بعد الإعلان عن كارثة (التحرش) انزعج المصريون فى كل ربوع الوطن.. ولم يتنبه أحد إلى المحرض والمجرم الرئيسي لهذه الكارثة.. لقد أصبحت الموانئ المصرية فى البحرين المتوسط والأحمر الممر والمنافذ لدخول كافة أنواع الحاويات من كل دول العالم المنتج والمصدر ل(ترامدول).. والذى تحول إلى سلعة فى متناول الجميع من كل الفئات والطبقات فهو الأرخص سعرا والمتواجد فى كل مكان وفى اى مكان !! الغريب أن هناك العشرات من الحاويات تم ضبطها داخل الموانئ المصرية وأعلن عن ذلك حتى عدد ما تم ضبطه فى كل حاوية.. ولم نسمع حتى الآن عن مستورد أو مستخلص آتى بهذه الحاويات قد تم تقديمه للمحاكمة؛ بل هناك صمت مريب ومشبوه حول مصير الحاويات المضبوطة.. والمعروف أن ما يتم ضبطه محدود للغاية عما تم تهريبه داخل البلاد وهو لا يتجاوز 1 % مما هو موجه لدخول البلاد.. مما جعل هذه المواد القاتلة تنتشر بسرعة شديدة لتصل إلى أهم شرائح المجتمع من نسبة كبيرة من الشباب.. حتى أمريكا نفسها تقاوم هذه المواد بقوة شديدة لدرجة أنها قامت بخطف رئيس جمهورية (بنما) وحاكمته لديها بتهمة المساعدة فى تصدير المخدرات وهو مازال فى السجون الأمريكية حتى الآن. أقول هذا ليعلم الجميع الخطورة الشديدة من هذه المواد المخدرة حيث إنه تخصم الوطن كله وتدمر أهم ما فيه خاصة الشباب.. إن هناك عشرات القضايا عن الحاويات المضبوطة وأصبحت قضايا مجهولة لا نعرف حتى الآن مصيرها.. ولكننا نسأل.. ومن حقنا أن نسأل.. هل يمكن أن تأتي حاوية بدون صاحب؟؟ وهل يمكن أن تخرج بدون مستخلص؟؟ إذا كيف يمكن أن نسمى هذا؟ لقد نشرنا أكثر من مرة عن دخول حاويات مشبوهة ومريبة تأتي من تركيا بذات السيارة التى تحملها وسائقها التركى و تخترق حدود الوطن وتمرح فى الطرقات السريعة بين كل المحافظات وهى بدون تفتيش.. ولكن وزير النقل يصرح إننا نحصل على 9 دولارات عن كل حاوية، هذا هو المنطق من يدير شئوننا فى الموانئ مما ساعد ذلك كله على انتشار (الترامدول) الذى أصبح أقرب إلى المواطن من رغيف الخبز نفسه وبسعر أقل من سعر التكلفة !! إننا نناشد رئيس الدولة أن يتدخل وبسرعة فى السيطرة على الموانئ المصرية من خلال عناصر موجودة فعلا ومنتشرة في كل مكان تملك من الشرف والوطنية المصرية بتعيينهم للسيطرة على هذه المنافذ.. وإن هناك الآلاف من الذين اكتسبوا خبرات وطنية كبيرة وهم الآن دون أى أعمال مسندة إليهم.. لم تعد منافذ الدولة آمنة؛ حيث استغل البعض الثورة وأصبحوا أغنياء هذه الثورة. فهل ممكن لموظف يحصل على أجره يملك أبراجا أو يشارك فيها دون أن يسأله أحد، من أين لك هذا؟؟ إن رائحة (الترامدول) تفوح من أغنياء الثورة حيث أصبحوا يملكون سلطة المال والثورة والبرشام! إن الوطن فى خطر من عصابات الموانئ وما لم يتم حصار القراصنة وهزيمتهم سوف يدفع الوطن الثمن غاليا.. إن ما حدث فى قضية (التحرش) سوف يزداد فى الأيام القادمة طالما (الترامدول) يدخل البلاد ويؤدى له التحية داخل الموانئ وعبر الطرقات.. إننا نتذكر أن قبل ثورة يناير وفى سنوات مبارك نفسه حدث وكان يحدث هذا (التحرش) الجماعي وفى ميدان طلعت حرب نفسه، إذا هذه القضية لم يتم علاجها حتى الآن.. والعلاج الوحيد يأتي من منبع الجريمة !!