أعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا لا مكان لمفاوضات مؤتمر "جنيف 3 " في ظل ترشح الرئيس بشار الأسد للانتخابات الرئاسية المقبلة. وجدد الجربا في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة" الفضائية" بثت اليوم الثلاثاء - من واشنطن مطالبته المجتمع الدولي بالمساعدة على "تغيير ميزان القوى على الأرض" لإجبار النظام على الاقتناع بأن الحل السياسي هو الأنسب ، لافتا إلى أن سياسة النظام السوري تقول بأن "الحل العسكري هو الحل السياسي". وعن الهواجس الأمريكية من المعارضة المسلحة في سوريا والتي تعطل عمليا أي مساعدات نوعية للمعارضة ، قال الجربا إن موضوع الإرهاب هو من أوليات الائتلاف.. ونحن مستهدفون قبل غيرنا.. وعمليا لدينا مصلحة مشتركة مع الغرب في هذا الموضوع، ونحن نؤكد أن لا الإرهاب الأسدي (نسبة إلى نظام الرئيس بشار الأسد) ولا الإرهاب الآخر هما اللذان يمكنهما بناء سوريا ، بل نحن ، أي الخط الثالث". وشدد الجربا عقب عدة لقاءات عقدها مع مسؤولين أمريكيين في وزارة الخارجية ومع أعضاء من مجلسي الشيوخ والنواب في الكونجرس وقبيل لقائه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما على أن محصلة هذه اللقاءات "إيجابية من ناحية المبدأ خصوصا أنه فور وصولنا رفعت البعثة السورية". وقال الجربا " لسنا هنا فقط لطلب السلاح بل نحن هنا للعمل على إرساء علاقة استراتيجية مع الولاياتالمتحدة من خلال إقناع الإدارة الأمريكية والكونجرس الأمريكي والرأي العام الأمريكي بوجهة نظرنا ورؤيتنا لمستقبل سوريا والوضع الراهن المأساوي (الذي تعيشه البلاد) وأننا شركاء حقيقيين واستراتيجيين للولايات المتحدة التي هي صديقة للشعب السوري والمعترفة بالائتلاف كمظلة للشعب السوري". وعن حقيقة أن واشنطن تطالب بمحاربة "داعش" قبل إسقاط نظام الأسد في حين أن الائتلاف يسعى إلى عكس ذلك ، قال الجربا "نحن حاربنا داعش ولا نزال.. وهناك مناطق تم تحريرها من قبل أبناء الجيش الحر.. نحن أول من تحد وتصدى لداعش.. والولاياتالمتحدة تعلم ذلك". وعن موقف الائتلاف من جبهة النصرة خصوصا وأنها تشكل معضلة في المحادثات مع واشنطن لجهة الحؤول دون تسليح المعارضة بسلاح نوعي ، قال الجربا " النصرة ليست بالائتلاف وليست جزءا من الجيش الحر ، وقد كفرت الائتلاف والجيش الحر الأسبوع الماضي ، نحن أقوياء لكن يلزمنا الدعم لنفرض سيطرتنا الحقيقية.. وهنا دور الولاياتالمتحدة والأصدقاء والأشقاء. إذا كان هناك بالفعل نية حقيقة لأن يوجد جسم سياسي عسكري متين قوي أثبت نفسه بشكل واضح في محاربة الإرهاب ، فيجب أن يدعم لكي لا يكون هناك قوة غير قوته في هذه المنطقة". واعتبر أن إضعاف الجيش السوري الحر ليس في مصلحة أحد ، وتطرق بالقول:"هناك إرهاب النظام مع إرهاب حزب الله (اللبناني) والمرتزقة العراقيين ، بالإضافة إلى الإرهاب القادم من خارج الحدود" ، وسأل "هل هناك مصلحة في إضعاف القوى الوطنية المعتدلة التي تريد لسوريا أن تكون موحدة ودولة ديموقراطية". وعن الخلافات السعودية القطرية ، قال الجربا إن تراجع قوة الجيش الحر هو نتاج هذه الخلافات ، مشيرا إلى أن كل دولة تدعم فصيل الأمر الذي يشرذم المعارضة، لافتا إلى أن التفاهم السعودي الأمريكي من جهة أخرى يصب في مصلحة الائتلاف. وكان مسئول أمريكي قد أعلن الأسبوع الماضي أن واشنطن ستعترف بمكاتب المعارضة السورية في الولاياتالمتحدة كبعثة دبلوماسية أجنبية، مشيرا إلى أن هذا الإجراء يهدف إلى "تعزيز المعارضة السورية المعتدلة ومواكبة جهودها لمساعدة جميع من يحتاجون إلى مساعدة في سورية". وعن اتفاق حمص الأخير ، قال الجربا إن الأممالمتحدة أشرفت على تنفيذه، مضيفا "لا نحبذ أن يحدث ذلك في باقي المدن. هذه استراتيجية النظام الذي قد يلجأ إلى حصار المدن ثم يخير الناس بين الموت والخروج من المدينة" ، داعيا إلى إيجاد "ممرات آمنة في مناطق النظام والمناطق المحررة".