ستظل ثورة 25 يناير المباركة ورغم مرور عام فقط من عمرها أو ما يزيد قليلا، ملهمة للكثير من الكتاب والمبدعين والمؤرخين والادباء. القاص والكاتب الصحفى سعد القرش من بين الكتاب الذين دلوا بدلوهم حول ثورة 25 يناير من خلال كتابه "الثورة الآن"، والذى صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضمن الإصدارات التي تقدمها الهيئة احتفالا بمرور عام على بداية الثورة. ويأتي كتاب القرش تحت ما يسمى أدب اليوميات، حيث يقدم سردا أدبيا ليومياته خلال أيام ثورة 25 يناير ليعلن فيها عن العديد من مواقف لعدد من المثقفين الذين ساروا في ركب النظام السابق، ثم انقلبوا لتأييد الثورة بعد نجاحها، مستخدما حدسه وعينه الروائية الثاقبة والتى تلتقط أدق التفاصل والصور والمواقف. وقد اهدى القرش كتابه لشهداء الثورة "الورد اللى فتح، والذين ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم" ولعدد كبير من مثقفي ومفكري مصر الراحلين عبد الوهاب المسيري، جمال حمدان، محمود أمين العالم، عبد العظيم أنيس، محمد عفيفي مطر، أحمد مستجير، أحمد نبيل الهلالي، محيي الدين اللباد، محمد السيد سعيد، فاروق عبد القادر، محمد عودة، وغيرهم ممن انتظروا طويلا هذه الولادة الجديدة لمصر. كما اهداه إلى الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي بدأ مقاتلا وانتهى قاتلا، لولا عنادك، وانتهاجك سياسة الملل، لفقدت الثورة كثيرا من روعتها. ان يوميات القرش والتى تجلت فيها قدراته الابداعية فكتبها بروح القاص الرائى والحكاء المبدع، مستغلا فيها الكثير من التقنيات القصصية تعد من التسجيلات الحية عن تلك الثورة المباركة، والتى ما زالت تحتاج الى الكثير من الاعمال التى تتحدث عن عظمتها، لانها ثورة غيرت وبصدق وجه التاريخ.