أظهرت نتائج جزئية صدرت، مساء أمس الإثنين، لانتخابات المؤتمر الوطني الليبي، تقدم تكتل حزبي يقوده محمود جبريل، رئيس وزراء ليبيا، وقت الانتفاضة، فيما يعكس أن أداء الأحزاب الإسلامية جاء أضعف من المتوقع. وإذا تأكد هذا الاتجاه، فإنه يميز ليبيا عن غيرها من دول الربيع العربي مثل مصر وتونس، حيث أبلى الإسلاميون بلاءً حسنًا في الانتخابات رغم أن جبريل يصرُّ على أن تحالفه متعدد الأحزاب ليس علمانياً أو ليبرالياً وأن الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية أحد مبادئه الرئيسة.
وهذه أول انتخابات وطنية حرة في ليبيا منذ ستة عقود وتأتي كمرحلة فارقة بعد 42 عاماً من حكم الديكتاتور الراحل معمر القذافي، وقال مراقبون دوليون إن الانتخابات سارت بشكل جيد رغم حوادث العنف التي قتل فيها ما لا يقل عن شخصين.
ويتجه تحالف القوى الوطنية الذي يتزعمه جبريل لتحقيق فوز ساحق في منطقة جنزور بطرابلس ومدن زليتن ومسلاتة وترهونة والخمس في المنطقة الغربية بأكثر من ثلاثة أرباع الأصوات في تلك المناطق، وفي مصراتة ثالث أكبر مدينة ليبية كان تكتل الاتحاد من أجل الوطن بقيادة خصم للقذافي منذ زمن بعيد في طريقه للفوز.
ولم يحقق حزب العدالة والبناء، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، ولا جماعة الوطن الإسلامية، التي يتزعمها قائد سابق لمقاتلي المعارضة أداءً جيدًا في النتائج الجزئية.
وجبريل، الذي تلقى تعليمه في الولاياتالمتحدة ويجيد التحدث بالإنجليزية بطلاقة، ويألف العواصمالغربية، إذ أجرى معظم المهام الدبلوماسية للمعارضة العام الماضي، من المرجح أن يكون مقبولاً للحلفاء من حلف شمال الأطلسي والذين دعموا الانتفاضة للإطاحة بالقذافي.
وهناك تكهنات بأن جبريل الذي لن يكون هو نفسه في المؤتمر الوطني قد يسعى إلى دور أكبر لنفسه - وربما حتى كرئيس إذا تم وضع مثل هذا المنصب في دستور ليبي جديد يُصاغ العام المقبل، لكن جبريل نفى هذه التكهنات وعرض إجراء محادثات مع جميع الأحزاب، التي تزيد على 150 في ليبيا لإقامة ائتلاف كبير.