ذكرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية أن مراقبا بالبعثة التى أرسلتها جامعة الدول العربية إلى سوريا للتأكد من تنفيذ خطة الخروج من الأزمة ، غادر البلاد معتبرا أنه لم يتمكن من منع "مشاهد الرعب" ومتهما النظام السورى بجعل المراقبين متواطئين مع قمع المظاهرات المناهضة للرئيس بشار الأسد. وفى مقابلة تمت فى مقر قناة الجزيرة فى قطر، قال المراقب الجزائرى أنور مالك : "أنسحب لأننى أجد نفسى أخدم النظام". وأضاف : "كيف كنت أخدم النظام؟ كنت أعطى النظام فرصة أكبر لمواصلة المذابح ولم أكن أستطيع فعل أى شئ لأمنعه". وقال مالك ، الذى لا يزال يرتدى السترة الصفراء الخاصة بالمراقبين : "لم يسحبوا دباباتهم من الشوارع ، فقد قاموا فقط بإخفائها ثم أعادوا نشرها بعد رحيلنا".
كما أشار إلى أن "القناصة فى كل مكان ويطلقون النار على المدنيين. يسجن الناس ويتم تعذيب السجناء ولم يتم الإفراج عن أحد. فالأشخاص الذين من المفترض أن يكونوا قد أفرج عنهم وظهروا على شاشة التليفزيون هم فى الواقع أشخاص أخذوا عشوائيا من الشوارع".
وعند سؤاله حول أسباب مغادرته ، قال مالك : "أهم ما فى الأمر هو التمتع بحس إنسانى. فقد قضيت أكثر من خمسة عشر يوما فى حمص (...) رأيت مشاهد رعب وجثث محترقة (...) ولا أستطيع أن أنحى إنسانيتى جانبا فى مثل هذه المواقف". كما انتقد مالك رئيس بعثة الجامعة العربية ، العقيد السودانى محمد الدابى ، والذى أثار اختياره انتقادات عنيفة من قبل نشطاء حقوق الإنسان معتبرا أنه لم يكن الشخص المناسب نظرا لدوره فى الصراع فى دارفور.
وقال مالك : "يرغب رئيس البعثة فى إيجاد حل وسط حتى لا يغضب السلطات السورية أو أى فريق آخر". وكان مالك قد كتب تصريحات تنتقد البعثة على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" بينما كان فى موقع الأحداث.