طلبت الهند الثلاثاء من الامارات العربية المتحدة التحقيق في مقتل صياد هندي بنيران سفينة حربية اميركية قبالة سواحل دبي، في قضية تاتي بعد حادث مماثل اثار توترا دبلوماسيا حادا. وفتحت سفينة التموين "يو اس ان اس راباهانوك" نيران رشاشاتها الثقيلة على زورق سريع مزود بمحرك بدا وكانه يشكل تهديدا بمحاذاة سواحل دبي، ما ادى الى مقتل صياد هندي واصابة ثلاثة اخرين بجروح خطيرة.
واعلنت القيادة الخامسة للاسطول الاميركية من مقرها في البحرين ان الزورق لم يرد على التحذيرات وكان "يقترب بسرعة" من السفينة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الهندية سياد اكبر الدين ان "سفير الهند في ابوظبي طلب من السلطات الاماراتية التحقيق في ملابسات الحادث المأساوي".
وتابع ان سفارة الهند في واشنطن "على تواصل مع الحكومة الاميركية بشان الحادث في الخليج وتلقت تاكيدا على اجراء تحقيق كامل".
واكد ان سفيرة الولاياتالمتحدة في نيودلهي نانسي باول عبرت عن "اسفها لسقوط خسائر بشرية".
وفي ابوظبي اعلن طارق أحمد الهيدان مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية ان "حادث اطلاق نار وقع على مقربة من مدخل ميناء جبل علي في إمارة دبي مساء اليوم" الاثنين.
واضاف ان "سفينة تموين عسكرية اميركية قامت باطلاق النار على قارب صيد ما ادى الى مقتل أحد الصيادين من الجنسية الهندية وإصابة ثلاثة من الجنسية الهندية في حالة خطيرة".
واضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة انباء الامارات ان "السلطات المختصة بدولة الإمارات تقوم بالتحقيق في الحادث".
واوضح اقارب لاحد الصيادين الذين اصيبوا بجروح واصله من ولاية تاميل نادو (جنوب) انه توجه الى دبي قبل عشرة اشهر تقريبا.
وقالت والدة الصياد الذي عرف عنه باسم مونياراج واصيب في "ساقيه" في نداء عبر تلفزيون محلي "اطالب الحكومتين المحلية والفدرالية بانقاذهم. اعيدوهم واعتنوا بهم".
واصدرت السفارة الاميركية في نيودلهي بيانا قدمت فيه "تعازيها لعائلات طاقم" الزورق مشيرة الى انه "لم يستجب للتحذيرات وكان يقترب بسرعة من السفينة الاميركية".
واعلن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية طلب عدم الكشف عن هويته "منذ العام 2000 نتابع باهتمام كبير الزوارق الصغيرة"، موضحا ان الاجراءات تشمل تحذيرا واطلاق صفارات ضد اي قارب يمكن ان يشكل تهديدا.
وقالت قيادة الاسطول الخامس ان بحارة سفينة راباهانوك احترموا الاجراءات، موضحا انهم "استخدموا سلسلة من التحذيرات المعروفة وغير القاتلة لتنبيه الزورق قبل لجوئهم الى القوة".
واكدت ايران مجددا الثلاثاء ان الوجود العسكري في الخليج يشكل "مصدر عدم استقرار".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنبارست "حين تقول الجمهورية الاسلامية الايرانية ان وجود قوات اجنبية يشكل مصدر عدم استقرار، فان هذا الحادث يشكل خير مثال".
واضاف "ننصح هذه القوات بتجنب الاعمال الاستفزازية (...) ونامل في الا تحصل مثل هذه الحوادث مجددا".
وفي 12 تشرين الاول/اكتوبر، صدم زورق محشو بالمتفجرات المدمرة الاميركية كول بينما كانت راسية في مرفا عدن في اليمن. وادى الهجوم الى مقتل 17 بحارا اميركيا واصابة اربعين اخرين بجروح.
وتبنى الاعتداء تنظيم القاعدة.
وهذا هو الحادث الثاني في غضون اشهر الذي يشمل صيادين هنود.
ففي شباط/فبراير قتل جنديان من البحرية الايطالية كانا يقومان بحراسة ناقلة نفط من هجمات قراصنة في المحيط الهندي صيادين هنديين بعدما اعتقدا خطا انهما من القراصنة، وذلك قبالة سواحل كيرالا (جنوب الهند).
وشددت البحرية الايطالية على الموقف "العدائي الواضح" لزورق الصيد، واكدت انه لم يستجب لنداءات التحذير.
ووجهت الشرطة الهندية الاتهام الى البحارين الايطاليين في ايار/مايو، وذلك بعد خلاف دبلوماسي مع روما. واعتبرت ايطاليا ان الحادث وقع في المياه الدولية وبالتالي خارج عن نطاق صلاحية القضاء الهندي.
واثر الحادث، اعرب الاتحاد الاوروبي عن امله في التفاض مع شركائه الدوليين لتسوية الوضع القانوني لافراد الحراسة الخاصة والمسلحة والمنتشرين على متن السفن لحمايتها من هجمات القراصنة.
