تخيم الأزمة الأوكرانية والموقف الروسى منها على ضوء ضم شبه جزيرة القرم، على الاحتفالات التى ستقيمها فرنسا بعد غد الجمعة بمناسبة الذكرى السبعين لإنزال قوات الحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية على شواطىء نورماندي الفرنسية والتى يحضرها زعماء العالم الغربى وعلى رأسهم الأمريكى باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين. وتجد فرنسا الدولة المضيفة للاحتفالات، نفسها أمام مأزق بروتوكولى خاصة أن أوباما وبوتين لا يرغبان فى مقابلة بعضهما البعض بعد غد مما دفع الإليزيه إلى العمل على تنظيم هذا الأمر لتفادي وقوع "حادث دبلوماسي".. ولكن قد يجد الرئيسان الأمريكى والروسي صعوبة فى تفادى مصافحة بعضهما البعض خاصة وأنهما سيكونان فى الصف الأول بالمقصورة الرئيسية خلال احتفالات نورماندي. وكشفت مصادر بالقصر الرئاسي الفرنسى أن الخلافات التى نشبت بين بوتين وأوباما منذ ضم شبه جزيرة القرم بموجب استفتاء شعبى إلى روسيا والقرارات التى اتخذها البيت الأبيض بفرض عقوبات على بعض مسئولي موسكو ورغبة الجانبين فى عدم اللقاء، ستدفع الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إلى تناول وجبة العشاء مساء غد الخميس لمرتين، الأولى مع باراك أوباما فى أحد مطاعم باريس الفاخرة، والأخرى مع الزعيم الروسي بالإليزيه .. مؤكدة أن الحالتين عبارة عن لقاء عمل. ومن المقرر أن يبحث أولاند وأوباما القضايا الدولية الآنية ومنها أزمتا أوكرانيا وسوريا والوضع فى القارة الأفريقية ومكافحة الإرهاب بخلاف العلاقات الثنائية ولاسيما أزمة المصرف الفرنسى (بى إن بى باربيا) المهدد بعقوبات مالية أمريكية قاسية تصل إلى عشرة مليارات دولار بعد اتهامه بخرق حظر أمريكي على كوبا وإيران والسودان. كما يناقش الرئيس الفرنسى مع نظيره الروسي كذلك الأزمة الاوكرانية والعلاقات بين موسكو والاتحاد الأوروبى وربما الأزمة السورية خاصة وأن هذا اللقاء يعد الأول للزعيم الروسي مع رئيس دولة غربية منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية. كما يعقد الرئيس الروسى على هامش احتفالات بعد غد الجمعة، اجتماعا مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل وكذا رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون. ومن المقرر أن يحضر الاحتفالات بمناسبة ذكرى الإنزال، 19 رئيس دولة وحكومة غربية بالإضافة إلى آلاف العسكريين من البلدان المختلفة. من ناحية أخرى، تستعد العاصمة باريس لاستقبال غدا الخميس الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا التى ستبدأ زيارة دولة إلى فرنسا فى الفترة من 5 وحتى 7 من شهر يونيو الجاري، وتشارك خلالها وزوجها الأمير فيليب فى احتفالات ذكرى الإنزال بنورماندي. وبحسب البرنامج الذى وزعه الإليزيه على الصحفيين، تجرى مراسم استقبال رسمية لملكة بريطانيا بعد عصر غد بقوس النصر بقلب العاصمة باريس بحضور الرئيس الفرنسي، كما سيستقبل أولاند فى اليوم نفسه، الملكة اليزابيث الثانية بالإليزيه حيث سيعقدان جلسة مباحثات مشتركة. ويقيم الرئيس الفرنسى مآدبة عشاء مساء بعد غد الجمعة القادم بالإليزيه على شرف ملكة بريطانيا وزوجها دوق أدنبرا الأمير فيليب .. وفى اليوم التالى يقوم الرئيس أولاند والملكة بزيارة سوق الزهور والطيور بباريس قبل أن تقام مراسم وداع رسمية للملكة بالقاعدة العسكرية الجوية فاليزى- فيلاكوبلاى بالقرب من باريس.
