دون أدنى شعور بالخجل على ما فعلوه بمصر أثناء الانتخابات الرئاسية الماضية أو الندم على ما طرحوه وقتها من شعارات زائفة وتقديرات خادعة وتحليلات بطعم ورائحة الليمون أسفرت عن وقوع البلاد في قبضة رئيس خائن وجماعة إرهابية، عادت النخبة مرة أخرى لتمارس دورها مدفوع الثمن لتضليل الشعب والتأثير عليه سلبا بكتابة مقالات صحفية والإدلاء بتصريحات والظهور على شاشة الفضائيات في محاولة محمومة لضرب التحالف الشعبي لدولة 3\7 الداعم للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي من خلال ترويج أكاذيب وادعاءات وتخوفات ليس لها أي أساس من الصحة حول نزاهة العملية الانتخابية تارة وحول شخص المشير تارة أخرى. وعلى رأس هذه النخبة علاء الأسواني الذي دأب على دس السم في العسل وتغليف المغالطات في بونبوناية سكر وتقديمها بطريقة ناعمة على هيئة مقال يحكي عن افتراضات وهمية يسوقها للقراء على أنها حقائق واقعية لإحداث نوع من البلبلة والتشكيك وكأنه لم يكفه أنه صاحب أول مسمار يدق في نعش الأخلاقيات المصرية سواء عن طرق رواية الجنس والشذوذ "عمارة يعقوبيان" أو بإهداره لقيمة احترام الكبير، وكلنا نتذكر بالطبع لقاءه مع الفريق شفيق ومدى الصلف الذي تعامل به معه ظنا منه أن ما يفعله بطوله لكنها في حقيقة الأمر قلة ذوق هلل لها الإعلام الذي كان لا يجرؤ وقتها على أن يقول يا غولة "عينك حمرا"، وبعد هذا اللقاء الشهير أصبحت الوقاحة والتطاول على رموز الدولة المدنية والعسكرية في عرف الشباب والنخبة من الأعمال الثورية. الأسواني أطلق على نفسه لقب أديب عالمي ولا أعلم متى تعولم؟ ومن الذي عولمه وأعطاه صك العالمية؟ مع أن أعماله سواء كانت روائية أو قصصية - ومنها ما يشتبه في سرقته أو دعوني أكون أكثر تهذيبا وأقول مقتبس - لا تتجاوز العشر أعمال فمن أين جاءت له العالمية؟ هل حصل على نوبل الأدب ونحن في غفلة مثلا؟ رحم الله كاتبنا العملاق صاحب جائزة نوبل نجيب محفوظ الذي لم يقل على نفسه يوما عالمي رغم أن أعماله تمت ترجمتها لكل لغات العالم عن جدارة واستحقاق وليس مجاملة أو بناءً على شبكة علاقات ومصالح شخصية كما يفعل غيره اليوم. كان الأولى بالدكتور علاء قبل العودة للعبث في أذهان الشباب بكتاباته المضادة لفكرة الدولة أن يتعظ من الخطأ الذي ارتكبه سابقا بالدعوة للتصويت العقابي في الانتخابات الرئاسية الماضية تحت زعم أن ما بينهم وبين الإخوان خلاف سياسي، وما بينهم وبين شفيق دم، هل عرفت الآن من الذي بينه وبين مصر دم يا دكتور؟ ألم تشعر بوخزة ضمير بعدها على الأرواح التي زهقت بيد جماعة وضعت يدك في يدها يوما مؤيدا ومعضدا لرئيسها؟ عليك التطهر يا سيدي أولا قبل أن تدلي بدلوك في الانتخابات المقبلة وغسل يدك أنت ونخبتك وكل من دعم مرسي من وزر دماء المصريين لأنكم جميعا شركاء متضامنين فيها. نحن لا ننكر عليك حقك في دعم مرشح و أن تقول فيه ما قاله مالك في الخمر، لكن ليس من حقك ترويج الأباطيل عن المرشح الآخر، من حقك أن يكون لديك قناعات واعتقادات بأن مرشحك هو الأفضل على الإطلاق، لكن ليس من حقك تضليل الرأي العام وابتزاز الشباب بدعوى الثورية. فضلا ارفع قلمك عن مصر لأنها ليست حقل تجارب لأفكارك و شطحاتك، الأوضاع السيئة للدولة لا تسمح بتطبيق رؤيتك اللوذعية ولا يمكن أن يعتلي كرسي الحكم رئيس هاو لا يمتلك من خبرات الحياة سوى شعارات وخطب، نحن في ظرف نحتاج فيه لقائد دولة لا لقائد مظاهرة. أدعوك أيها الكاتب "العالمي!" أن تترك عالمك الافتراضي الذي تعيش فيه وتمزق شرنقة الغرور والهالة الكاذبة التي تحيط بها نفسك، قم من فوق مقعدك الوثير وأخرج من صالونك وتخل عن سياراتك وكل مكتسباتك الشخصية التي حصلت عليها منذ 25 يناير وعد إلى صفوف المواطنين، انزل الشارع واستطلع رأي الناس، اسأل الموطن البسيط هل يريد حرية وديمقراطية أم لقمة عيش وشعور بالأمان على نفسه وأهل بيته؟ ربما إجابته توضح لك ما هى أولويات المرحلة في ظل ما آلت إليه أحوال البلاد والعباد بسبب ربيعكم الأسود. مصر تئن وأنت ونخبتك مازلتم تريدون إسقاطها مرة أخرى في مستنقع الفوضى والارتباك وكأن هذا المشهد العبثي يشبع لديكم رغبة الجنون الثوري، لكن نبشرك أيها العالمي هذه المرة لن نسمح لكم بذلك بالبلدي كده "على جثثنا" ليتك توفر أوراقك ومداد أقلامك واجتهاداتك ويا حبذا لو ابتلعت لسانك مؤقتا حتى وإن أردت بعد ذلك الكلام فلتقل خيرا أو لتصمت.