مرض السكر ينتج عن خلل بهرمون الأنسولين والذى وظيفته إدخال مادة الجلوكوز وهى (سكريات أحادية) إلى خلايا الجسم وذلك لتدخل فى دورة حرق لتمد الجسم كاملا بالطاقة المسئولة عن الوظائف الحية للإنسان مثل التنفس وانقباض عضلة القلب وغيرها و ويوضح ذلك دكتور إيهاب سعد أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة القاهرة، قائلا يؤدى كل ذلك إلى ارتفاع مزمن فى نسبة الجلوكوز بالدم ونزوله بالبول ويحدث ذلك أضرارا كبيرة بالجسم ككل، خاصة الدورة الدموية الدقيقة والمتمثلة فى الأوردة والشرايين والشعيرات الدموية الدقيقة والتى تغذى شبكات العين والأعصاب الطرفية للجسم والكلى ومن المهم الفحص الدورى لشبكات العين عند الطبيب المتخصص لكونها المكان الوحيد بالجسم الذى يرى فيه الطبيب الأوعية الدموية بالعين المجردة ويعرف التأثيرات السلبية لارتفاع سكر الدم على العين والجفن ككل وقد يؤدى عدم الانتظام فى ضبط الجلوكوز بالدم والإهمال فى العلاج إلى نوعين من التغيرات بالدورة الدموية أولهما ضعف فى جدار الأوعية الدموية الدقيقة يؤدى لخروج مكونات الدم ومنها الدهون وكرات الدم الحمرا إلى الأنسجة وزيادة نسبة الدهون بها وثانيهما انسداد الأوعية الدموية الدقيقة وينتج عنهم ضعف شديد بالإبصار وحدوث النزيف وتغيرات شبكية طرفية تؤدى إلى حدوث تليفات وانفصال شبكى كامل. ويتمثل العلاج التقليدى لارتشاحات الشبكية المركزية الناتجة عن السكر فى العلاج بالليزر لتخفيف كثافة الارتشاحات المركزية والمحاولة فى الحفاظ على الإبصار وفى السنوات الأخيرة ظهرت علاجات مستحدثة أهمها حقن مواد علاجية داخل العين وكان منها أحدى مشتقات الكورتيزون طويل المفعول والذى أدى إلى تحسن النظر وتقليل الارتشاحات المركزية فى الشبكية مع حدوث بعض المضاعفات على العين مثل ارتفاع ضغط العين (الجلوكوما) أو تكون مياه بيضاء الذى كان يحدث فيما يقرب من ثلث الحالات المعالجة بهذه الطريقة وقد اعتمد حديثا بعد إجراء دراسة على ما يقرب من 800 مريض عولج نصفهم بدواء (lucentis) بجرعات 3من 10 ملى جرام فى الحقنة الواحدة مما أدى إلى تحسن ملحوظ فى ارتشاحات الشبكية السكرية المركزية وكذلك تحسن ملحوظ فى النظر وتقليل الاعتماد على الليزر فى علاج الشبكية مقارنة بمن أخذ حقن لا تحتوى على المادة الفعالة للدواء وكانت نسبة التحسن من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف ممن أخذوا المادة الفعالة فى الحقن وقد اعتمد حديثا العلاج بمادة (lucentis) وقد وافقت وزارة الصحة المصرية عليه كعلاج فعال للارتشاحات الخاصة بالشبكية السكرية المركزية لذا سينعم مرضى السكر المصريون من فاعلية وكفاءة هذا الدواء فى علاج مضاعفات السكر على مركز الإبصار. والجدير بالذكر يستوجب على مريض السكر ضبط السكر بالدم إلى المعدلات الطبيعية طول فترة حياته (السكر بعد الأكل بساعتين فى حدود 200ملى جرام فى المائة وذلك لتجنب المضاعفات الخطيرة للسكر على العين والجسم ككل ويتأتى ذلك للحفاظ على التوازن بين الطعام والشراب والانتظام فى العلاج مع المتابعة وكذلك التقليل من عوامل التوتر والانفعالات اليومية قدر الإمكان.
