* المياه نزلت من فوق جبل عتاقة لتدمر الأخضر واليابس فى طريقها * مدير قرية سياحية بالسخنة: رجال الإنقاذ فشلوا فى مساعدة الزوار * الخسائر المبدئية الناجمة عن موجة السيول والأمطار الرعدية تقدر ب5 ملايين تضرر عدد كبير من القرى السياحية بالعين السخنة بعد تعرض السويس وما يجاورها من مناطق أخرى إلى موجة من الأمطار الرعدية والبرق مساء الأربعاء الماضى، وأدت تلك الأمطار الغزيرة التى لم تشهدها البلاد منذ سنوات إلى تجمع السيول فوق جبال عتاقة وهبوطها من فوق الجبال بعد تجمعها بشكل ضخم. وهبططت المياه إلى الطريق السريع الذى يربط السويس والعين السخنة وجرفت معها الأخضر واليابس ودمرت الطريق السريع وما يسير عليه من سيارات بل وجرفت المياه أيضا أسوار القرى السياحية التى غرقت فى شبر مياه. ويقول مدير قرية وادى الدوم بالعين السخنة: "لقد دمرت السيول القرية تماما لدرجة فشل رجال الإنقاذ فى مساعدة زائرى القرية والموظفين بها بعد محاصرتهم بالمياه داخل القرية، حيث طفت السيارات فوق المياه وكأنها فى بحر كبير فى منظر لم أشاهده فى حياتى، وذلك بسبب إهمال المسئولين وعدم تجهيزهم جيدا لتلك الأمور". وأضاف: "اعتدنا فى مصر أننا لا نفيق إلا بسقوط ضحايا وقتلى لكى نبدأ الإصلاح"، مشيرا إلى أنه "عار على المسئولين أن يتركوا واحدا من أغنى طرق العالم، وهو طريق "السويس - العين السخنة" بدون مخرات للسيول". وأكد اللواء العربى السروى، محافظ السويس، أن الخسائر المبدئية الناجمة عن موجة السيول والأمطار الرعدية تقدر ب5 ملايين جنيه مبدئيا، وتم تشكيل لجنة لإعداد تقرير عاجل عن حجم الخسائر الأعمال المطلوب إصلاحها وتتركز فى منطقة سوميد بالسخنة والطرق السريعة الذى يربط القاهرة بالسخنة والزعفرانة والغردقة والسويس، إحدى القرى السياحية المجاورة. وكشفت السيول والأمطار الرعدية والثلوج التي اجتاحت السويس مساء الأربعاء الماضي المستور في سوء إعداد المرافق على مدى العشر سنوات الماضية سواء من خلال الرصف المتهالك أو عدم وجود شبكة بلاعات مطر تحمي الأموال التي أنفقت على رصف الطرق التي تقدر ب100 مليون جنيه في السنوات الأخيرة في السويس. وجاءت السيول لتدق ناقوس الخطر أمام المحافظ الحالي اللواء العربي السروي، خاصة أنه يقوم بخطة رصف في محاور الطرق الرئيسية بالسويس تقدر ب80 مليون جنيه. كما كشفت السيول عن ضرورة دعم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بسيارات عملاقة لشفط المياه وكسحها من الشوارع بعد أن شهدت السويس تجمعات لمياه الأمطار وصلت في بعض المناطق إلى أكثر من نصف متر، وهو ما لم تتعوده السويس من قبل. وأعلن اللواء خليل حرب، مدير أمن السويس، أن قوات الطوارئ قامت بمعاونة الشركات الصناعية بالعين السخنة فى رفع أثار السيول والأمطار الرعدية التى اجتاحت منطقة طريق "السويس - العين السخنة" المتاخم لجبل عتاقة المتاخم لساحل خليج السويس، حيث أدت السيول إلى جرف الصخور من الجبال وقطع الطريق الإسفلتى السريع، مما أدى إلى شلل المنطقة لمدة 8 ساعات. ومن جهة أخرى، اضطر اللواء العربى السروى، محافظ السويس، إلى إغلاق طريق السخنة - البحر الأحمر عقب جولته الميدانية لمتابعة الأثار الناتجة عن السيول، بعد أن عاودت السيول أثارها المدمرة، حيث تدفقت كمية مياه ضخمة قادمة من طريق "القاهرة - القطامية" وتجمعت أمام شركتي سوميد والمصرية للأسمدة لعبور نهر الطريق فى اتجاه موانئ دبى السخنة، وعلى الفور تم التعامل بواسطة المعدات الثقيلة لتسيير حركة المرور. وبمعاينة الأثار الناتجة عن السيل القادم من جبل الجلالة مرورا بمنطقة بورتوالسخنة فى اتجاه قرية "مارينا - وادى الدوم"، تبين انهيار جزء من السور الخارجى وإحدى بوابات الدخول الفرعية وشاليه فردي، كما غمرت المياه معظم شوارع القرية وحدث تكدس مروري نتيجة سقوط الأحجار والطمي الرملي، وقامت إدارة مرور السويس برئاسة العميد نجيب أحمد والعقيد سامح فؤاد، وكيل الإدارة، بتيسير حركة المرور.