اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم، الاثنين، بحفل تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسا لجمهورية مصر العربية، معتبرة أن الحدث كان تعبيرا عن استعادة الدولة المصرية لهيبتها. وأفردت صحيفة "السفير" تحت عنوان "مصر تستعيد دولتها" ، صدر صفحتها الأولى لتغطية تنصيب السيسي، قائلة إن "مصر دخلت رسميا أمس عهد عبد الفتاح السيسي الرئيس السادس للبلاد منذ قيام النظام الجمهوري في أعقاب ثورة يوليو 1952، التي أطاحت بالملكية، وثاني رئيس منتخب منذ ثورة 25 يناير التي أسقطت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011، والأول منذ ثورة 30 يونيو التي أسقطت نظام "الإخوان" عام 2013". وقالت إن "السيسي تسلم منصبه الرئاسي من سلفه المستشار عدلي منصور في مراسم بروتوكولية غير مسبوقة في تاريخ مصر، شهدت تمثيلا عربيا وأفريقيا رفيع المستوى، في مقابل تمثيل دبلوماسي غربي باهت"، واصفة المشهد بأنه "تاريخي بكل المقاييس"، حيث إن هذه هى المرة الأولى التي تشهد فيها مصر عملية تسليم وتسلم بين رئيسين منذ قيام النظام الجمهوري، باستثناء المراسم التي شهدتها البلاد في 4 أكتوبر 1981، حين تسلم نائب الرئيس آنذاك حسني مبارك مقاليد الحكم من رئيس مجلس الشعب صوفي أبو طالب، الذي تولى الرئاسة لمدة ثمانية أيام بعد اغتيال الرئيس أنور السادات. ورأت الصحيفة أن "الأهم في مشهد الأمس، تمثل في المراسم الدستورية والبروتوكولية والاحتفالية الرسمية التي كرست عودة قوية للدولة المصرية، التي التفت بسلطتيها التنفيذية (حكومة ومؤسسة رئاسة)، والقضائية (الجمعية العامة للمحكمة الدستورية)، والأمنية والعسكرية (إجراءات أمنية استثنائية)، حول السيسي، وذلك بدعم عربي لافت". ومن جانبها، قالت صحيفة "النهار" إن "السيسي وضع خريطة طريق لعهده موجهة إلى أبناء شعبه من الفلاحين و"الغلابة"، وإلى رجال الأعمال والصناعيين والنساء والشباب"، لافتة إلى أن "السيسي حرص على اعتماد نبرة تصالحية بالتأكيد على أنه رئيس لكل المصريين في عصر جديد دخلته البلاد بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو". وأضافت أن "السيسي أوضح فى خطابه أمس أن الاستقطاب الحاد قبل 30 يونيو كان يهدد بحرب أهلية، متهما "الإخوان" من غير أن يسميهم بالمشاركة في مخططات تنال من وحدة مصر، ودعا إلى تجديد الخطاب الديني مشيدا بدوري الأزهر والكنيسة، محذرا فى ذات الوقت أنه لن يسمح بقيادة موازية تنازع الدولة هيبتها وصلاحياتها". وأكدت أن "السيسي تحدث عن وجوب استعادة الدور العربي، قائلا إن الأمن القومي العربي خط أحمر، وإن أمن منطقة الخليج جزء لا يتجزأ من أمن البلاد"، وأشارت إلى أنه "استرعى الانتباه بتأكيده على تمسك مصر بالقضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس"، رافضا أن يكون سد النهضة الإثيوبي سببا لمشكلة مع أفريقيا. أما صحيفة "المستقبل"، فوصفت يوم تسليم وتسلم السلطة أمس بأنه "يوم تاريخي لا ينسى" عاشته مصر، قائلة إن "مراسم تسليم وتسلم السلطة بين السيسي ومنصور خرجت بشكل ملئ بالرمزية مما عكس حجم التغيير الذي شهدته البلاد بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وبات من الواضح أن مصر تسير قدما على طريق ترسيخ حكم المؤسسات".