نشرت صحيفة التليجراف خبراً أوردت فيه أن باكستان أعلنت أنها ستنهي الحصار على طرق إمدادات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، بعد أن اعتذرت الولاياتالمتحدة أخيراً بشأن الهجوم الخاطئ الذي أسفر عن مقتل 24 جنديًا باكستانيًا. وقد أغلقت الحكومة خطوط الإمدادات في نوفمبر من العام الماضي رداً على الغارة التي شنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي قابلها غضبًا في الطرف الباكستاني، مما اضطر الحلفاء الغربيين إلى شحن الإمدادات عبر شمال أفغانستان.
وصرحت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، أنها تم تبليغها بقرار الحكومة الباكستانية عبر مكالمة هاتفية مع نظيرتها الباكستانية حنا رباني خار. وقالت كلينتون في تصريح لها إن "وزيرة الخارجية الباكستانية خار أبلغتني بأن خطوط الإمدادات البرية إلى أفغانستان تم فتحها". وأضافت "ستواصل باكستان عدم فرض أي رسوم على العبور عبر أراضيها في أكبر خدمة للسلام والأمن في أفغانستان والمنطقة". وفي أقوى تعبير للولايات المتحدة عن أسفها منذ هجمات نوفمبر، ذكرت كلينتون إنها "اعترفت بالأخطاء" التي ارتكبتها قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما "نأسف للخسائر التي تكبدها الجيش الباكستاني".
وذكر راجا برفيز أشرف، رئيس الوزراء الباكستاني الجديد، في وقت سابق من هذا اليوم أن هذا الحصار شكَّل عبئًا إضافيًا إلى العلاقة المتعثرة أساسًا مع الولاياتالمتحدة. واستطرد قائلاً "إن الإغلاق المستمر لخطوط الإمدادات لا يؤثر فقط على علاقتنا بالولاياتالمتحدة، ولكنه يؤثر أيضًا على علاقاتنا مع الدول الأعضاء ال 49 الآخرين في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
وخلال الشهر الماضي، أعلن ليون بانيتا، وزير الدفاع الأمريكي، أن الحصار كان يكلف الجيش الأمريكي مبلغًا إضافيًا مقداره 100 مليون دولار شهريًا لإرسال الإمدادات إلى أفغانستان.
وقال الجنرال جون ألين، قائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) المتواجدة في أفغانستان، إن إعادة فتح خطوط الإمدادات كان "دليلاً على رغبة باكستان في المساعدة في تأمين مستقبل أكثر إشراقا لكل من أفغانستان والمنطقة ككل". وقد سافر الجنرال ألين للقاء القادة العسكريين الباكستانيين عدة مرات خلال الأسابيع الأخيرة في محاولة لكسر الجمود. وأضاف: "إن هذه المحادثات المستمرة تؤكد على أهمية العمل معًا للتصدي للتحديات التي تواجه بلادنا في الأيام والشهور والسنوات المقبلة. وأتطلع إلى توفر فرص مستقبلية للعمل معًا نحو تحقيق أهدافنا المشتركة، من خلال اتخاذ إجراءات منسقَة ضد الإرهابيين".
ومن جانبه، تعهد قادة مجلس الدفاع عن باكستان، تحالف وطني متشدد للجماعات الدينية والمذهبية والسياسية، على الفور بتعطيل طرق الإمدادات من خلال المظاهرات السلمية والعصيان المدني. ومع ذلك، كانت معظم الأحزاب الرئيسية في البلاد تؤيد إعادة فتح خطوط إمدادات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولكنها كانت تخجل من الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بوجه عام خوفًا من إثارة رد فعل عنيف.