ريهام يوسف - مروة عمار كشفت دراسة بجامعة الأزهر أن عدد المواطنين الذين يقبلون على موائد الرحمن في مصر من عام 2008 يبلغ عددهم 4 ملايين مواطن تقريبًا منهم على الأقل 3 ملايين من أطفال الشوارع يقوم بخدمتهم 20 ألف فرد، وأرجعت الدراسة السبب في ذلك أن الأكل بدون مقابل في موائد الرحمن بالنسبة للأطفال الأمر الذي يؤدي إلى المقتدرين والمحتاجين،
في حين ان النسبة اختلفت من عام الي عام أخر، حيث تقل نسبة المواطنين من 500 الي 300 فرد خلال عام 2009 و2010 في حين ان عام 2012 كشفت دراسة احصائية من المركز الاحصائي لمكافحة الجوع ان عدد اللائجين تزايد بشكل كبير هذا وقد كان تأثيرا من الحالة الاقتصادية التي مر بها الشعب خلال عام ونصف تقريبا ولكن أوضحت البحوث الاحصائية أن انتشرت اساليب جديدة لأفطار الصائمين غير موائد الرحمن وهو توزيع الفطار علي المحتاجين في منازلهم،
هذا وقد كشفت الدراسات أن موائد الرحمن تعوض أطفال الشوارع الذين فقدوا لمة العائلة وحضن الأسرة الدافئ ولم يبقَ لهم إلا لمة الموائد في رمضان وما تقدمه لهم الأيادي الرحيمه مما يسد جوعهم ويعوضهم أيام الفقر والحرمان في غير رمضان. في البداية قابلنا محمد همام - 11 عامًا- قال إنه لم يكمل تعليمه لأن التعليمَ على حد قوله “مش جايب همه”؛ فبعد وفاةِ والدته وزواج أبيه ترك البيت وبدأ رحلة الشارع التي وصفها بالأكثر حرية بالرغم من صعوبتها. وأضاف أن مائدة الرحمن في رمضان هي التي تجعله ينتظر هذا الشهر من العام للعام مما بها من طعامٍ لا يأكله إلا نادرًا فوجبة الفراخ والأرز والطبيخ لا يأكلها إلا في مناسبةٍ كهذه، وأنه لا يمكن أن يتخيل رمضان بغيرها.
وأشار أنه لا يصوم فوالده لم يكلمه عن فائدة الصوم وزوجة أبيه لم تعطه الفرصة لكي يعرف معنى الصيام، كما أنه كان يتمنى أن يقضي رمضان في بيته مع أبيه وأمه، ولكن وفاة الأم وزواج الأب جعلها “مش فارقة معاه”.
أحمد زهران- 13 عامًا- أوضح أنه ينتظر رمضان من كل عام حتى يتلذذ بموائد الرحمن وما تحويه من أطعمة لا يكلفه أكلها إلا مشوار الذهاب فقط إلى المائدة. وأن هذا لا يأكله في الأيام العادية إلا إذا عطف عليه أحد وأعطاه ساندويتش لحمة، ويقول إن أكله في الظروف العادية لا يتعدى كسرة خبز ملقاة بجانبِ الطريق؛ ولذلك تُنقذه موائد الرحمن من هذه العيشة. وأضاف أن لمه العائلة لا تفرق معه فهو يترك إخوانه يأكلون فولاً وطعميةً مع أسرته ليأكل في المائدة، فالمهم هو اللحم والأكل الأفضل، وعند سؤاله هل يمكن أن تتخيل رمضان من غير مائدة رحمن؟ أجاب بالنفي وقال: لا يمكن رمضان من غير مائدة لا يكون رمضانَ. تعوضني حضن الأسرة في المقابل
كما أوضحت إحدي السيدات الدائمة علي الافطار بموائد الرحمن أنها توفر تكلفه أية أموال، مشيره أنها تريد توفير أكبر قدرٍ من المال قبل العيد،وأكد أنه ليس بيديها، فالظروف أقوى من العاطفة
. كما أشار بعض المواطنين ان الحكومة لم تقدم لهم إلا اللافتات، و ترى الدكتورة حنان سالم- أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس- أن الحكومة رفعت شعار ليس في الإمكان أبدع مما كان، وتطالب أهل الخير بأن يقيموا مثل هذه الموائد في غير رمضان تزكيةً للمال.. وحول دور وزارة التضامن الاجتماعي أكدت أن الوزارة ستقول إنني قمت بإنشاء جمعيات مع العلم أن أكبر جمعية منها تحوي أكثر من 300شخص .. فأين الباقون والذين وصل عددهم في محافظة القاهرة فقط إلى 3 ملايين طفل؟!وتشدد على أن يكون للمسئولين دور في عملية التكافل الاجتماعي وأن يكون للرأسمالية الوطنية دور في احتواء هؤلاء الأطفال، كما طالبت بتحسين دخل أُسر هؤلاء الأطفال، مؤكدةً أن ذلك هو لب المشكلة التي دائمًا ما تتجاهلها حكوماتنا الرشيدة حتى يحموا أطفالهم من المصير المجهول في الشارع الذي سيكون مرجعيتهم فيما بعد يحدد سلوكياتهم ويؤثر في تكوين شخصياتهم.