلال الأربعة عقود المقبلة مما يضع ضغوطاً غير مسبوقة على موارد المياه. وقالت اشتون إن" من المرجح أن يؤثر نقص المياه وسوء نوعية المياه والجفاف والفيضانات على مناطق كثيرة.. خلال السنوات القليلة المقبلة وهذا يمكن أن يؤدى إلى عدم الاستقرار وعدم الأمن والذى يمكن أن يكون له تأثير مباشر على أوروبا". ويقول خبراء إن بإمكان الاتحاد الأوروبى أن يساعد الدول التى تفتقر إلى المياه فى شمال أفريقيا على تحسين إدارتها لاستخدام الماء مما يساعد فى معالجة الانتقادات بأن أوروبا لم ترد بشكل فعال على التحديات الناجمة عن الربيع العربى.