أصبح شهر رمضان موسم عمل للمتسولين والشحاتين الذين يملئون الشوارع مع إختلاف أساليب الشحاتة التي يمارسونها، وإستغلال الشهر الكريم في الشحاته، حيث رصدنا من الشوارع والميادين أنواع الشحاتين وأساليبهم في الشحاتة وتطوراتهم مع مرور السنين حيث أن هناك داسات تقول أن الشحاتة مدارس. قال "كمال عوض" أستاذ علم الاجتماع أن الشحاتة اسلوب لكل عاطل متسول وكل من ليس له مهنة يستطيع من خلال هذا الاسلوب ان يعيش ملكا دون جهد أو تعب.
كما أكد "عوض" أن تلك الشحاتة هى من أثر الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلد، وإرتفاع نسبة البطالة ولكن ليس تبريراً علي ماوصل به حال مصر من الشحاتة وإستغلال هؤلاء المتسولين الموقف وتشويه صورة مصر بالخارج، وأصبحت ظاهرة تشمئز منها العيون والقلوب والفكر.
فيما قال بعض المواطنون أن ظاهرة الشحاتة لابد أن يكون هناك قوانين تحكمها، ومن يخرج عن ذلك القانون لابد أن يعاقب حتي نقلل من ذلك الظاهرة التي أصبحت سمة من سمات الشارع المصري.
حيث أصبحت كل مجموعة مسئولة عن شارع معين، وتقتسم تلك المجموعة مع زميلاتها ما تم جنية طوال اليوم ولاعجب كلما ترددت إلى الشارع نفسه لاحظت نفس الوجوه !!
هؤلاء الشريحة الكبيرة يزدادون يوما بعد أخر زيادة لايمكن السيطرة عليها أصبحت اليوم ارقي شوارع مصر لاتخلو منهم، ولا عجب فدخل الطفل منهم اكبر من دخل الموظف الحكومي!!
في ظل هذه المحنة المأساوية تظلم فئة أخرى هناك منها من يعيش اليوم ولم يرتوي جوعه. حتى التوسل لم يعد حكرا كما سمعت فقد اشتركت فئة خليجية في هذه المهنة وعلى ارض مصرفي لقمة عيش الغلابة لصرفها في النوادي الليلية! أفضل طريقة لتصبح شحاتاً محترفاً يعتقد البعض أن مهنة الشحاتة مهنة من لا مهنة له..
إلا أن للشحاتة أصول وقواعد ،فالشحاتة لم تعد السبيل الوحيد لمن لا مهنة له بل أصبحت في حد ذاتها مهنة يصل بعض ممارسيها لدرجة الاحتراف..
حيث أن أنواع الشحاتين يختلف باختلاف درجة احترافهم وتمرسهم.. فهناك الشحات المبتدئ والنص نص، وهناك الشحات الحاصل على الماجستير والدكتوراه في هذه المهنة، فمنهم الشحات "موديل قديم" و هو الشحات المبتدئ الغير محترف، وهذا الشحات يلتزم بالتقاليد القديمة الخاصة بمهنة الشحاتة، وهي المدرسة الكلاسيكية في الشحاتة هذا الشحات يرتدي ملابس مهلهلة وقد نبت ذقنه ونما شعره كي يريك كم هو بائس.. ويكتفي هذا الشحات بترديد بعض العبارات على غرار: - لله يا بيه – إلهي تترد لك في عافيتك – إلهي ما يحوجك لحد! و هي دعوات – كما لاحظت – تتمنى تحقيقها للأسف.. فتضطر لدفع ما فيه القسمة والنصيب – كما يقولون – كي تحظى بهذه المغريات التي قدمها لك.
أما الشحات الرومانسي فهو يتشابه في الشكل مع الشحات من النوع السابق .. إلا أنه أكثر إحترافا وإكتسب بعض المهارات والتقنيات العلمية الجديدة بمرور الوقت.. هذا الشحات يأتي في الوقت الذي لا ينبغي له أن يتواجد فيه مثال الأماكن التي يتجمع بها الأحبة .. في هذه اللحظات الرومانسية حيث تكون أكثر تسامحا وحباً للحياة.
وهناك نوع أخر وهو الشحات الاستثماري الذي يفكر به.. شايف التجارة؟ الشحات الزومبي! هذا النوع من الشحاتين يتواجد بكثرة أمام بعض المستشفيات الحكومية.. تجد رجلا واقفا وقد أرهقه مرض ما لا تدري ما هو.. يكشف صدره – مثلا – بصورة مبالغ فيها كي ترى الصفح الجلدي والحبوب الذي ملأته.. يقترب منك بمشية مترنحة تشبه مشية الزومبي – الموتى الأحياء – في أفلام الرعب القديمة.