كشفت صحيفة (ميل أون صندي) اليوم الأحد، أن جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي 5) يمنع المتطرفين البريطانيين من السفر إلى سوريا للمشاركة في القتال، وسط مخاوف من امتلاكهم مهارات القتال بالأسلحة وصنع القنابل بعد عودتهم إلى المملكة المتحدة. وقالت الصحيفة إن جهاز (إم آي 5) والشرطة يستخدمان تشريعات مكافحة الإرهاب لمنع العشرات من المتطرفين، وبعضهم اعتنق الاسلام مؤخراً، من السفر إلى سوريا.
واضافت أن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا "يُنظر إليها على أنها معركة بين الجيش السوري الحر والنظام القمعي للرئيس بشار الأسد، غير أن الحكومات الغربية قلقة وعلى نحو متزايد من قيام جماعات جهادية متعاطفة مع تنظيم القاعدة باحتضان هذه المعركة".
واشارت الصحيفة إلى أن عدداً قليلاً من المسلمين البريطانيين تعرضوا للاعتقال والاستجواب من قبل أجهزة الأمن البريطانية بشأن خططهم الإنضمام إلى كتائب المتطرفين المشاركة في القتال مع المتمردين في سوريا.
ونسبت إلى مصدر أمني بريطاني قوله "هناك عدد متزايد من المسلمين البريطانيين يذهبون إلى سوريا وأصبح من الصعب رصدهم لأنهم يخفون وجهة سفرهم النهائية من خلال الذهاب إلى فرنسا أولاً والسفر جواً من هناك إلى تركيا والأردن".
واضاف المصدر "المشكلة هي أن هؤلاء سيجلبون الجهاد معهم حين يعودون إلى بريطانيا وبعضهم لديهم الإرادة لتنفيذ هجمات والقدرة على صنع قنابل واستخدام الأسلحة النارية، وهذا يشكل مصدر قلق يتطلب مراقبة وثيقة".
وقالت الصحيفة إن هناك ما يقرب من 100 مقاتل بريطاني في سوريا، ومن بينهم شبان من أصول باكستانية يحاربون في مقدمة الكتائب الأجنبية، ويسعى فريق من جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) مع محطة التنصت التابعة لجهاز أمن التنصت البريطاني المعروف باسم (مركز قيادة الاتصالات الحكومية) في قبرص لتتبع أماكن وجودهم.
وكانت صحيفة صندي تليغراف ذكرت الأحد الماضي، أن أجهزة الأمن البريطانية تفشل بوقف الجهاديين البريطانيين من التوجه إلى سوريا للمشاركة في القتال الدائر على أراضيها، بعد أن خلص تحقيق اجرته إلى "أن جماعات أصولية مشاركة في الحرب الأهلية في سوريا تقوم بتجنيد أعداد متزايدة من الشبان من بريطانيا ليست لديهم أية صلات سابقة بهذا البلد".
وقالت الصحيفة إن نواباً وقادة جاليات ونشطاء في مجال مكافحة التطرف عبّروا عن قلقهم العميق من أن جيلاً جديداً من الشبان البريطانيين يتعلمون التطرف في سوريا على غرار ما جرى في باكستان في العقد الماضي، إلا أن السلطات الأمنية البريطانية اتخذت اجراءات قليلة أو معدومة.
وكان النائب عن حزب العمال البريطاني المعارض خالد محمود حذّر الأسبوع الماضي من أن النزاع الدائر في سوريا يمكن أن يؤدي إلى انتشار أفكار التطرف بين أوساط الشبان المسلمين في بلاده، وظهور جيل جديد من الجهاديين في بريطانيا.
