حرص العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على جلوس الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى جانبه لدى استقبال قادة الدول المشاركة في القمة الاسلامية، ما اعتبره مراقبون بادرة حسن النية والتفاتة تصالحية قبل أن تقرر منظمة التعاون الاسلامي تعليق عضوية سوريا. وكان الاجتماع الوزاري التمهيدي وافق على تعليق عضوية سوريا بسبب حملة البطش التي يواصلها نظام الرئيس بشار الأسد ضد المعارضة. وتوقع معلقون أن يُقَر الأربعاء تعليق عضوية سوريا الذي يتطلب موافقة ثلثي الدول الأعضاء ولكنه يلقى معارضة شديدة من إيران.
وتتخذ السعودية وإيران بوصفهما لاعبين كبيرين في الشرق الأوسط مواقف متعارضة من جملة قضايا اقليمية بينها الأزمة السورية. وتتفق تركيا، اللاعب الكبير الآخر، مع السعودية على دعم المعارضة والدعوة الى انتقال سياسي في سوريا.
وبمبادرة العاهل السعودي الى إعطاء الرئيس الإيراني مثل هذا الموقع المرموق في القمة الاسلامية، وبث ذلك على قنوات تلفزيونية بينها التلفزيون السعودي، يكون الملك عبد الله أقدم على التفاتة وصفها محللون بالمهمة. وقال المحلل السعودي عبد الله الشمري "إنها رسالة الى الشعب الإيراني والى الشعب السعودي، على ما افترض، بأننا مسلمون وعلينا أن نعمل معًا وننسى خلافاتنا".
وكان أحمدي نجاد جلس على يسار العاهل السعودي بلباسه العربي التقليدي فيما ارتدى الرئيس الإيراني بدلة داكنة بلا ربطة عنق على عادة المسؤولين الإيرانيين. وعرضت قنوات تلفزيونية الملك والرئيس يتبادلان اطراف الحديث ويضحكان احيانًا.
ومع وصول كل زعيم، بمن فيهم رؤساء دول كبيرة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا كان العاهل السعودي ينهض لتحيته ثم يتبعه الرئيس الإيراني في التحية. وجلس امير قطر، الذي يدعم المعارضة السورية على غرار المملكة، على الجانب الآخر من الملك عبد الله.
وكان محللون تكهنوا بأن القمة الاسلامية الاستثنائية في جدة يمكن أن تشهد مواجهة بين إيران وما سموه دولاً سنية بقيادة السعودية بسبب دعم طهران للرئيس بشار الأسد في حملته لقمع الانتفاضة المستمرة ضد نظامه منذ 17 شهرًا.
ونقلت وكالة رويترز عن استاذ العلوم السياسية السعودي خالد الدخيل قوله: "اعتقد أن الملك عبد الله يحاول أن يبلغ أحمدي نجاد بأنه اياً كان ما تريده السعودية في ما يتعلق بسوريا فإنه لن يكون موجهاً ضد إيران".