فرح " نفسى فى شقة واتعلم كويس" وهيبة: "عايزة افتح مشروع اعيش منه انا وولادى" تحقيق - سمر جابر
فى مكان اشبة بالمساكن فى شارع الشيخ بالسيدة زينب امام المحكمة الجديدة فى منظرها الرائع الفخم الموحى بالثراء تجد امامها العشش والبيوت الغير ادمية وبجوارها المقابر فتجد هناك الدنيا الغير ادمية والاخرة فالمقابر اصبح وضعها طبيعى بجانب البيوت مرددين "المقابر شىء عادى " . وعدم ادمية البيت للمعيشة هى المشكلة فهناك" فرح "الطفلة البريئة ذات الملابس البسيطة والابتسامة التى لا تفارق وجهها واقفة على شباك البيت المهرول ذات الاحجار المتساقطة والدهانت المتناثرة بجوار والدتها تلك المراة البسيطة الراضية عن حالها رغم حال اسرتها الوضيع .
فالبيت صغير ومحتاج لترميم وبجوارهم المقاربر تعيش فية مع اربعة اسر اخرى وهى تعيش هى وبنتها وابنها وزوجتة فى حجرة واحدة مرددة "انا كنت بعيش فى اوضة تانية فى نفس الحى ولكن البيت هناك هيقع (ايل لسقوط) حاولنا نروح الحى والمحافظة مفيش استجابة (مفيش حد حاسس بينا ) فجيت عشت هنا مع ابنى " ادينا عايشين وخلاص!!!
فتلك المرأة التى يكلل وجهها البؤس والشقاء وهى تدعى "وهيبة " تبلغ من العمر 53 عاماً تفترش الأرض لتبيع السجائر التى تأخذها "شكك" من المحلات لتحصل على رزقها المقدر لها فى أخر اليوم وذلك بعد أن تركها زوجها وفلا يوجد لها معاش ، تنظر ورائها لتجد ذلك المنزل الذى يجاوره المقابر وهو فى حقيقة الأمر يشبه "العشة " فهى تسكن هى وأبنائها الخمسة فى غرفة واحدة من غرف ذلك المنزل المكون من خمسة غرف ليشاركها أربعة أسر أخرى ، أبنها الأكبرحاصل على دبلوم سياحة وفنادق متزوج ولديه طفل ويعمل "سايس سيارات" ويعيش معها فى تلك الغرفة أيضاً ، أمله الوحيد فى الحياة أن توفر له الدولة شقة صغيرة تأويه هو وأسرته ويقول " أدينا عايشين وخلاص "
نفسى اجهز بنتى
وتروى وهيبة قصة أبنتها الكبرى التى تركت منزلها غاضبة باحثة عن لقمة العيش طوال النهار لتأتى أخر الليل للغرفة نفسها " المأوى الوحيد لتلك الأسرة " ، وتسرح وهيبة بعيداً حالمة بأن تجهز إبنتها الأخرى كأى أم ولكن من أين المال ؟ .. فى نظرة راضية من وجهها قائلة "عايزة استر بنتى واجوزها من راجل كويس وتعيش فى منطقة كويسة عشان ولادها ما يعشوش زيها بس فلوس الجهاز كتير ومفيش دخل ثابت لينا" احنا لو كلنا بملح هنشبع
نظرت وهيبة لإبنتها الصغيرة "فرح "التى من المفترض أنها فى الصف الثانى الإبتدائى ولكنها تركت المدرسة فمن أين المصاريف ؟! ومن أين الكتب والدروس ؟! ، فرح ذات الوجهة الطفولى البرىء تريد أن تذهب للمدرسة وتريد أن تعيش فى شقة لها ولأسرتها وحدهم .. فتنظر لأمها قائلة " إنتى معيشانا فى أرافة ليه ؟! "أحنا لو كلنا عيش بملح هنشبع " .
ينظرو لنا نظرة دونية وتؤكد وهيبة هى واسرتها ان الثورة لم تحقق شيئا فمن وجة نظرهم أنها عملت على تخريب البلد وأن الكلام الذى يدعى أنها من أجل الفقراء كله كذب ورياء .. فجميع من حولهم ينظرون إليهم نظرة دونية وكأنهم ليسوا بشر مثلهم ، وأحياناً يعطون لهم الصدقات بالسب والشتائم .. التجاهل يحولهم لقنابل موقوتة ويقول ابنها "فى شباب كتير هنا نفسهم يتعلموا ويكونوا حاجة كويسة فى البلد ولكن ظروفهم منعاهم وكمان المنطقة عشوائية والناس فقرة ". وتابع "ان عدم اهتمام الدولة بالبسطاء وتسميتهم عشوائيين ممكن يحولهم لمجرمين وقنابل موقوتة فى المجتمع فانت "بتقول عشوائى مجرم جاهل"ومش عارف ظروفة اية ومفيش حد بيسمعهم ويوقف جانبهم ويوفر لهم ابسط انواع المعيشة (شقة مناسبة ومكان ادمى ) ويضيف "انا قدمت على شقة انا واخواتى فى وزارة الاسكان من زمان ومفيش اى تجاوب ولا بيسالوا عنا "ما لو حد عايش عشتنا كانوا حاسوا بينا " .
نفسى افتح مشروع صغير وهيبة وأسرتها يتمنون من الرئيس أن يكون عطوف بهم وأن يوفر لهم مشروع صغير بتمويل محل لهم يعيشون منة بدخل ثابت يساعدهم على النهوض بأنفسهم حتى لا تمتد أيديهم لطلب صدقة أو الحصول على لقمة عيش "حرام " .