تتخبط اسبانيا بازمة اقتصادية الا ان المتاحف الثلاثة الرئيسية في مدريد وهي برادو ورينا صوفيا وتايسن-بورنيميتزا استقبلت عددا قياسيا من الزوار العام 2011 وتأمل ان تعيد الكرة في العام 2012. في قلب العاصمة طوابير الانتظار منظر مألوف جدا طوال السنة امام هذه المؤسسات التي تبعد مسافة قليلة قليلة عن بعضها البعض وتشكل "مثلث الفن الذهبي" في مدريد.
ما سر ذلك؟ عدد متزايد من السياح وبرمجة ثقافية متقنة على ما يقول المدير العام لمتحف تايسن-بورنوميتزا، ميغيل انخيل ريسيو.
هذا المتحف الخاص الذي يضم بين جدرانه اعمال كوكبة من الرسامين من مرحلة ال غريكو وصولا الى بيكاسو شهد ارتفاعا في عدد الزوار للسنة الثالثة على التوالي بلغ 30,4 % مقارنة بالعام 2010.
وقد سجل 1,1 مليون زائر نصفهم من الاجانب (ولا سيما من المانيا وفرنسا وبريطانيا) وهو عدد غير مسبوق منذ افتتاحه في 1992.
ويشدد ريسيو على ان "زيادة عدد الزوار خلال سنة تشهد ازمة، يعكس نوعية عروضنا الجيدة وساعات الاستقبال الطويلة" مرحبا بتمكن المتحف "من فرض نفسه كنقطة جذب سياحية في المدينة".
وقد اقام المتحف سبعة معارض موقتة العام 2011 فيما جذب المعرض المكرس للرسام الواقعي الاسباني انطونيو لوبيث عددا قياسيا من الزوار بلغ 320 الف شخص.
على بعد شوارع قليلة سجل متحف "رينا صوفي" المكرس للفن المعاصر مع تحفة "غيرنيكا" لبيكاسو، سنة ممتازة ايضا فاستقبل 2,7 مليون زائر العام 2011 اي بارتفاع نسبته 17 % مقارنة بالعام 2010.
ويقول مديره مانويل بورخا-فييل "اظن ان ذلك عائدالى سياستنا التي نتجه فيها الى الجميع اذ لكل جمهور نظرته للعالم". ويضيف "في حال نجح هذا النموذج من التعامل فان عدد الزوار سيتسمر في الارتفاع. الازمة تؤثر على نموذج النمو (في اسبانيا) وليس على الاهتمام بالثقافة".
اما متحف برادو الشهير مع مجموعته الغنية من لوحت غويا وفيلاسكيث فيبقى الاكثر جذبا للزوار مع 2,9
مليون شخص في العام 2011 بارتفاع نسبته 6,6 %.
وغالبية الزوار (59 %) اتوا من الخارج ولا سيما من ايطاليا والولايات المتحدة وفرنسا.
والمعارض الموقتة سجلت هنا ايضا نجاحا كبيرا واستقطب 919584 شخصا من بينهم نحو 220 الفا اتوا لرؤية الاعمال التي اعارها متحف "ارميتاج "الروسي حتى اذار/مارس 2012.
وهذا ما جذب اندريا بوردوني (38 عاما) السائح الاتي من ميلانو "لقد سمعت عن هذا المعرض في ايطاليا وهو من الاسباب الذي اتيت من اجلها الى مدريد. من الاسهل المجيء الى اسبانيا منه السفر الى روسيا لزيارة متحف ارميتاج وهنا الطقس دافئ اكثر" وهو واقف في طوابير الانتظار.
ويتوقع ان يكون العام 2012 واعدا ايضا للمتاحف الكبرى في مدريد. ومن المقرر ان يقيم متحف تايسن-بورنميتزا خمسة معارض موقتة للاحتفال بذكرى مرور عشرين عاما على تأسيسه تتمحور خصوصا على الرسام الواقعي الاميركي ادوارد هوبير وغوغان فضلا عن اول معرض استعادي في اسبانيا للرسام الروسي مارك شاغال من 14 اذار/مارس الى 20 ايار/مايو.
وسيضم المعرض الاخير حوالى 150 عملا معارا من عشرين متحف ومجموعات خاصة ومن عائلة الرسام.
ويدشن متحف "رينا صوفيا" الموسم مع معرضين احدهما مكرس لفنان الالماني هانز هاكه والثاني للايرلندي جيمس كولمان.
اما متحف برادو فيكرس في حزيران/يونيو معرضا للوحات فنان عصر النهضة الايطالي رافاييل في سنوات عمره الاخيرة بفضل تعاون مع متحف اللوفر الذي سيستضيف المعرض ذاته.