أرجوكم لا تخرجوا من منازلكم أبداً حتى يتوفاكم الله، ولا تنظروا حتى من نافذتكم إلى الشارع فربما أتي متحرشٌ طائر إليكم من الفضاء ، اقتلوا أنوثتكم بأيديكم فهي تجلب لكم العار والخزي ، احلقوا رؤوسكم ، وقطعوا نهديكم بأيديكم ، اتخذوا مريضة السرطان مثلاً أعلى . إيّاكم أن تسيروا في الطرق فهي خطيئة كبرى ، فكيف تسمحين للهواء بأن يتحرش بجسدك ، أو الأضواء والمصابيح ؟! اعلمي أن جسدك خطيئة ، ذنبٌ ستدفعين ثمنه كل دقيقة ، لذا ومن الآن عودي إلى جاهليتك الأولى ، احفري لنفسك حُفرة تناسب حجم جسدك اللعين ، قبل أن يحفر المجتمع الذي هو على قيد العفن لكِ حفرة وأنتِ على قيد الحياة ، أرأيتِ كرم المجتمع وحريته؟ كيف ترك لكِ كل الحرية في أن تختاري حجم حفرتك بنفسك ! أخبريني يا "متهمة" لمِ لم تعترضِ حينما خلقك الله أنثى ؟ ، لمِ لم تقولي أريد أن أصبح رجلاً أو حيواناً أو حتى حشرة حقيرة ، لماذا عندما كنتِ نطفةٍ في ظهر أبيكِ استكنتي ولم تتسربي أو تخرجي منه كقطرة بُولٍ مهين ؟ فهذا خطؤك الأزلي ، لم تعترضي أو تتمردي ! قال لي صديقي بأنّ الطريق كذا مهجوراً لا تسير فيه فهو مليء بقُطّاع الطرق ، لكن يا "منبوذة" لا أستطيع أن أحذرك من طريق بعينه وقد أصبحت كل الطرق مهجورة في بلدنا ! تعلمي من الدراما السينمائية ، شاهدي فيلم "السادة الرجال" بعين جدية ، كانت فكرة "التحول" لبطلة الفيلم ضرباً من الكوميديا والفانتازيا ، صار الآن ضرباً من الحقيقة العفنة ، لكن أخاف عليكِ إذا تحولتي لذكرٍ تجوبين الشوارع للتحرش بالنساء ! الآن أنتِ في أصعب ضلع في "مثلث برمودا" المُميت ، الضلع الأول كان في الجاهلية ، حيث وأد البنات أحياءً ، والضلع الثاني كان في عصر الفراعنة تقديم الجميلات منكم قرباناً وهبةً لنهر النيل ، أما الضلع الثالث هو الآن حينما تقدمون قرباناً لسادية المجتمع والذي يبخل عليكم بالموت لتظلوا مُعذبات بخطيأتكم الأولى ، خطيئة كونكم نساءً !