- مناورة «سيف عبدالله» السعودية نتيجة مباشرة لسوء التقدير الاستراتيجي لواشنطن للوضع في المنطقة - العجمي:الخليج يتمرد على واشنطن بعد توجه أوباما ناحية طهران - السعوديون استخدموا صواريخهم الصينية القديمة في المناورة للدلالة أنهم اشتروا الجيل الجديد منها - الخليج سيدخل سباقاً للتسلح النووي مع إيران ..والسعوديون أول من استعرض صواريخ باليستية وصل الى السعودية،صباح اليوم ، وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل لحضور اجتماع وزراء الدفاع لدول مجلس التعاون. وأكد الدكتور ظافر محمد العجمي -المدير التنفيذي لمركز مراقبة الخليج بالكويت أن الزيارة ليست كما كتب البعض بسبب مناورة «سيف عبدالله»، والتي وضعت قواعد جديدة لانخراط واشنطن في تفاعلات الخليج، بل تم دراسة الأمر في قمة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لحوار المنامة 2013م، بعد زوال المجاملات الدبلوماسية وقلة التسامح الخليجي جراء توجه أوباما ناحية طهران. وتابع العجمي أنه وانطلاقاً من معطيات عدة سيكون الصدام محتماً بين الطرفين حول تحديد معنى الشراكة الاستراتيجية، وسيطرح «هيجل» قضايا من الملفات الإيراني والسوري، والشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج. والوزير لن يخرج عن سياسة سيده في البيت الأبيض حيث أنه سيعيد «هيجل» التزام واشنطن بمنع إيران من حيازة السلاح النووي بالدبلوماسية، يدفعها التزام واشنطن بمواقفها هذا دعماً لحلفائها. وقال العجمي :" لكننا نقرأ ذلك بشكل معاكس؛ فقد غيرت واشنطن من هدفها إعاقة المشروع النووي الإيراني الى إعاقته حتى نهاية فترة حكم أوباما في يناير 2015، تحت شعار ومن بعدي الطوفان. وشدد العجمي أن «هيجل» سيجدد التزام بلاده بالحل السياسي في سوريا ودعم المعارضة المعتدلة وتخفيف آثار النزاع على الأردن والعراق، لكن الواقع يقول إن تخلص الأسد من مخزونه الكيماوي تم لاستخدامه له 40 مرة ضد شعبه منذ توقيع اتفاق التخلص من المخزون. وبين العجمي أنه سيتم تعزيز الاستراتيجية الأمنية الأمريكية مع دول مجلس التعاون، بالتدريب والمناورات والمشتريات الدفاعية وبالتنسيق الدفاعي بالدرع الصاروخي؛ لكن الواقع يقول إن لجنة الدفاع في الكونجرس في 8 مايو الجاري رفضت ب61 صوتاً مقابل صفر الميزانية الدفاعية 2015 المخفضة جداً التي أرسلها أوباما، وأن اللجنة لم ترحب بالاستقطاعات غير المبررة وشرعت في وضع ميزانية للدفاع بنفسها، وستكون دول الخليج ضحية سياسة التخفيض رغم المبرر الأحمق الذي أورده «هيجل» من أن سياسة عدم التدخل العسكري في عصر أوباما وخفض ميزانيات الدفاع أدى إلى انخفاض التوتر في الشرق الأوسط. وخلص العجمي إن ما يجعلنا شبه متأكدين من سير الأمور، كما سبق أن وزير الدفاع الأمريكي قد حدد في حوار المنامة 2013 أن سياسة واشنطن في المنطقة تحكمها أمور ثلاثة هي عدم الانسحاب من الخليج، واستمرار العمل بعقيدة الانخراط «Engagement» دبلوماسياً وعسكرياً والالتزام بتأمين الخليج، ولا تساهل مع التهديدات لأمن دوله، بتواجد القوات الأمريكية في الخليج والالتزام بتطوير القدرات العسكرية لدول الخليج وأولوية الدبلوماسية في علاج مصادر تهديد أمن المنطقة دون استبعاد الأداة العسكرية كالبرنامج النووي الإيراني والصواريخ الإيرانية. وأكد العجمي أن دول الخليج لم تجد شيئاً من ذلك الالتزام يمنعها من تحطيم الأقفال المقدسة للشراكة الاستراتيجية الخليجية الأمريكية جراء سوء التقدير الاستراتيجي لواشنطن، لذا بعثت قبل وصول «هيجل» برسالة حملتها مناورة «سيف عبدالله» السعودية، وكان فيها من المضامين أن دول الخليج جاهزة للتعامل مع التهديد الإيراني، فمناورة «سيف عبدالله» كانت الأكبر في تاريخ المنطقة، حيث شارك بها 130 ألف جندي، وكان هناك حضور من دول مجلس التعاون ومصر وباكستان. وظهور أعلى رتبة عسكرية باكستانية بالمناورة يقصد منه التأكيد على أن باكستان جزء من تحالفات الخليج الجديدة، فماذا لدى إسلام أباد؟ وأوضح العجمي أن المناورة أبرزت أن الصراع القادم سوف يكون نووياً، فنقطة ارتكاز المناورة كانت عرض صواريخ DF-3 المعروفة باسم رياح الشرق أو CSS-2 لدى الناتو القادرة على حمل رؤوس نووية. وباستخدامهم لصواريخهم الصينية القديمة في المناورة يلمح السعوديون إلى أنهم قد اشتروا الجيل الجديد من هذا السلاح. ونوه العجمي أن الخليجيين سيدخلون سباقاً للتسلح النووي مع إيران، والسعودية أول أمة عربية تستعرض علناً صواريخها ذات القدرات النووية، متحدين الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني، و«سيف عبدالله» رسالة اعتراض عنيفة وإصرارعلى اتفاقية شاملة حول التسلح النووي. كما تشمل الجاهزية الخليجية الاستعداد النووي، فلم يعد هناك اعتماد على مساعدة واشنطن أو درعها النووي، وها هم يطورون قوتهم النووية الضاربة بمساعدة الصينوباكستان.